لبنان
05 أيار 2023, 08:45

المطران ابراهيم في اجتماع اللّجنة الموسّعة لخميس الجسد هذا العيد أصبح ختمًا على جبين زحلة

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت اللّجنة الموسّعة لخميس الجسد الإلهيّ اجتماعًا في مطرانيّة سيّدة النّجاة برئاسة راعي أبرشيّة الفزرل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، تحضيرًا للاحتفال بالذّكرى 198 للأعجوبة الإلهيّة الّتي أنقذت مدينة زحلة من وباء الطّاعون.

وشارك في الاجتماع: ممثّلون عن أبرشيّات زحلة، بلديّة زحلة المعلّقة وتعنايل، الأخويّات، المدارس الخاصّة، الحركات الكشفيّة، حركات الشّبيبة، الصّليب الأحمر، الدّفاع المدنيّ، جمعيّة تجّار زحلة وعدد من الكهنة.

استهلّ الاجتماع بالصّلاة ومن ثمّ كانت كلمة المطران ابراهيم عن خميس الجسد فقال:" سنة إضافيّة نعمة من الرّبّ، نعمة إلهيّة.

كلّ سنة إضافيّة هي نعمة زائدة لهذا الموسم المقدّس في مدينة هي أيضًا مقدّسة. في كندا كنت أقول هذه أراضٍ مقدّسة لأنّه لم يعد هناك مفهوم أنّه يوجد فقط أرض واحدة مقدّسة مع سرّ الإفخارستيّا والخبز السّماويّ الّذي يتناوله المؤمنون في كلّ أنحاء العالم، فإذًا يسوع داس كلّ الأرض، لذلك أحيانًا كثيرة في القدّاس نقول "هذه المدينة المقدّسة المزروعة بيد الله في هذه المنطقة أو في هذا الوطن."

وأضاف: "زحلة وخميس الجسد كما تعرفون جميعًا تؤمنان بمعنى أنّه لم نعد نفهم زحلة أو نراها دون خميس الجسد، وخميس الجسد يأخذ نكهة خاصّة في مدينة فيها تنوّع لكن فيها اتّحاد على أنّ هذا النّهار هو عيد الجميع في هذه المدينة. والسّنة نحبّ أن يكون خميس الجسد على مستوى التّحدّيات الّتي يعيشها الوطن كلّه، وهذا يعني أنّه علينا أن نبذل جهدًا إضافيًّا لكي يكون خميس الجسد جامعًا وأن يكون هناك بنوع خاصّ حضورًا مميّزًا للشّباب والصّغار لأنّ خميس الجسد صار إرثًا ومسؤوليّة الجميع ولا يجوز أن يتوقّف.

إذا رأينا أنّ خميس الجسد أصبح لعمر معيّن وما فوق فهذا يعني أنّه بعمليّة حسابيّة بسيطة تدلّ أنّه بعد سنوات معيّنة يختفي العيد، أو شبه يختفي، لذلك المدارس وحضور الطّلّاب والشّباب الصّغار والكشّاف وكلّ النّشاطات الّتي تعنى بالأطفال والأحداث يجب أن يكونوا مشاركين بشكل فعّال في خميس الجسد لكي نخلق الذّاكرة لا أن نحيي فقط الذّكرى. يجب أن نخلق ذاكرة جديدة نربّيها ونبنيها في عقول أولادنا وشبابنا لكي نضمن الاستمراريّة لأنّه ليس مهمًّا أن يبني الإنسان كنيسة أو بازيليك أو كاتدرائيّة وليس لديه خطّة أن يملأها، لماذا يبنيها؟ وأنا عشت هذه التّجربة المرّة والمخيفة الّتي تخلق قلقًا عندما بنينا كاتدرائيّة في مونتريال كانت معظم كنائس المدينة معروضة للبيع! مشينا عكس السّير وقلنا إنّه علينا أن نبني الذّاكرة ونبني الإيمان لدى الصّغار وأصبح لدينا حركة ميداد في مونتريال تضمّ 500 طفل."

