المطران سيمون فضّول... نداء من أفريقيا "كرمالك يا لبنان"

وجاء في النّداء نقلاً عن الوكالة الوطنيّة للإعلام: "أتوجّه إليكم بنداء من القلب لقلب كلّ واحد منكم: قلوبنا الموجوعة على لبنان وشعبه في هذه المرحلة الصّعبة والخطيرة من حياة وطننا وشعبنا.

طوارئ اللّحظة في لبنان، تدعونا إلى التّحرّك: فقر، قهر، وجع، وجوع ودموع. ربطة الخبز صارت بعيدة عن متناول كثير من النّاس. إنقلبت الآية، بعدما كانت قلوب أهلنا علينا نحن الّذين في الغربة، صارت اليوم قلوبنا نحن على أهلنا في لبنان.

أنا متأكّد أنّ كلّ من يعيش في أفريقيا يعيش بقلق على حياة أهله ومستقبله ومستقبل أحبّائه وعلى جنى عمره الّذي أمضاه في الغربة، وعلى وضع المصارف بلبنان، وقلق أيضًا على مصير الوطن.

وأنا متأكّد أيضًا، إنّ كلّ واحد منكم يساعد قدر ما يستطيع ضمن بيئته، ومع عائلته، وبين معارفه وفي ضيعته ومنطقته. إنّما حاليًّا في هذه الظّروف التّعيسة، إلى جانب الصّلاة الّتي لا تنقطع، أمامنا خياران: يمكننا الاستمرار في الصّلاة وأن يتابع كلّ واحد مبادرته لوحده ويمكننا متابعة الصّلاة، ولكن أن نحوّل مبادرتنا جماعيّة، ونشبك أيدينا بأيدي بعضنا، لأنّ "الإيد بالإيد الخير بيزيد". ونتذكّر قول يسوع "كلّ شيء تفعلونه لواحد من إخوتي هؤلاء الصّغار فلي أيضًا تفعلونه".

كلّ شخص بقدر استطاعته! وكلّنا نعرف أنّ الـ50 دولارًا باتت تعيل عائلة لمدّة شهر.

"البحصة تسند خابية"، ومع بعضنا يمكننا أن نعمل الفرق، خاصّة في هذه الأشهر الثّلاثة المقبلة، والّتي في الأوقات العاديّة كنّا نمضي فيها الصّيف في لبنان.

ولأنّنا في أفريقيا، أتينا من مناطق لبنان كلّها، مبادرتنا ستطاول حوالى 500 عائلة في كلّ المناطق، وهذا الشّيء سيتمّ بالتّعاون مع كاريتاس، الّتي من خلال مكاتبها المنتشرة في كلّ لبنان ستزوّدنا بعناوين العائلات الأكثر حاجة.

مبادرتنا تقوم على تأمين حصص غذائيّة وأدوية للأمراض المزمنة. أدعوكم أحبّائي كلّكم بكلّ محبّة وتواضع، أن تلبّوا هذا النّداء، حتّى نتساعد ونساعد، للمشاركة، يستطيع كلّ شخص، إمّا التّواصل معي مباشرة على رقمي الخاصّ (واتساب)، أو التّواصل مع خوري رعيّته أو أحد أعضاء المجلس الرّعويّ أو لجنة الكنيسة. كذلك وضعنا رقم حساب في نيجيريا ولبنان بتصرّف من يريد.

ختامًا، دعونا بهذه المبادرة نقدّم فعل شكر لرّبنا على نعمه ورحمته ومحبّته وعطفه علينا، ونتذكّر قول القدّيسة الأمّ تريزا إنّه "اللي مش قادر يقوم بأعمال عظيمة، بيقدر يقوم بأعمال زغيرة بحبّ صادق وعظيم"".