لبنان
30 كانون الأول 2019, 13:30

المطران الحاج قدّم رسالة البابا فرنسيس لليوم العالميّ للسّلام الـ53

تيلي لوميار/ نورسات
عقد قبل ظهر اليوم رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج، مؤتمرًا صحافيًا، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدّم فيه رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثالث والخمسين للسلام، تحت عنوان "السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية". ويحتفل بهذه المناسبة بالذبيحة الإلهية البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الأحد الواقع فيه 5 كانون الثاني 2020، في تمام الساعة العاشرة صباحًا، في الصرح البطريركي- بكركي.

شارك فيه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الأب أندريه فرح، وعنلجنة عدالة وسلامالمسؤولة الإعلامية السيدة سوزي الحاج، الأستاذ شارل سركيس والدكتور عماد شمعون، وعدد من أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، ومن الإعلاميين.

 

أبو كسم

رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور وقال:

"تطل علينا هذه السنة الجديدة بأنوار خافتة، في ظل أزمةٍ اقتصادية ومالية تنهك البلاد والعباد. ويسعدني يا صاحب السيادة أن أرحّب بكم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري، كما أرحّب بأعضاء لجنتكم الكرام، وقد اجتمعتم لتعلنوا عن رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة يوم السلام العالمي الثالث والخمسين، تحت عنوان: "السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية".

تابع "وكأنّ هذه الرسالة موّجهة إلينا نحن اللبنانيين في هذا الزمن الصعب، الممزوج بالأمل، حيث اللبنانيون ينتفضون ويثورون على الفساد والمفسدين في محاولةٍ لبناء لبنان جديد يليق بهم، من خلال ضرب منظومة الفساد في إدارات الدولة، ووقف الهدر والسمسرات، واسترداد المال المنهوب وترسيخ مفهوم الدولة العادلة الحاضنة لكل أبنائها، عندها يعّم السلام أرجاء لبنان وهو يطوي المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير."

أضاف "إنّها سنة التحوّلات، إنّها مسيرة رجاء ومصالحة مع الذات ومصارحة بين الشركاء في الوطن، الذين شبكوا أيديهم في يدٍ واحدةٍ اتخذوها شعارًا لثورتهم ورمزًا لوحدتهم."

وختم أبو كسم "نتمنى أن تكون هذه السنة سنة 2020 في حلاوتها ومرارتها سنة خير لكل اللبنانيين رغم ضبابية الرؤيا، وسنة تحمل أملًا بلبنان الجديد وكل عام وأنتم بخير."

 

الحاج

المطران شكرالله نبيل الحاج قدّم رسالة البابا فرنسيس ليوم السلام 2020 وقال :

"في مطلع كل عام، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بـ"اليوم العالمي للسلام"، المترافق مع ميلاد يسوع الذي أنشد له الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة". ولد يسوع، أمير السلام، هللويا! أتى يبشّرنا بالسلام، معلنًا أن الله هو إله محبة وسلام، وأنه يتمجّد عندما ينتشر السلام على الأرض، وتعمّ المحبة بين جميع الناس والشعوب."

تابع: "في اليوم العالمي للسلام الثالث والخمسين، صدرت عن الكرسي الرسولي، رسالة قداسة البابا فرنسيس بعنوان "السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية"".
أضاف: "تُعنى لجنتنا "عدالة وسلام" المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بنشر رسالة السلام هذه وتسليط الضوء على أهمية العمل بها، خصوصًا في ظلّ ما يعانيه وطننا الحبيب لبنان، والتحدّيات التي يواجهها العالم بأسره… كفانا حروبًا وانقسامات! وليجمعنا الحوار والمصالحة والتوبة البيئية التي تحدّث عنها قداسة البابا في رسالته للعام الجديد 2020."

أردف: "خمسة عناوين فرعية نلخّصها في ما يلي:

أوّلًا) السلام، طريق رجاء إزاء العقبات والمحن: يستهلّ البابا فرنسيس كلامه بالقول "إنّ السلام قيّم للغاية، وهو مقصد رجائنا، الذي تتطلّع إليه البشرية جمعاء. وترجيّ السلام هو موقف بشريّ يحتوي على تَوق وجودي"، مضيفًا أنّ: "الرجاء هو الفضيلة التي تجعلنا ننطلق، وتعطينا أجنحة للمضيّ قدمًا، حتى عندما تبدو العقبات صعبة التخطّي".

كما تحدّث البابا عن علامات الحروب والصراعات التي تبقى محفورة طويلًا في ذاكرة المجتمع البشري وجسده. وقد شدّد على أسباب اندلاع الحروب التي تبدأ برفض اختلاف الآخر، وتتعزّز برغبة الاستحواذ والهيمنة بواسطة العنف والظلم… ويؤكّد قداسته أنّ "الحرب تولد في قلب الإنسان". ويختم الفقرة الأولى بقوله: "علينا أن نعمل من أجل الأخوّة الحقيقية، التي تُبنى على أساسها المشترك في الله، والتي نمارسها عبر الحوار والثقة المتبادلة. إنّ الرغبة في السلام مدرجة بعمق، في قلب الإنسان، ويجب ألّا نقبل بأقلّ من ذلك."

