لبنان
27 أيار 2025, 13:20

المطران عبدالله: من يمتلك سلام المسيح يعيش بالنّعمة ويطلب القداسة

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما أكّده عليه رئيس أساقفة أبرشيّة صور المارونيّة المطران شربل عبدالله، خلال القدّاس السّنويّ لإقليم كاريتاس- صور، الّذي ترأّسه في كاتدرائيّة سيّدة البحار- صور، وعاونه فيه رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبّود، منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، رئيس الإقليم المونسنيور مارون غفري، ومرشد الإقليم الخوري يعقوب صعب.

وشارك في القدّاس الخوري ريشارد فرعون ممثّلًا راعي أبرشيّة صور للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج اسكندر، وكاهن رعيّة الكتيبة الإيطاليّة في اليونيفيل، بحضور قائد القطاع الغربيّ لليونيفيل الجنرال الإيطاليّ نيكولا مندوليسي، وضبّاط من اليونيفيل، المدير التّنفيذيّ لكاريتاس جيلبير زوين، هيئة مكتب إقليم شبيبة كاريتاس وحشد من أبناء الرّعيّة.

بعد الانجيل، ألقى المطران عبد الله عظة قال فيها: "القيامة تحمل أوّلًا رسالة السّلام، قال يسوع لتلاميذه: "السّلام لكم، هذا السّلام هو ثمرة الانتصار على الموت، حيث غلب المسيح الموت والشّيطان، ومنحنا الحياة الأبديّة، سلام المسيح يفتح قلوبنا على السّماء، لأنّ المؤمن لا يعيش فقط  لزمن هذا العالم، بل يتوق إلى موطنه الأبديّ. وبالتّالي هذا السّلام هو أيضًا سلام المصالحة، فقد صالحنا يسوع مع الآب ومع ذواتنا. من يمتلك سلام المسيح، يعيش بالنّعمة ويطلب القداسة، إذ لا حياة مقدّسة خارج يسوع. 

المسيح دعانا للتّوبة ومغفرة الخطايا. من تحرّر من الخطيئة لا يعيش في خوف، بل في نور القيامة، أمّا من استعبدته الخطيئة، فهو في ظلمة وقلق. البرّ ليس من الإنسان، بل من الله. لا نتبرّر بأفكارنا، بل بأفكار المسيح وسلوكه، لأنّه وحده يحرّرنا من الموت الثّاني، وأنّ غاية الإيمان هي خلاص النّفوس، وهذا ما نبلغه بالإيمان بقيامة المسيح .

إنّ يسوع القائم من بين الأموات حاضر معنا، لا كذكرى، بل كشخص حيّ يحمل جراحه، ويهبنا سلامه الحقيقيّ."

كما ألقى كلمة الإقليم المرشد الرّوحيّ الخوري صعب الّذي رحّب فيها بالجنرال مندوليسي، وجميع الضّبّاط المرافقين وبالحضور وقال: "نلتقي اليوم في هذا القدّاس الإلهيّ المقدّس، لنتوجّه بشكرنا إلى الله، الّذي يقودنا دومًا بمحبّته ورحمته، ويبارك مساعينا الإنسانيّة والرّوحيّة.

نجتمع تحت جناح كاريتاس– هذه اليد الممدودة من الكنيسة إلى الإنسان المتألّم– لنرفع صلاتنا في ختام سنة من العطاء والتّفاني، وفي انطلاقة حملة كاريتاس السّنويّة تحت شعار "إيمان إنسان لبنان"، هذا الشّعار الّذي يعكس التزامنا الثّابت بخدمة الإنسان، أيقونة الله، في وطن يتوق إلى الرّجاء والكرامة. وبفرح كبير، نرحّب بيننا اليوم، كما نوجّه تحيّة محبّة لكلّ من شارك من متبرّعين في حملة كاريتاس وشركاء، وأصدقاء، وإخوة في الرّسالة. فلنقدّم هذا القدّاس بنيّة الشّكر والتّضرّع، سائلين الرّبّ أن يبارك هذه الحملة ويغدق علينا نعم الإيمان والثّبات في خدمة الإنسان. معًا، نصلّي، نحبّ، ونعمل. ومعًا، على متابعة المسيرة".

بدوره ألقى الأب عبّود كلمة كاريتاس لبنان، عبّر فيها عن عميق شكره وامتنانه. مستهلَا كلمته بتوجيه الشكر إلى المطران عبدالله، على حضوره الدائم ودعمه المستمر لكاريتاس، مشيرًا إلى دوره الريادي حين كان رئيسًا للإقليم، ومؤكدًا أن شهادته تعني الكثير، ولا سيّما في ظل متابعته الحثيثة لقضايا الأبرشية خلال فترة الحرب.

كما وجّه الأب عبّود تحية تقدير إلى إقليم صيدا، برئاسة المونسينيور مارون غفري، وجميع أعضاء الإقليم، مثنيًا- بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"- على جهودهم المتواصلة ومتابعتهم الدّقيقة لكلّ أعمال الإقليم، لاسيّما خلال الظّروف الصّعبة الّتي مرّت بها البلاد. وأكّد أنّ كاريتاس بذلت كلّ ما بوسعها، بكلّ ما أوتيت من قوّة، للوقوف إلى جانب أهل الجنوب بمختلف الطّرق الممكنة.

وفي ختام كلمته، شكر لقوّات اليونيفيل الإيطاليّة مشاركتهم في القدّاس، معتبرًا أنّ دعمهم يشكّل رسالة تضامن مهمّة للبنان في كلّ لحظة، وقال: "من خلالكم، أوجّه الشّكر إلى الشّعب الإيطاليّ وكلّ الجهات الرّاعية الّتي تقدّم لنا المساعدة، ولاسيّما عبر كاريتاس إيطاليا، في تأكيد دائم أنّ الشّعب اللّبنانيّ ليس وحده، بل تحيط به أيادٍ ممدودة بالخير والمحبّة".