لبنان
18 أيلول 2025, 13:20

المطران سويف: وثيقة الأخوّة الإنسانيّة دعوة دائمة إلى العدالة والسّلام

تيلي لوميار/ نورسات
شارك راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف في ندوة بعنوان "البعد المواطنيّ في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة للسّلام العالميّ والعيش المشترك"، برعاية شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز الشّيخ الدّكتور سامي أبي المنى.

نظّم اللّقاء المجلس النّسائيّ اللّبنانيّ و"اللّقاء للحوار الدّينيّ والاجتماعيّ وتجمّع الجمعيّات النّسائيّة في الجبل، واستضافته قاعة "جمعيّة الرّسالة الاجتماعيّة" في عاليه.

حضر النّدوة الوزير السّابق محمّد الصّفدي، ومجموعة كبيرة من رجال الدّين المسيحيّين والمسلمين، إلى جانب شخصيّات اجتماعيّة وثقافيّة وهيئات نسائيّة متنوّعة. وتحدّث فيها مفتي الشّمال السّابق الشّيخ الدّكتور مالك الشّعار، والمطران يوسف سويف، ورئيسة المجلس النّسائيّ اللّبنانيّ السّيّدة عدلا سبليني زين، ورئيسة تجمّع الجمعيّات النّسائية في الجبل السّيّدة فريدة الرّيّس.

في كلمته، وبحسب إعلام الأبرشيّة، "رأى المطران سويف أنّ "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" جاءت في لحظة تاريخيّة لترسيخ قيم السّلام والتّعايش العالميّ بعد عقود من النّزاعات والتّطرّف، مشيرًا إلى أنّ وثيقة Nostra Aetate ("في عصرنا") الصّادرة عن المجمع الفاتيكانيّ الثّاني عام 1965 تمثّل الأساس الفكريّ لهذا المسار، إذ فتحت الباب أمام احترام التّنوّع الدّينيّ ونبذ الكراهيّة وإعادة بناء جسور الثّقة بين أتباع الدّيانات.

وربط سويف بين الوثيقتين مؤكّدًا أنّهما تشكّلان دعوة مفتوحة لتحقيق العدالة والسّلام المشترك، خصوصًا في ظلّ تحدّيات العولمة والتّطرّف العنيف وصراعات الهويّة، بما يستدعي حلولًا جماعيّة لبناء مجتمعات متسامحة ومتعاونة. وأضاف أنّ الأديان قادرة على أن تكون قوّة إيجابيّة تساهم في مستقبل أكثر عدلًا وسلامًا للبشريّة جمعاء.

وأشار إلى أنّ التّجربة اللّبنانيّة تجسّد روح الأخوّة الإنسانيّة وتشكّل نموذجًا يُحتذى به شرقًا وغربًا، إذ يشهد جبل لبنان منذ قرون فسيفساء دينيّة وثقافيّة فريدة جعلت منه مركزًا للحوار واللّقاء رغم التّحدّيات. واعتبر أنّ التزام لبنان بروح الوثيقة يبرهن أنّ السّلام ممارسة متجذّرة في تاريخه، وأنّ الوطن رسالة للحرّيّة والتّنوّع والعيش المشترك.

كما تناول المطران المبادئ الجوهريّة للأخوّة، ومنها كرامة الإنسان والسّلام عبر الحوار، ورفض العنف والتّطرّف، والمصالحة والغفران، وخدمة الإنسان فوق أيّ انتماء. ورأى أنّ المواطنة هي التّرجمة العمليّة للأخوّة، داعيًا إلى تعزيز دولة القانون وإصلاح النّظام التّربويّ، وتحويل التّعدّديّة الدّينيّة إلى قوّة بنّاءة عبر مبادرات إنسانيّة مشتركة وتجديد الخطاب الدّينيّ، إلى جانب صون وحدة العائلة وتعزيز روح العطاء والعمل التّطوّعيّ."