لبنان
12 كانون الأول 2023, 12:15

المطران ابراهيم في عيد القدّيسة حنّة: حياتها تعكس قيمًا مهمّة ومعانٍ عميقة يمكننا أن نستفيد منها في حياتنا اليوميّة

تيلي لوميار/ نورسات
عن القدّيسة حنّة ودورها في حياة مريم ويسوع، وعن أهمّيّة العائلة في بناء العالم، تحدّث راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم خلال عظة ألقاها في قدّاس إلهيّ احتفل به في كنيسة مدرسة إكليركيّة القدّيسة حنّة البطريركيّة في رياق لمناسبة عيدها، بمشاركة النّائب ألأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، ورئيس المدرسة الأب إيلياس ابراهيم، والآباء أومير عبيدي، إيلي البلعة، فادي الفحل وتوفيق عيد. وخدمت القدّاس جوقة يوحنّا الذّهبيّ الفمّ بحضور عدد من الفعاليّات.

وفي عظته، قال ابراهيم تفصيلاً بحسب إعلام الأبرشيّة: "قبل كلّ شي أوجّه تحيّة لصاحب الغبطة البطريرك يوسف المغبوط، صاحب الدّار ورأس كنيستنا الملكيّة الكاثوليكيّة، مع الدّعاء له بالصّحّة وطول العمر.

أشكر الأب الياس إبراهيم على دعوته لي للاحتفال بعيد هذه المؤسّسة التّربويّة العريقة مدرسة القدّيسة حنّة في رياق الّتي خرّجت للمجتمع كبارًا نفخر بهم وبإنجازاتهم.

اليوم نلتقي لنتأمّل حياة وتجربة القدّيسة حنة في عيد حبلها المقدّس بمريم الطّاهرة المختارة من الله. يكفي حنّة عظمة أنّها أمّ مريم وهي واحدة من الشّخصيّات البارزة في تاريخ الكنيسة والّتي يرتبط اسمها بعظمة وقداسة الأمّ الإلهيّة مريم. حياة حنّة تعكس قيمًا مهمّة ومعانٍ عميقة يمكننا أن نستفيد منها في حياتنا اليوميّة.

القدّيسة حنّة هي واحدة من الشّخصيّات الّتي لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن مريم. إنّها الجدّة الّتي عرفت أنّه ما أحبَّ من الولد إلّا ولد الولد كما يقول مثلنا الشّعبيّ. حنّة أحبّت المسيح ابنُ مريم وابنُ الله كما أحبّت ابنتها مريم ووقفت بجانبها وآمنت بحبلها من الرّوح القدس وعاشت لأجلها ولأجل يسوع حياة تميّزت بالقدّاسة والتّفاني في خدمة الله.

حنّة كانت زوجة ليواكيم وأمّ للعذراء مريم، وهي تعتبر واحدة من الشّخصيّات الأساسيّة في عائلة يسوع المسيح. بينما يتميّز تركيزنا عادةً بشكل كبير على مريم العذراء، يجب ألّا ننسى دور حنّة البسيط والمؤثّر في تربية مريم وتشجيعها على الالتزام بمشيئة الله.

الأهل الّذين ينجبون لا يُنجبون أولادهم فقط، بل ينجبون نسلاً ويشاركون بفعل الخلق الّذي يبدأ من الله، والله غايتُهُ.

حنّة كانت زوجة وأمًّا مخلصة. إنّ وفاءها لعائلتها ورعايتها لابنتها مريم هو مثال للالتزام للواجبات الأسريّة. يجب أن نتذكّر دائمًا أهمّيّة خدمتنا لعائلتنا والمحافظة على الرّوابط العائليّة. إذا أردت أن تهدم العالم فابدأ من الأسرة وإذا أردت أن تبنيه فابدأ من الأسرة.  

حنّة ويواكيم كانا من الأشخاص الّذين انتظروا بصبر وإيمان وصول المسيح المخلّص. إنّهما يمثّلان لنا الثّقة بمخطّط الله والاستعداد لقبول إرادته بلا تردّد.

حنّة كانت امرأة قدّيسة ومتفرّغة للصّلاة. إنّ صلاتها وقداستها لهما تأثير كبير على حياة مريم وعلى الكنيسة ككلّ. لنتعلّم منها أهمّيّة الصّلاة والتّقديس في حياتنا. القداسة في مجمل الأوقات تبدأ من الأهل ومعهم.

حياة القدّيسة حنّة تعلّمنا العديد من الدّروس القيّمة. إنّها تذكّرنا بأهمّيّة الوفاء والإيمان والثّقة بالله، والقداسة والصّلاة. نحن نحتفل بمثل هؤلاء القدّيسين لنستلهم منهم ونسعى لتطبيق تعاليمهم في حياتنا اليوميّة.  

لنكن ممتنّين للقدّيسة حنّة ولجميع القدّيسين الّذين قدّموا مثالًا لنا في الإيمان والتّفاني. ولنستمرّ في العمل نحو تحقيق القداسة والتّقديس في حياتنا.

أعايد هذه المؤسّسة والقيّمين عليها وكلّ الّذين يحملون اسم حنّة ويواكيم ومريم وأخصّ بالمعايدة أمّي حنّة الّتي عاشت واقتدت بشفيعتها بالأمانة والقداسة. كلّ عيد وأنتم بألف خير!".

وفي ختام القدّاس، بارك المطران ابراهيم القرابين والقمح وانتقل الجميع الى مسرح المدرسة حيث تبادلوا التّهاني بالعيد.