وتابع: "لا يكفي أن نقوم بحركة معيّنة أو نحافظ على إرث معيّن دون أن نبذل جهدًا مستدامًا لكي يستمرّ هذا النّشاط. السّنة الماضية كان هناك حضورًا مميّزًا للصّغار من بعض المدارس، نتمنّى هذه السّنة أن يكون هناك حضورًا شاملاً أكثر لكلّ المدارس وأن يكون هناك تمثيلاً لائقًا بكلّ مدرسة في خميس الجسد. إذا أردنا أن يكون خميس الجسد حيويًّا، ناشطًا وعلامة فارقة وشهادة حيّة بعد 20 أو 30 سنة،علينا أن نفعل ما قد سبق وذكرت، غير ذلك لا يوجد طريقة لإنقاذ هذا الإحتفال الّذي أصبح ختمًا على جبين مدينة زحلة.  

نحن لدينا وعود إلهيّة نؤمن بها لذلك لا شيء يخيفنا، حتّى لو واجهنا التّحدّيات يمكننا أن نواحهها كناس خائفة أو كناس مليئة بالرّجاء والأمل. لدينا التّخوّف أقلّه من ناحيتي أنا أن يأتي الوقت ولا يعود خميس الجسد هذه العلامة الفارقة للمدينة وللمسيحيّين في المنطقة، لكن أوجّه هذا الأمر بإيمان ورجاء وأمل ولا نترك الخوف يتسلّل إلى قلوبنا، بالعكس نخلق استراتيجيّات جديدة ونتحرّك بحسب الدّعوة المدعوّين لها بالتّعاطي مع هذا الشّأن ومع كلّ شأن يمكن أن نقلق عليه. الوعود الإلهيّة في الكتاب المقدّس لا حدّ لها، ربّنا هو إله الوعد والعهد، نحن لا نسير وحدنا، نسير على ضوء الوعود الإلهيّة في حياتنا وإذا كان الله وعدنا أنّه معنا فهذا يعني أنّه لا يوجد أحد علينا لذلك نرتّل في مدّة الصّوم المبارك "أنّ الله معنا فاعلموا أيّها الأمم وانهزموا"، واليوم نحن نعيش في الزّمن الخمسينيّ، الوعد الّذي وعدنا به يسوع المسيح " لن أدعكم يتامى، إنّي آتٍ إليكم"، وهذا القول ممكن أن يكون شعار خميس الجسد لهذا العام، أو بكلام بطرس نجيب على قلق الرّبّ بخصوصنا، كما نحن لدينا قلق هو لديه قلق، وسألنا من خلال بطرس "يا سمعان ابن يونا أتحبّني؟" وبطرس كان جوابه ثلاث مرّات "نعم يا ربّ أنت تعلم كلّ شيء، أنت تعرف أنّي أحبّك"، وممكن أن يكون الشّعار هذه السّنة "أنت تعرف يا ربّ أنّنا نحبّك"، نحن أمام خيارين لنختار بينهما خلال اجتماعنا."

وإختتم المطران ابراهيم: "نحن نعيش في زمن يُتم من ناحية الأوضاع الّتي يعيشها البلد، فقد خلقت إحباطًا وهمًّا لدى النّاس، حالة يُتم لا تزول إلّا مع هذا الوعد الإلهيّ بأنّ الرّبّ لن يدعنا يتامى، ومن ناحية ثانية نزيل قلق الرّبّ من جهتنا عندما نقول "يا ربّ أنت تعرف أنّنا نحبّك".

هاتان الفكرتان أضعهما خارطة طريق للتّحضيرات الّتي ستقوم بها اللّجان لخميس الجسد هذا العيد الجامع والشّاهد لمدينة التزمت بهذا العيد مدّة 198 عامًا، وهذا يدلّ على أنّ الّذين سبقونا كانوا ملتزمين ومؤمنين ومتّحدين وعلينا أن نكمل المسيرة مهما واجهنا من تحدّيات وصعاب" .

وتخلّل الاجتماع البحث في تنظيم احتفال خميس الجسد الإلهيّ لهذا العام في الثّامن من شهر حزيران، من النّواحي التّنظيميّة، الرّوحيّة، اللّوجستيّة، الإعلاميّة وغيرها وجرى تشكيل لجان لتنسيق العمل، كما جرى استعراض لبرنامج خميس الجسد من مواعيد القداديس وسير المواكب والتّحضير لمسيرة مشاعل في اللّيلة الّتي تسبق الاحتفال بالعيد، وقد طرح الحضور مواضيع مهمّة لإنجاح الاحتفال.  

وستقوم اللّجنة الإعلاميّة بتوزيع بوستر العيد مع الشّعار وبرنامج الاحتفال في وقت قريب لكي يتسنّى للجميع المشاركة في عيد أعياد زحلة."