ثانيًا) السلام، مسيرة إصغاء مبنيّة على الذاكرة، والتضامن والأخوّة:أعطى البابا مثال الناجين من قصف القنبلة الذرّية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، لأنّهم "يشهدون للأجيال الصاعدة عن رعب ما حدث في آب 1945، والمعاناة التي تلته حتى اليوم والتي لا توصف". ويضيف أنّه "لا يمكننا أن نسمح للأجيال الحالية والآتية بأن تفقد ذاكرة ما حدث، وهذه الذاكرة هي التي تضمن وتحفّز على بناء مستقبل أكثر عدلًا وأخوّة".

يحتاج العالم برأي البابا إلى "صانعي سلام منفتحين على الحوار دون استثناء أو تلاعب… فالسلام ينبغي أن يبنى باستمرار، لأنّه مسيرة نقوم بها معًا، ساعين دائمًا إلى الخير العام، وعاملين على الوفاء بالكلمة التي نعطيها وعلى احترام القانون. فمعرفة الآخرين وتقديرهم ينموان أيضًا عبر الإصغاء المتبادل، لدرجة أن نرى في العدو وجهَ أخٍ."

ويختتم الفقرة داعيًا إلى وجوب تذكّر السيد المسيح وما أوصانا به: إن لناحية خدمة الآخرين، أو لناحية الغفران لبعضنا البعض، وبالتالي إلى ضرورة نقل القيم المسيحية.
ثالثًا) السلام، مسيرة مصالحة في الشركة الأخوية:يرتكز قداسة البابا على الكتاب المقدّس وأنبيائه، وعلى الإنجيل الذي يرشدنا إلى طريق المصالحة والغفران، مؤكّدًا أنّ العيش في المغفرة يجب أن ينطبق على كل المجالات: الاجتماعي منها والسياسي والاقتصادي. وقد استشهد بقول البابا الفخري بندكتس السادس عشر، وبما أورده في الرّسالة العامّة "المحبّة في الحقّ"، مسلّطًا الضوء على أهمية المجّانية والتشاركية في ما بين الشعوب.

رابعًا) السلام، مسيرة توبة بيئية:يدعونا البابا فرنسيس إلى توبة بيئية للحفاظ على البيت المشترك بين كل الناس، أي كوكب الأرض. وذلك من أجل الخير العامّ والطبيعة الأمّ. وبالتالي فإنّ هذه التوبة هي: "تحوّلٌ في علاقاتنا مع أخواتنا وإخوتنا، ومع الكائنات الحيّة الأخرى، ومع الخلق بتنوّعه الغنيّ للغاية، ومع الخالق الذي هو مصدر كلّ حياة. وهذا يتطلّب من المسيحيّ أن "يُظهِر ثمرات لقائه بيسوع في علاقاته مع العالم".

خامسًا)  ننال الكثير عندما نرجو :رائع هو قول البابا فرنسيس "إنّ طريق المصالحة يتطلّب الصبر والثقة! والسلام لا يتحقّق ما لم نرجوه." وهنا نستذكر الأسلحة الثلاثة التي نادى بها مار بولس الرسول وهي الإيمان والرجاء والمحبّة. فلا يكفي أن نرجو السلام، بل علينا أن نؤمن به، و"يمكننا الاستلهام من محبّة الله لكلّ واحد منّا، فهي محبّة تحرّر، وغير محدودة، ومجّانية، ولا تكلّ".

لعلّه من أهمّ النقاط اللافتة في رسالة قداسته في اليوم العالمي للسلام، هي دعوته إلى عدم الخوف الذي غالبًا ما يكون مصدرًا للصراع… "فثقافة التهديد لا علاقة لها بثقافة اللقاء بين الإخوة والأخوات، التي تجعل من كلّ لقاء فرصةً وهبةً من محبّة الله السخية، وتقودنا إلى تجاوز حدود آفاقنا الضيّقة، حتّى نتوق دومًا إلى عيش أخوّةٍ عالميّة، كأبناء للآب السماوي الأوحد".

ويختتم البابا فرنسيس رسالته بالاتّكال على نعمة الآب ومغفرة الابن وإلهام الروح القدس، طالبًا من مريم العذراء "أمّ سيّد السلام وأمّ جميع شعوب الأرض"، أن ترافقنا وتعضدنا على درب مسيرة السلام.

وأنهى المطران الحاج "بالدعوة للمشاركةفي قداس السلام الذي سيترأسه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كنيسة الصرح البطريركي، نهار الأحد الواقع فيه 5 كانون الثاني 2020، وذلك في تمام الساعة العاشرة صباحًا. علمًا أنه سيتمّ، في نهاية الذبيحة الإلهية، تكريم بعض من رموز العدالة والسلام ألا وهي المؤسّسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة"، قائلاً: "يا يسوع المسيح ربّ السلام، نستودعك شبابنا وأطفالنا وعيالنا وذواتنا، ووطننا لبنان!".