أميركا
28 شباط 2017, 07:18

المطران ابراهيم مترئّسًا قداس اليوبيل الـ125 لتأسيس رعية المخلص-مونتريال كندا والوزير ملحم رياشي مشاركًا ومكرَّمًا

بدعوة من مطران كندا للروم الملكيين الكاثوليك ابراهيم ابراهيم، شارك وزير الإعلام ملحم رياشي في قداس اليوبيل الـ125 لتأسيس رعية المخلص للروم الملكيين الكاثوليك في مونتريال_كندا الذي ترأسه المطران ابراهيم ابراهيم وسط محبة وحفاوة أبناء الرعية.


شارك في قداس اليوبيل الى جانب رياشي كل من القنصل العام فادي زيادة، النائب فيصل الخوري، النائب ايفا ناصيف، وزيرة الهجرة السابقة لمقاطعة كيبيك جيمس يولاند، عضو بلدية مونتريال عارف سالم، رئيس الجامعة الثقافية الياس كساب، وفعاليات ومؤمنون.
وفي عظته قال المطران ابراهيم: 
"منذُ مائة وخمسٍ وعشرين سنة تأسست لنا رعية ملكية رائدة في مونتريال أي بعد عشرِ سنواتٍ على وصول أول المهاجرين المشرقيين، ابنُ زحلة، إبراهيم ابونادر، الذي سعى مع من اقتدى به من المهاجرين ومع الأب بطرس الشامي المخلّصي لتأسيس أول رعية شرقية في كندا، رعية المخلّص الملكية الكاثوليكية. كان قلبُ هذه الرعية وقالَبُها مشرعّان لكل أبناء الكنائس الشرقية الشقيقة الذين قمنا بخدمتهم دون مِنَّة قُرابة ثمانونَ سنةٍ إلى أن صار لهم كنائسهم الخاصة بهم.
وتابع، لقد اردنا  افتتاح احتفالات سنة اليوبيل الخامس والعشرين بعد المئة لرعيتنا في جوٍّ روحيٍ وعائلي وقد حضر من حضر من أحبائنا واصدقائنا دون بروتوكولات أو دعوات وأنا اشكرهم من كل قلبي على حضورهم ومحبتهم وأبادلُهم هذه المحبة. لكنني أعترف امامكم أن احتفالات هذه السنة اليوبيلية سوف تمتد على مدار السنة وسوف تتلقون الدعوات الكثيرة ونتمنى عليكم مسبقاً بأن تشرفوننا بحضوركم ودعمكم. فرعية المخلّص كانت رعية الجميع لذا فإن يوبيلها هو يوبيل الجميع.
واضاف، ان اليوبيل  بمعناه الروحي هو زمن توبة وغفران وعودة الى الله وإصلاح لما اقتضى إصلاحُه على مستوى الفرد والجماعة. هي سنة مقدسة استثنائية في حياة رعيتنا، أي أنها أيضا كذلك بالنسبة لكل واحدٍ منا في بيته وعمله. كلنا نحتاج هذه السنة لكي نتصالح مع ذواتنا ومع الاخرين وإن كنا قد ظلمنا أحدا في شيء فلنبادر الى الإنصاف بالمحبة التي دوما تنتصر. يسوعُ حدّدَ معنى اليوبيل الروحي عندما قرأ من سفر اشعيا وقال (لو 4: 18): «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ.".
كما دعا المطران ابراهيم في سنة اليوبيل إلى "إحياء الذاكرة لكي يدرك كل مؤمن أن رعية المخلص هي رعية نمت منذ تأسيسها ولا تزالُ تنمو على محبة الناس وإيمانهم وجودِهِم والتزامهم. هي كنيسةٌ لا أوقاف لها ولا مُدخرات ولا مؤسسات لكنها تتفوق في إشعاعها ونشاطها وانجازاتها الرعوية على كل رعايانا شرقا وغربا. إنها رعية نموذجية على فرادة نادرة حيث يجتمع اللبنانيون والمصريون والسوريون والفلسطينيون والأردنيون والعراقيون في وحدة وتماسكٍ نابعينِ من التفافهم الصادق حول الذي يجمعنا جميعا، يسوعُ مخلصُنا. معا نفرح ومعا نحمل بعضُنا أثقال وأحزان بعض. هنا الجرحُ لا وطن له، إنه جرحُ مسيحيي الشرق دون تمييز أو اصطفاف. إنه جُرحُ الإنسان، جُرحُ الإنسانية. لقد وصف الأب ربيع أبو زغيب، عن حق، رعيتنا الكاتدرائية بالرعية التي لا تنام. أكثرُ من 600 ولد بين جدران هذه الكاتدرائية، وهي أكبر ثمار رعيتنا، يتوزعون بين حركة ميداد ومدرسة اللغة العربية والمناولة الاحتفالية والكشاف الملكي. هذا عدا الأولاد في الرعايا الثلاث التي تفرعت من هذه الشجرة في منطقة مونتريال. لقد أغنت رعيتنا الكنيسة جمعاء لكنها اغنت دون حدود هذا الوطن العظيم كندا فأعطته إبراهيم أبو نادر والقاضي الشهير البير معلوف والشخصية العالمية رينيه انجليل والكاهن الرمز الكبير جورج خرياطي ورجل الأعمال فؤاد كبريتا ورجل الأعمال ريمون شعيب رحمهم الله والنائب والوزير والسناتور بيار دبانه والطبيبين الشهيرين رؤوف غريش ونجيب سكاف ورجل الأعمال جميل شعيب والمهندس جوزيف شلهوب والسياسي الواعد عارف وغير ذلك من الاشخاص الذين يعملون بصمت من اجل ايصال صوت الرب.
