لبنان
02 كانون الأول 2020, 11:39

المطارنة الموارنة: لحكومة اختصاصيّين تباشر بمهمّة الإنقاذ وإقرار القوانين لتعافي المؤسّسات من الفساد

تيلي لوميار/ نورسات
عقد اليوم المطارنة الموارنة اجتماعهم الشّهريّ في الصّرح البطريركيّ في بكركي، برئاسة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومشاركة الرّؤساء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وعرض المجتمعون الأوضاع العامّة في لبنان، والّتي تتمثّل في تفاقم الأزمات الماليّة والاقتصاديّة والمعيشيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التّالي:

"أوّلاً، أطلع صاحب الغبطة الآباء على فحوى لقائه قداسة البابا فرنسيس، وما يقوم به الكرسيّ الرّسوليّ من خطوات لنصرة لبنان وأهله، على طريق خلاصه ممّا يلحق به من أوصاب الدّاخل والإقليم، وتجاذبات الدّول على أرضه وفي سياسته. وهم يشكرون قداسته على قربه من لبنان، ولاسيّما بعد محنة انفجار مرفأ بيروت.

ثانيًا، يضمّ الآباء صوتهم إلى صوت أبناء لبنان السّاخطين من المحاولات المُتكرِّرة لتمييع تشكيلِ حكومةٍ جديدة، خلافًا لما تعهّدت به الكتل النّيابيّة، أيّ حكومة اختصاصيّين مستقلّين تُباشِر بورشة الإصلاح الكبرى. وهم يحثّون الجميع على الإسراع في تشكيل السّلطة الإجرائيّة لتسير بالبلاد نحو غايات وقف التّدهور والأخذ بموجبات الإنقاذ.

ثالثًا، يُسجِّل الآباء للمجلس النّيابي مُبادَرته إلى إقرارِ توصيةٍ بإجراء التّدقيق المحاسبيّ الجنائيّ، استجابةً لمطلب رئيس الجمهوريّة في رسالته إليه. وهم ينتظرون سنّ القوانين اللّازمة من أجل تطبيق هذا الإجراء بحيث يشمل كلّ الإدارات والمؤسّسات والمرافق والصّناديق، من أجل تعافي الدّولة من الفساد والإفساد وسوء التّدبُّر.

رابعًا، يُلاحِظ الآباء بقلقٍ كبير ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين شباب لبنان واليد العاملة. ممّا يدلّ على مدى تدهور الأحوال العامّة بسبب الإمعان في تهديم الحياة بالذّات في وطننا العزيز، وعلى كلّ الأصعدة، ممّا أفقد ويُفقِد الأجيال الجديدة الأمل بالمستقبل والثّقة بالمسؤولين عن شؤون البلاد. ومعلوم أنّه لا مستقبل لدولة من دون شباب كفوء وناشط، فهم قواها التّجدّديّة في كلّ جيل.

خامسًا، يسجّل الآباء بارتياحٍ عقد المؤتمر الأُمميّ لمُساعَدة لبنان بدعوةٍ فرنسيّة، وهم يتوجّهون بالشّكر إلى الرّئيس الفرنسيّ والأمين العامّ للأُمم المتّحدة على رعايتهما هذا المؤتمر، والى الدّول والمنظّمات الدّوليّة المشاركة فيه، ويأملون تنفيذ توصياته بسرعة، وبتنظيمٍ صارم وشفّاف، يُبعِد عن اللّبنانيّين واللّبنانيّات أخطار الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة. وهم يشجّعون على قيام مبادراتٍ محلّيّة تسهم في إنعاش الاقتصاد وزيادة الإنتاج.

سادسًا، يتابع الآباء تنفيذ إجراءات الحجر الصّحّيّ في مواجهة جائحة كورونا، ويقلقهم تواصل تسجيلِ نسبٍ مرتفعة من الإصابات في كلّ المناطق اللّبنانيّة. لذا يُناشِدون المواطنين أن يرحموا أنفسهم وسواهم، ويلتزموا بالتّدابير الحكوميّة. كما يدعون الجهات الرّسميّة المُختصَّة إلى تصويب بعض هذه التّدابير، إفساحًا في المجال أمام ما تبقّى من دورةٍ إنتاجيّة ومن حاجةٍ مُلِحّة إلى تسيير الشّؤون العامّة.

سابعًا، مع اقتراب الأعياد الميلاديّة في أواخر هذا الشّهر، يدعو الآباء أبناءهم الى الاستعداد لهذه الأعياد بالإيمان والتّقوى والصّلاة والتّقشّف وعمل الخير، سائلين الله أن يسكب في قلوب الجميع أنواره السّماويّة فيتخطّوا المحن القاسية، وينعموا بالسّلام والفرح اللّذين بشّر بهما الملائكة الرّعاة ليلة الميلاد: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام والرّجاء الصّالح لبني البشر" (لو 2: 14)."