لبنان
13 كانون الأول 2017, 10:40

المطران درويش: القدس هي عاصمة آبائنا وأجدادنا

بدعوة من رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطراع عصام يوحنّا درويش، نظّمت- قبل ظهر أمس- في مطرانيّة سيّدة النّجاة في زحلة وقفة تضامنيّة مع القدس، شارك فيها النّوّاب: نقولا فتّوش، طوني أبو خاطر، إيلي ماروني وشانت جنجنيان، وعضو اللّجنة المركزيّة في الجبهة الدّيمقراطيّة لتحرير فلسطين عبدالله كامل برفقة وفد من الجبهة، بالإضافة إلى لفيف من الكهنة.

 

تخلّلت الوقفة مجموعة كلمات تقدّمتها كلمة المطران درويش الّتي أسهب متحدّثًا عن مكانة القدس في المسيحيّة، وشدّد في سياقها على ضرورة توحيد الصّفوف فقال: "نرحّب بكم جميعًا في هذا اللّقاء الّذي يجمعنا حول القدس ويخطر على بالي ما قاله المطران بشارة غريغوريوس حجّار، وهو أوّل شهداء فلسطين، استشهد في 30 تشرين الأوّل عام 1940: "آه يا فلسطين! ما أحبّك إلى قلبي وما أجملك في نظري وما أقدسك في فمي"، نحن نعتبر أنّ فلسطين وبوجه التّحديد القدس هي فعلاً مهبط الوحي والأديان وموطن الأنبياء والسّيّد المسيح.
القدس هي الكلمة الأجمل. نعشق نسيمَها الرّوحانيّ وهواءها العابق بطيب البخّور وبذكر الأنبياء والرّسل.
القدس مشتقّة من كلمة قدّوس. وهي الصّفة الأحبّ لقلب الله. إنّها الكلمة الأقدس، الأحبّ إلى مسامع الله. ونحن نعتقد أنّ الملائكة في السّماء يرنّمون بشكل متواصل أمام عرش الله: "قدّوس قدّوس قدّوس"...
في صلواتنا نرنمّ: "إفرحي يا قدس، أمّ الكنائس، مسكن الله.." فكلّ حجر فيها ينطق بعظائم الله وفي شوارعها ردّد "إن سكت هؤلاء (أيّ تلاميذه) صرخت الحجارة" (لو19/40). والقدّيس يوحنّا الدّمشقيّ، الرّاهب في دير القدّيس سابا، قرب القدس، ترك لنا هذه التّرنيمة: "استنيري، استنيري، يا قدس، هوذا أولادك قد وفدوا إليك، مثل كواكب مستنيرة بالله من المغرب والشّمال والبحر والمشرق". إنّها المدينة المقدّسة للمسيحيّين والمسلمين: بجوارها ولد السّيّد المسيح، وفي شوارعها اجترح العديد من المعجزات، وفيها صلّى ومات وقام.. ومنها نشأت الكنيسة الأولى. إنّ كلّ حفنة تراب قد تقدّست بقدمي المسيح.
والقدس عند المسلمين، هي مدينة مقدّسة، ففيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، والمسجد هو فعلاً من عجائب الدّنيا بروعة فنّه. من هذا المسجد كان المعراج. وقد رُوي عن النّبيّ قوله: "إنّ الصّلاة في المسجد الأقصى أفضل من الّصلاة في غيره بخمس مئة مرّة".
فالقدس إذًا هي مدينة مقدّسة بل هي المدينة المقدّسة عند أهل الإنجيل والقرآن.
إنّها بيت الله، بيت السّلام والمحبّة والمكان الّذي تتلاقى فيه الأديان السّماويّة.
فكيف يريدنا العالم أن نسكت عندما تنتهك هذه المدينة الأحبّ إلى قلوبنا؟
يقول صاحب المزامير، "إن نسيتك يا قدس، فلتنسني يميني ويلتصق لساني بحنكي إن لم أضع القدس في ذروة فرحي".
لقد اختار الله القدس لتكون نقطة تواصل بين الله والبشر، بين الخالق والمخلوق. فلا أحد من البشر له الحقّ أن يعطي ما ليس له."
نحن هنا أيّها الأحبّاء لنقف معًا ولنؤكّد أنّ القدس هي عاصمة الله على الأرض. القدس هي عاصمة فلسطين فمن غير المقبول أخلاقيًّا وقانونيًّا اتّخاذ قرارات من جانب واحد تؤدّي إلى تغيير الطّابع الخاصّ للقدس، لذلك نطالب المجتمع الدّوليّ أن يضمن حرّيّة الأديان والمساواة بين الأديان وتأكيد الهويّة الخاصّة والطّابع المقدّس للقدس.
لذلك نريدها مدينة عربيّة مفتوحة لكلّ الأديان، يروي فيها كلّ عطشان إلى الله غليله ويجد كلّ إنسان يسعى إلى معرفة الحقّ مكانًا فيها. إنّ التّمسّك بعروبة القدس والدّفاع عنها، هو دفاع عن حقّ مقدس. ستظلّ القدس زهرة المدائن حيّة في قلب كلّ مسيحيّ ومسلم. وسيذكر التّاريخ الحديث بأمانة، أنّ هؤلاء الّذين يستشهدون كلّ يوم في شوارعها، باقون أحياء في ذاكرة كلّ حرّ في هذه الأرض."
وفي الختام، دعا المجودين إلى تجديد إعلانهم أنّ القدس هي مدينة آبائنا وأجدادنا، هي عاصمة فلسطين وعاصمة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى".