لبنان
28 أيار 2018, 13:29

المطران درويش: خميس الجدس هو عيد جامع وموحّد

أعلن رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش عن برنامج احتفالات خميس الجسد الإلهيّ في زحلة، وذلك خلال لقاء إعلاميّ في مطرانيّة سيّدة النّجاة، حضره الأب طوني برهوم ممثّلاً المطران جوزف معوّض، والأرشمندريت جورج معلوف ممثّلاً المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ وعدد من الإعلاميّين.

 

وفي كلمته، عرض درويش لتاريخ العيد وأهميّته فقال :
"أرحّب بكم وأشكر مشاركتكم بهذا اللّقاء الّذي يذكّرنا بتاريخ العيد وأهمّيّته. أشكر جميع الإعلاميّين واللّجنة المنظّمة من كهنة وعلمانيّين وأخصّ أمانة سرّ المطرانيّة. وأشكر مساهمة بلديّة زحلة.
لقد بدأت زحلة تحتفل بعيد الجسد في عام 1825 أيّ منذ 193 سنة. أمر مطران المدينة آنذاك، المثلّث الرّحمات أغناطيوس عجوري، إثر مرض الطّاعون الّذي تفشّى في المدينة وفتك ببعض أبنائها، بإقامة زيّاح كبير للقربان المقدّس في شوارع المدينة ورفع الصّلاة والبخور، وسرعان ما انحسر المرض وعاد النّاس يعيشون بفرح وأمان.
وعلى الأثر اعلن المطران أنّ يوم خميس الجسد سيكون يوم عيد سنويّ خاصّ لزحلة يتمّ فيه التّطواف بالقربان المقدّس في الشّوارع وبين البيوت باحتفال كبير. وصارت زحلة تسمّى "مدينة القربان" كما سُمّيت بعد ذلك عام 1860 "مدينة العذراء".

نلتقي مرّة كلّ سنة معكم وقد رافقتم هذا العيد منذ سنوات بحضوركم ومشاركتكم الزّياح لاسيّما اللّقاء الكبير أمام السّراي، حيث يحتشد المؤمنون ويلتمسون البركة للمدينة.

أهمّيّة هذا العيد هو أنّه عيد جامع ومُوحِّد لجميع الكنائس المسيحيّة وهو عيد ينتظره المؤمنون من سنة إلى سنة ليعلنوا جهارًا إيمانهم بيسوع المسيح، هو أيضًا تأكيد بأنّ الله حاضر في ضمير وثقافة النّاس.
منذ زمن طويل اشتهرت مدينة زحلة بعظمة زيّاحاتها القربانيّة وروعة تضامن أبنائها في إحياء هذه الاحتفالات، فأصبح الجسد الإلهيّ فيها عيد أعيادها، وجذب إلى المشاركة فيه الكثيرين خصوصًا من لبنان وسوريا.
ويذكر المؤرّخون أنّ الطّاعون انتشر في عدد من المناطق كما انتشر في زحلة سنة 1825 وفتك ببعض أبنائها. فأمر مطران المدينة، إغناطيوس عجوري، بالتّطواف بالقربان المقدّس حول المدينة وتقديم الصّلاة والبخور، فانقطع الوباء ونجت المدينة من كوارثه.
وشكراً لله على هذه النّعمة، استمرّ الزّحليّون في إقامة عيد خاصّ للجسد الإلهيّ، سنة بعد سنة، منظّمين احتفالات ضخمة وتطوافًا كبيرًا يجوب كلّ شوارع المدينة، في أجواء إيمان وصلاة وخشوع.
بدأ العيد سنة 1825 مسيرة إيمان وصلاة لإيقاف مرض الطّاعون. في فترة من الزّمن تحوّل إلى عيد سياحيّ اجتماعيّ إلى جانب العيد الدّينيّ. وكانت تأتي المدينة وفود من كلّ أنحاء لبنان ومن البلدان العربيّة المجاورة، خاصّة من سوريا، وتجري فيه سباقات خيول وسيّارات مزيّنة وحفلات غناء ومسرحيّات ثقافيّة… وكان الوادي يعجّ بالزّوّار الّذين يقضون ليلتهم بلا نوم وكان يختم بالتّطواف الدّينيّ.
ومنذ حوالي أربعين سنة أُلغيت كلّ هذه المظاهر السّياحيّة واقتصر العيد على تطواف بالمشاعل تقوم به ليلة العيد فرق الكشّافة في المدينة. وبتطواف دينيّ نهار العيد يبدأ بالقداديس في الخامسة صباحًا، حيث يصلّي الجميع ويتناولون القربان المقدّس ثمّ ينطلقون في مسيرة كبيرة تشمل أكثر أحياء المدينة والبولفار، لمدّة خمس ساعات، وتنتهي في سيّدة النّجاة. وكان بعض الرّعايا يؤجّل التّطواف إلى بعد ظهر الأحد الّذي يلي الخميس.
وفي سنة 1986، وبأمر من مجلس أساقفة زحلة والبقاع، ألغيت كلّ التّطوافات الّتي كانت تجري في الأحياء، إمّا بعد ظهر الخميس أو الأحد أو أيّ تطواف مستقلّ، وتوحّد التّطواف بتنظيم مفصّل في البرنامج الذّي يطبع ويعلن كلّ سنة."
وأضاف المطران درويش معلنًا عن برانامج الاحتفالات الخاصّ بهذا العام، وهو على الشّكل التّالي:

"الأربعاء مساء: المسيرة حتّى مقام سيّدة زحلة:
1) تنطلق المسيرة من سيّدة النّجاة: شبيبة الأبرشيّة تنظيم روي جريج والشّبيبة؛
2) تنطلق مسيرة موازية من دير القدّيس يوسف تنظيم الأب شربل داود والشّبيبة؛
تلتقي المسيرتان أمام البلديّة وتتبعان معًا بالصّلاة والتّرانيم إلى مقام سيّدة زحلة وتعطى زحلة البركة من هناك.
يوم الخميس: مسيرات الصّلاة وفق البرنامج المطبوع، المسؤول عن الموكب: ميشال أبوزيد
ومنسّق الإعلام: خليل عاصي".