وأردف المطران ابراهيم، ان رعيتنا غنية بالله أولا وهي غنية بأبنائها أيضا. وها هي اليوم من جديد تفتح قلب امومتها لأبنائها الجدد الهاربين من جحيم الحرب السورية لتقدم لهم سر محبة المسيح التي لا حدود لها والقادرة على محو كل الشرور وتضميد كل الجراح.
وكم جميل أننا نفتتح هذا اليوبيل مع انطلاقة الصوم الاربعيني المقدس  فنعيش هذا الزمن بروح يوبيلية ونجِدَّ، كما دعوتكم في رسالة الصوم، في رَوْحَنَةِ الصومِ التي تعني أنْ نُضفي صبغةَ الروح على قراراتِنا وأفعالِنا، لينتفيَ الانفصامُ بين ما نقولُهُ وما نفعلُهً. رَوْحَنَة الصومِ، تعني ألَّا أتعلَّقَ بالحرفِ، فأصيرُ عبدًا للسبتِ، وأخنِقَ الروحَ التي تحاول أنْ تقودَ خُطاي. لأجلِ هذا كلِّه، أدعوكم إلى عيشِ صومٍ قائمٍ على التوازنِ والتناغمِ بين الإيمانِ والأعمالِ. صومٌ مُرَوْحَنٌ تَكثرُ فيه المحبَّةُ، وَتَقلُّ فيه الممارساتُ. لِيَكُن صومُنا كلُّهُ قائمًا على المحبَّة، حتَّى تَصْغُرُ الـ "أَنا" في ذواتِنا، وينمو الربُّ فيَّ، وَتصيرُ للآخَرِ مَنزلَتُهُ في حياتي واهتماماتي.".
وإلى الوزير ملحم رياشي توجه بالقول: " عديدة هي التعريفات والألقاب التي يمكن ان أقدم معاليكم بها: من صحافي، الى كاتب، الى باحث استراتيجي، الى استاذ جامعي، الى مستشار، الى رئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية، الى مهتم بالشأن المسيحي المشرقي، الى وزير للإعلام، وغير ذلك الكثير.
لكن ترحيبي بمعاليكم اليوم اريده تحت عنوان، الانجاز العظيم الذي حققتموه، وهو توحيد الفريقين المسيحيين الأكبرين في لبنان، "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". وانني انتهز الفُرصةَ من هذا الصرح العظيم، لأناشد الفرقاء المسيحيين الاخرين للانضمام اليكُما، حتى يعود الصفُ المسيحي واحداً موحّداً ويستعيدَ دوره الوطني والتاريخي. واعرف انكم تبذلون جهوداً على هذا الصعيد، كما تبذلون جهوداً تحظى ايضاً بالثناء العام والتقدير، في ورشة تنظيم الاعلام في لبنان، لا سيّما بعد رغبتكم في جعل وزارة الاعلام "وزارةَ التواصل والحوار"، وكم نحن بحاجة اليهِما. تواصلٌ وحوارٌ للوطن في شقيه: المنتشر والمقيم. لا تنسوا الاغتراب أو بتعبير أصح، الانتشار أي لبنان الكبير الذي لا حدود له.
وتابع، نحن  في كندا على آلاف الكيلومترات من لبنان، ولكننا نتسقّط احوال الوطن كل يوم. وما نسمعه من اللبنانيين، وما نقرأه في وسائل الاعلام الالكتروني من اشادة بإنجازكم العظيم، سيُدخِلكم التاريخ اللبناني الحديث من بابه الواسع بدون أدنى شك.
إن "وثيقة إعلان النيات"، وأضيف "الطيبة" التي أرست الوحدة بين أكبر جناحين مسيحيين في لبنان،  هي قارب إنقاذ للوطن بجناحيه المسيحي والمسلم.
وكل تلاحم وتعاضد بين مسيحيي لبنان، يشدّ عضد مسيحيي الشرق برمتهم ويثبّتهم في أرضهم.
كما ان "وثيقة إعلان النيات" هذه، تجعلني، من هذه الكاتدرائية العريقة، التي نحتفل بيوبيلها الخامس والعشرين بعد المئة أرشحكم لنيل "جائزة نوبل للسلام".
وبعد القداس، استقبل ابناء الرعية الوزير رياشي بالدبكة والزغاريد والتصفيق وأقواس النصر مقتطعين والوزير رياشي قالبا من الحلوى.
كما أولم على شرفه المطران ابراهيم وخصه بدرع تكريمي عربون محبة وتقدير لشخصه ولمواقفه الوطنية البناءة وتبادل والجميع الصور التذكارية.