سوريا
17 تشرين الأول 2022, 11:50

المطران بطرس قسّيس لنورسات: في حلب خبرات عظيمة وقامات عالية بزمن صعب

نورسات/ حلب
في حديث إعلاميّ بعد تجليسه على أبرشيّة حلب وتوابعها للسّريان الأرثوذكس، أطلّ المطران بطرس قسّيس بلقاء خاصّ مع محطّة تيلي لوميار- نورسات من دار المطرانيّة- السّليمانيّة- حلب.

قبل بادئ ذي بدء، أوضح قسّيس أنّ "فضيلة التّواضع الّتي زيّنت كلمته أثناء تجليسه هي عامل أساس في تعزيز الخدمة الصّالحة، لأنّ الإنسان أيًّا كان لا يستطيع أن يحصد ثمارًا رعويّة اجتماعيّة إنسانيّة وخدماتيّة إلّا إذا كانت أعماله مقترنة بفضيلة التّواضع."

من ثمّ، أجاب على جملة محاور تهمّ الواقع الكنسيّ وسط التّحدّيات الاقتصاديّة والمعيشيّة ورزنامة عمله للمرحلة المقبلة قائلاً: "نعم نعيش تحدّيات اقتصاديّة معيشيّة حياتيّة صعبة توجب علينا الوقوف إلى جانب شعبنا، فهناك الجوع إلى الخبز والعمل والثّبات والبقاء. كلّ هذه الأمور بالنّسبة إلينا هي أولويّات من أجل تثبيت البقيّة المتبقيّة".

تابع: "إنّ عدد المسيحيّين يقلّ بشكل دراماتيكيّ لأنّ الكثير من المؤمنين قد اتّخذوا قرارًا بالهجرة إلى بلاد لا يعرفون تفاصيلها ولا لغتها ولا مبادئها. وهذا ما يعود إلى فقدان الأمل والرّجاء. نحن نعيش تحدّيات اجتماعيّة كبيرة من حيث عدم تزايد الولادات والزّواجات بسبب تردّي الأوضاع المعيشيّة. لذلك نسأل اليوم هل الكنيسة قادرة على إنهاء هذه الثّغرة؟ الجواب بحسب قسّيس: "نعم إنّ الكنيسة و الحكومة والجمعيّات يستطيعون بالتّعاون والتّضامن أن يواجهوا هذا التّحدّي الّذي نتحدّث عنه. وبالنّسبة لشخصي أعتبره همًّا كبيرًا قد حملته منذ العام 2011. وعندما أتيت إلى حلب في العام 2015 قد لمست أوجاع النّاس وحاجاتهم وبصفتي المدير العامّ لهيئة مار أفرام السّريانيّ في البطريركيّة لمست أيضًا مدى الاهتمام الّذي أبدته العديد من الجمعيّات بهدف الوقوف إلى جانب شعبنا".

عن معضلة الهجرة قال: "للأسف لقد هاجر من كنيستنا النّصف وبقي لدينا حوالي 1500 عائلة في حلب ورغم ذلك إنّني عاقد العزم على زيارة المنازل لأتفقّد العائلات وأقف إلى جانبهم علمًا أنّه على مدار 11 سنة من الأزمة لم ولن تتوقّف المساعدات وسنسعى جاهدين إلى تكثيف الجهود لأنّ الحاجات كبيرة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة. لأنّ حلب تستحقّ منّا كلّ خير حيث تزدان بخبرات عظيمة وقامات عالية في زمن صعب."

وأضاف: "لدينا أيضًا قطيع صغير في اللّاذقيّة مؤلّف من بعض العائلات النّازحة من الحسكة، القامشلي وحمص ولغاية بدئنا ببناء مركز روحيّ واجتماعيّ ببركة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني. وما يزيد من فرحنا أنّنا نعيش مع الكنائس الأخرى نعمة روحيّة كبيرة حيث تتيح لنا الكنائس إقامة خدماتنا الرّوحيّة فيها."

وإختتم المطران بطرس قسّيس حديثه بالقول: "أمدّ يدي إلى الجميع وأبواب المطرانيّة مفتوحة أمام قاصديها وكلّنا إخوة في سوريا همّنا واحد وبسطاء في الرّوح، وأتمنّى أن يتقبّلوني السّادة المطارنة والشّعب المؤمن أخًا صغيرًا معهم وبينهم ولهم".