لبنان
04 تشرين الأول 2023, 13:20

المطران ابراهيم كرّم المتروبوليت صيقلي في مطرانيّة سيّدة النّجاة- زحلة

تيلي لوميار/ نورسات
"شيخ في عزّ الشّباب"، مصدر الإلهام"، "نموذج القيادة والسّيادة"، "زحليّ غزا الدّنيا وتلاقاها"، بهذه الكلمات وسواها وصف رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيمالمعتمد البطريركيّ الأنطاكيّ للرّوم الأرثوذكس في روسيا المتروبوليت نيفون صيقلي، خلال حفل تكريميّ أقامه على شرفه في مطرانيّة سيّدة النّجاة- زحلة، تقديرًا لشخصه ولمحبّته للكنيسة ولمدينته زحلة، بحضور نخبة من الوجوه الزّحليّة والبقاعيّة.

ابراهيم وفي كلمته استفاض في سمات صيقلي فقال فيه بحسب إعلام الأبرشيّة: "إنّ الأعيان لا تعرف ولا تعرف بالزّمان، بل الزّمان يعرف ويعرف بالأعيان؛ فالتّاريخ إنّما يكتبه أهل العزم والإخلاص، أولئك الّذين يحفرون في الزّمان بأقلام من نور، ومنهم من يحفرون أيضًا في القلوب كالشّخص الفريد، الّذي يشرّفنا بسموّ أخلاقه وإبائه، عنيت به المتروبوليت نيفون الصّيقلي الفائق تقديره واحترامه.

سيّدنا نيفن، يا شيخًا في عزّ الشّباب، يا مصدر الإلهام والمقتدى، يا أنموذج القيادة والسّيادة، يا صوت الوساعة والرّحابة، يا بصمة الكرم والوفاء، يا وجهًا نورانيًّا مشعًّا، يا قامةً منتصبةً كالأرز، يا زحليًّا غزى الدّنيا وتلاقاها، يا رمزًا للثّبات وصورةً لمن من العدم خلق الأشياء واصطفاها.

أراك تعيش بسلام مع ذاتك ومع الآخرين، صوفيّ في قلب المجتمعات، ذلك لأنّك تعلّمت أن تسكن الكائن؛ وسمحت لزمنك بالتّواجد، وقبلت طبيعة الأشياء وتنوّع حالها. هكذا وجدت السّلام. هكذا نشرت السّلام.

فيك نشأ إدمان على الكبر وإدمان على رفض الصّغائر والصّغر. وكلّ إدمان يبدأ بالألم وينتهي بالألم. قوّتك في الألم تكمن. العظمة ألم صامت. وأنت ممّن يقرأون جيّدًا بين صمت أنينك وأنين الآخرين. صمتك يخترق الضّوضاء، يتعايش مع الأصوات وفيما بينها ودون امتزاج يتحوّل إلى إصغاء. سماع الصّمت الّذي فيك صار سكون والسّكون إدراك وحضور ووعي متحرّر من أشكال انشغال الفكر.

الأشياء العظيمة الّتي أنجزتها، تجاربك الّتي اختبرتها، صليبك الّذي حملته، قصّتك الّتي حكيتها، مشاعرك الّتي حييتها، صداقاتك الّتي بنيتها، جعلتك في الشّباب والمشيب كنز حكمة وحصافة، مستنيرًا. في شبابك زرعت للكنيسة زرعًا وفيرًا وها أنت في زمن حصادك تحصد للكنيسة أيضًا. ما أبهاك وما أصفاك يا عمودًا للكنيسة منتصبًا على صخرة الإيمان، شاهقًا بالرّوح حتّى قبة التّقوى.  

سيّدة النّجاة تراك ابنًا وفيًّا لا ينساها. تفخر بك وتتباهى. هي كما زحلة وكما لبنان بك يتفاخران ويتباهيان. تتجلّى أمامهم اليوم وأمام أحبّاء يولونك الحبّ والتّقدير والمساندة.

لك منّا جزيل الشّكر وعظيم التّقدير على ما أنت هو، وعلى ما قدّمت وتقدّم، على همّتك العالية وروحك النّقيّة الّتي أضاءت لنا دروبًا. نسأل الله العليّ القدير أن يطيل في عمرك ويبارك لك في جهودك، وأن يجعلك ذخرًا لهذه المدينة، عروس الشّرق زحلة، ولهذا الوطن وهذه الكنيسة الأرثوذكسيّة العظيمة، وأن يتقبّل منّا ومنك صالح الأعمال.

