المطران افرام كرياكوس من طرابلس: لا قداسة دون جهاد، ولا فرح دون ألم وقناة تيلي لوميار هي الينبوع الذي لا ينضب!
استهل صاحب السيادة المطران افرام كرياكوس حديثه بالتنويه الخاص بقناة تيلي لوميار الرائدة في الاعلام المسيحي وبحسب رأيه ان لهذه القناة الدور الأساس في خلق روح المحبة والتلاقي بين سائر الطوائف والديانات كما ان برامجها ارتقت الى سلم النجاح لأنها عملت على بث روح الرجاء وتعزيز دور المسكونية بين سائر الكنائس بحيث دخلت الى بيوت الناس دون استئذان وباتت الينبوع الذي لا ينضب، واذا ما تحدثنا عن طرابلس بات المسلم يعرفها كما المسيحي ويحترمها لأهدافها ولاحترامها للٱخر من خلال سياستها الاعلامية التي اسهمت وتساهم في بناء الانسان والمجتمع.
ولأن المطران افرام كرياكوس يصفونه بالقديس الذي يعيش روحانية الرهبنة الحقيقية بمسلكه وتصرفاته وحديثه اللبق وصمته الحكيم واحاديثه وكتاباته الروحية العميقة، كان لا بد من ان يتحدث عن معنى القداسة والوصول اليها. ومن هنا اوضح المطران كرياكوس "انه وقبل ان يتدرج الانسان لكي يتخرج قديس عليه ان يعرف من هو القديس؟ وما هي المحطات التي يجب ان يسلكها في حياته ليصبح مشروع قداسة لان طريق القداسة بحاجة للالتصاق بالله، بحاجة الى جهاد روحي متواصل دون انقطاع، بحاجة الى صلاة يسوع وصلاة توبة، بحاجة الى قناعة وعدم التعلق بالدنيا ومزاياها.
وأضاف، لا قداسة بدون جهاد ولا فرح دون ألم، علينا ان نصبر في وقت الضيقات كي ننال السعادة والتعزية، علينا ان نتدرب على الصبر لنصل الى الفرح، وما احوج عالمنا اليوم الى عيش الصلاة والعمل في ان معا، وما يجري في المنطقة من حروب وتشتت وتهجير واعمال عنفية لربما يعود الجزء الاكبر منها الى ضعف الايمان البشري والتمسك بمزايا الحياة والسباق على الماديات التي تهدم الانسان. وبالتالي ان الكتاب المقدس هو الكتاب المفضل هو الينبوع الذي لا ينضب نستقي منه في اوقات فراغنا ونتعطش اليه دائما".
وفي الشق الرعائي، استعرض المطران كرياكوس لجملة مشاريع كنسية اجتماعية ونشاطات حققتها الأبرشية منذ ان تولى رعايتها الأسقفية ودخل الى الأبرشية في التاسع عشر من شهر تشرين الأول العام ٢٠٠٩خلفا للمثلث الرحمات الياس قربان.
وبحسب المطران كرياكوس لقد عملت الأبرشية على تنشيط مؤسساتها الكنسية الاجتماعية التثقيقية والانسانية، وانشأت المركز الرعائي للتراث الٱباء الأرثوذكسي في العام ٢٠١١ الذي يهدف الى عيش وفهم اللاهوت الارثوذكسي، وعملت على تعزيز دور المرأة والشبيبة ومساندة كل محتاج وفقير ومهمش بحيث باتت كل رعية من رعايا الأبرشية تعمل كخلية نحل بفضل رعاتها الاباء وبهمة ابناء الرعايا الملتزمين بكنيستهم وبمحبتهم لها.
ولفت المطران كرياكوس، الى" ان اعظم خبرة روحية استقاها في حياته هي خبرة العيش معا في طرابلس بحيث لم يشعر يوما ما لا بانقسامات ولا بطائفية فكل واحد يعيش مع الاخر بمحبة ولقيا عائلة واحدة يدا بيد على مختلف الانتماءات والطوائف."
وفي هذا السياق، تمنى المطران كرياكوس ان يحذو الاعلام اللبناني حذو تيلي لوميار وينقل المشهدية الفسيفساء الوطنية الحقيقية التي تزدان بها المدينة وان يبتعد عن نقل الصورة التي تسيء الى سمعة المدينة وأهلها، لان طرابلس تستحق ان تدرج على الخارطة السياحية العالمية كما انها تتمتع بمقومات اقتصادية ليست موجودة في سائر المدن والمحافظات اللبنانية وهنا تقع على الجسم الاعلامي مسؤولية مثلما تقع على المسؤولين والمعنيين.
وحول السؤال عن خمسة اعوام من اعتلاء البطريرك يوحنا العاشر السدة البطريركية المطعمة ما بين الفينة والأخرى بجملة تحديات قال:" نشكر الله على وجوده وعلى حكمته في خطه مسار الامور والقضايا د، وبالرغم من كل التحديات حقق غبطته انجازات عظيمة اثبتت ان لغة الحياة هي دائما الاقوى.
كما توجه الى المطران سلوان موسى المطران المنتخب على ابرشية جبل لبنان وتوابعها بالتهنئة والعمر الطويل سائلا الله ان يمده بالشجاعة والحكمة كي يقود الابرشية الى ميناء الخلاص".
وختم حديثه بالقول:" نرجو ان تبقى الحياة الروحية دائمة ومستمرة، وان لا تلعب الماديات ومزايا الحياة دورا قد يساهم في تفرقة المؤمنين ولا سيما ابناء بلادنا".
والى جانب اللقاء الحواري، قدمت له تيلي لوميار كتابا اعده الدكتور انطوان سعد الصادر في العالم ٢٠١٧ والذي يسطر عمل قناة تيلي لوميار منذ انطلاقتها بعنوان" على اجنحة الروح".