لبنان
08 أيلول 2020, 05:55

المطران خيرالله من بيروت للمسؤولين: إنّ الله يحبّكم أنتم أيضًا ويغفر لكم ويريد خلاصكم، توبوا!

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار رسالة راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله الإنسانيّة والرّوحيّة والاجتماعيّة في رعيّة مار أنطونيوس البادوانيّ الجمّيزة، بالتّنسيق مع راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، وبالتّعاون مع اتّحاد بلديّات البترون وشبيبة الأبرشيّة، احتفل خيرالله الأحد بقدّاس إلهيّ في الكنيسة، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري داني الجلخ، ورفعا الصّلاة مع الوفد البترونيّ الّذي ضمّ الشّمّاس روجيه يزبك وأعضاء من أخويّات الشّبيبة والحركة المريميّة الرّسوليّة، وبمشاركة أبناء الرّعيّة وبناتها، على نيّة أهالي بيروت وبخاصّة ضحايا وجرحى انفجار المرفأ.

وللمناسبة، ألقى خيرالله عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "بتأثّر كبير أنا معكم اليوم بإسم راعي أبرشيّتكم الحبيب المطران بولس عبد السّاتر لكي أشارككم محنتكم ومآسيكم وحزنكم وإيمانكم ورجاءكم. أنا معكم اليوم لكي أعزّيكم بضحاياكم وأصلّي لشفاء جرحاكم ولعودة أهلكم، ولكي أقول لكم كما قال يسوع في إنجيل اليوم للمرأة الخاطئة: إيمانكم خلّصكم! عشنا معكم ولو من بعيد، فظاعة الفاجعة الّتي حلّت بكم مساء الثّلاثاء 4 آب، وأنتم جيران المرفأ الأقربون، وقدّرنا كم أنّ الله حاضر معكم وفي كلّ بيت من بيوتكم وفي كلّ عائلة من عائلاتكم، إذ كان للانفجار أن يحصد آلاف الضّحايا. فكان من آلاف الشّباب والصّبايا ومنهم أبناؤنا البترونيّون أن توافدوا من كلّ لبنان لمساعدتكم وللتّعبير عن تضامنهم ومحبّتهم. فعكسوا وجه لبنان الرّسالة في حبّ الحياة والعزم على إعادة البناء. وكان من قداسة البابا فرنسيس أن توقّف في المقابلة العامّة يوم الأربعاء الفائت وذرف الدّموع على لبنان وهو يحمل علم لبنان قبّله، وقال لكم أنتم يا أبناء وبنات بيروت: "لا تخافوا! لا تتركوا بيوتكم وأرضكم! حافظوا على تراث وطنكم الفريد في المحبّة والعيش معًا واحترام التّعدّديّة".

وجاء موفد قداسة البابا منذ يومين يقول لكم: "لا تخافوا! سنبني معكم بيروت من جديد!".  

من خلال جولاتي بينكم، تحسّست وجعكم، وسمعت صراخكم وغضبكم على المسؤولين الّذين لا يزالون يتفرّجون عليكم وأنتم تنتظرون المساعدات لإعادة البناء. ولكنّي اكتشفت في قلوبكم وإيمانكم الكبير بالرّبّ يسوع المسيح الّذي يقول لكم: كنيستي مبنيّة على الصّخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. ها هي كنيستكم تحضنكم اليوم بعد الدّمار الّذي حل بها. وكما كنيستكم، بيوتكم سترمّم بإذن الله وتضامن الخيّرين. لكن الأهمّ يبقى في أن ترمّم المحبّة في قلوبنا جميعًا. والمحبّة تنبع من الإيمان وتترجم بالأعمال اليوميّة. وتضامننا معكم من كلّ لبنان ومن دول العالم يترجم من محبّة يسوع المتجسّدة لخلاصنا.

بيروت مدينتكم وعاصمة العالم، دمّرت مرّات ومرّات وأعيد بناؤها، لتبقى عاصمة المحبّة والسّلام والتّلاقي والعيش الواحد في احترام تعدّديّة الثّقافات والحضارات والدّيانات. يبقى علينا فقط أن نرفع الصّوت معكم متوجّهين إلى جميع المسؤولين لنقول لهم: إنّ الله يحبّكم أنتم أيضًا، كما أحبّ زكّا العشّار والمرأة الخاطئة، ويغفر لكم ويريد خلاصكم. توبوا إذا ما دام الوقت أمامكم، وقوموا بالتّعويض على النّاس الّذين سلبتموهم أموالها وحقوقهم. فأنتم أيضًا من أبناء ابراهيم ولكم مكان في ملكوت الله.

إنّها صرخة سبقنا عليها راعي أبرشيّتكم المطران بولس.

والكنيسة أمكم وأنتم أبناؤها وأبواب الجحيم لن تقوى عليها فلا تخافوا."

وكان المطران خيرالله قد تعهّد، منذ اليوم الثّاني للانفجار القيام بهذه الرّسالة، فأقام جولات استكشافيّة في أحياء الرّعيّة مع فريق خدمة المحبّة للاطّلاع على أحوال النّاس وتحديد إمكانيّات المساعدة. وبعد جولته الأخيرة في الثّالث من الجاري، كان القرار بأن تبدأ البترون بترميم بيت أو أكثر، بحسب الإمكانيّات المتوفّرة، فتساهم بذلك بإعادة عائلة تلو الأخرى إلى منزلها، بحسب ما ذكرت "الوكالة الوطنيّة للإعلام".