وفي الختام، أرفع لك أسمى آيات التّبريك يا شيخنا الجليل، مع أصدق دعواتي بدوام الصّحّة والسّعادة والتّوفيق."  

بدوره شكر المتروبوليت صيقلي المطران ابراهيم على التّكريم وقال في كلمته:

"سيادة الأخ الحبيب المضيف

لا أجد كلمات للتّعبير عن شكري لسيادتك على هذه المأدبة السّخيّة المأدبة السّخيّة وعلى الوجوه الكريمة الّتي جمعت اليوم، صاحب السّيادة الأخ الحبيب المطران أنطونيوس، صاحب الدّولة الأستاذ إيلي الفرزلي، أصحاب السّعادة، الإخوة الكرام.

وأنت تريد أن تكرّم، والتّكريم بالنّسبة إليّ هو تكريم للكنيسة.

وأنت في خدمتك الرّسوليّة الّتي تقوم بها في زحلة هي تكريم لكلّ الأبرشيّة، لزحلة وللّبنانيّين جميعًا. أردت من تكريمك ومن هذه الكلمات الرّائعة الّتي تحدّثت وألقيت أردت منّي أن أكون ما قلته عنّي، فأنا لست هذا الإنسان الّذي تحدّثت عنه، ولكن أردت منّي أن أكون أنا على ما أنت تريد، وإنّي أعدك بذلك.

كرّمتني في كندا، فكلّما ذهبت إلى كندا كنت إلى جانبي واهتممت بي ولا غرو اليوم أن تقوم بهذا الحفل العظيم تكريمًا للكنيسة المقدّسة الّتي نحملها في قلوبنا.

أيّها الأخ الحبيب، إنّ خدمتك الرّسوليّة الّتي ائتمنت عليها قد ظهرت حين أتيت إلى هذه المدينة الحبيبة، فالكلّ أحبّك والكلّ يطمئنّ إليك والكلّ ينهج بنهجك، الكلّ يتعلّم منك، الكلّ ينتظر كلماتك الرّائعة، الكلّ ينظر إلى سيّدة النّجاة منظارًا عظيمًا كما كانت سابقًا عبر التّاريخ، وأنا قلتها بحضور صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا اليازجي عندما شاء أن يكرّم الكنيسة في شخصي بأنّني أنا كزحليّ استظلّ أيضًا كنيسة سيّدة النّجاة. فسيّدة النّجاة هي ملجأ كلّ زحليّ وهي عزيزة عليّ.

يا صاحب السّيادة مهما عبّرت لن أعبّر عمّا يختلج في قلبي من مودّة ومحبّة لسيادتك. شكرًا على كلّ ما تقوم به نحوي. إنّ ما قلته عن مستشفى تل شيحا وعن وجودي في المستشفى كأنّي أنت، هذا شيء لمسته عندما رأيتك لأوّل مرّة وطلبت إليك أن أستشفي دائمًا في هذا المستشفى.

شكرًا لك لأنّك جمعت الأطبّاء الأخصّائيّين في هذه المدينة كي ما أتعرّف عليهم. أشكرك لأنّك جمعت حولي هذا الرّجل العظيم دولة الرّئيس إيلي الفرزلي الّذي نكنّ له كلّ احترام ومحبّة، وسعادة الأخ الحبيب النّائب ميشال ضاهر والأخ الحبيب النّائب السّابق يوسف المعلوف وكلّ الّذين هنا هم أعزّاء عليّ، هم عائلتي الزّحليّة وعائلتي البقاعيّة الّتي أحبّ.

سنتعلّم منك الكثير، وستزيد معرفتي بهذا العالم الجميل الّذي تمثّل، عالم الكنيسة، بخدمتك الرّسوليّة ستزيد معرفتي أكثر فأكثر. وإذا ما كنت أئنّ بكلماتي لأنّني لست معتادًا أن أتحدّث العربيّة بطلاقة لأنّي أمضيت 46 عامًا في روسيا لم أتحدّث فيها بالعربيّ النّحويّ.

يا صاحب السّيادة، شكري العميق لهذه اللّفتة الكريمة الّتي أظهرتها والّتي تعكس ما فيك من صفات الرّسوليّة والمحبّة تحملها لشعب هذه المدينة الحبيبة وللمنطقة كلّها وللبنان.

أدامك الله يا صاحب السّيادة وأطال بعمرك."

وأنهى المتروبوليت صيقلي كلمته مرنّمًا بالرّوسيّة "إلى سنين كثيرة يا سيّد".