لبنان
07 أيار 2024, 10:10

المطران عوده: القيامة تحرّر من نير الخطيئة المؤدّية إلى الموت"

تيلي لوميار/ نورسات
ترّأس المطران الياس عوده، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس خدمة الهجمة وقدّاس الفصح الصباحيّ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس بحضور حشدٍ من المؤمنين، وبعد تلاوة الإنجيل ألقى عظةً بدأها، بهتاف "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور."

 

عايد المطران عوده الجميع بعيد القيامة المجيدة راجيًا أن تحمل قيامة المسيح من بين الأموات، قيامةً لنا من موت الخطيئة وللعالم الخلاص من ويلات الحروب واستتباب السلام."

شدّد المطران عوده على عددٍ من النقاط المتعلّقة بقيامة الربّ قال: "قيامة الربّ هي بداية لحياتنا معه وهي جسر عبورٍ لنا من سلطة الموت، إلى سلطة الحياة التي هي المسيح نفسه. القيامة هي تحرّرٌ من نير الخطيئة المؤدّية إلى الموت وسلوكٌ في طريق البرّ وفق وصايا الله، المؤدّية إلى الحياة (رو6)....

المعموديّة نفسها هي موتٌ ودفنٌ مع المسيح حتّى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدّة الحياة... وهكذا، في الكنيسة الأولى، كانت معموديّة الذين يؤمنون بالربّ يسوع تتمّ يوم سبت النور، إبّان سهرانيّة الفصح..."  (رو 6: 2-11).

وتابع قائلًا: "في كلّ مرّة نعيّد الفصح تدعونا الكنيسة إلى تجديد العهود التي قطعناها في المعموديّة أي العوده إلى سلوك الطريق الذي رسمه لنا الربّ يسوع، والذي سلكه هو نفسه. إنّه طريق الطاعة لله الآب، الذي أدّى بالرب يسوع إلى موت الصليب...  

يقترن الفصح، في أذهان البشر، شرح المطران عوده، بالفرح بقيامة الربّ من بين الأموات، التي نحن مدعوّون إلى الاشتراك فيها. سلوكنا في هذه الحياة سيحدّد نوع القيامة التي ستواجهنا في اليوم الأخير. فإذا كنّا نسلك بحسب وصايا الله، التي اختصرها لنا الربّ يسوع بوصية المحبّة (مت 22: 40)... فإنّنا ذاهبون إلى قيامة حياة. أمّا إذا عملنا السيّئات، وانشغلنا بأمور الحياة الزائلة، وتلهّينا بتجميع المراكز والألقاب والثروات، فنحن متّجهون إلى قيامة دينونة (يو 5: 29)".

وقال عوده: "الفصح هو دعوة لنا لأن ننطلق انطلاقة جديدة، فنشارك في الحياة التي يمنحنا إيّاها الله، حياة الربّ يسوع القائم من بين الأموات، ونسلك كما علّمنا الربّ وكما عمل هو، باذلا نفسه من أجل الذين أحّبهم لكي يمنحهم الحياة الأبديّة. الفصح دعوة إلى عيش المحبّة على مثال الربّ، تتجدّد سنة بعد سنة... هكذا نتعلّم السير في درب المحبّة التي تعبر بالخليقة كلّها من موت الحقد والشرّ والطمع والفساد، إلى قيامة حياة لا نهاية لها."

أضاف: "بلدنا بحاجة إلى من يحبّه محبّة صادقة بعيدة عن الحقد والشرّ والطمع والفساد. هو بحاجة إلى مسؤولين يعملون من أجله ...ويسيرون بعيدًا عن المصالح والغايات، وأولى هذه الواجبات الاجتماع في خلال المهلة التي يحدّدها الدستور من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة يقود البلد بأمانة وحكمة...

وأردف: "بلدنا لن ينهض ما لم ينتظم عمل مؤسّساته الدستوريّة ويؤمّن حسن أداء الموظّفين فيها.... نظامنا الديمقراطيّ يتقهقر بسبب تداخل السلطات وتحكّم السياسة في القضاء، وتعطيل الدستور...لبنان بحاجة إلى الديمقراطيّة الحقيقية التي تقوم على أكثريّة برلمانيّة تنبثق منها حكومة تتولّى السلطة، ومعارضة فاعلة تمارس الرقابة الحقيقيّة المنّزهة عن كلّ مصلحة.. كان العالم يحسدنا على النعمة الكبيرة المسماة لبنان...للأسف راجعنا كثيرا فيما هم تطوّروا حتّى فاقوا التوقّعات. لذا علينا جميعا، مسؤولين وأحزابا ومواطنين، والمثقّفين بشكل خاصّ، العمل معا من أجل قيامة وطننا. الطريق واضح: تطبيق الدستور...

وختم عوده: "في هذا اليوم المبارك نرفع الصلاة من أجل قيامة لبنان من كبوته...نصلّي من أجل الذين يقاسون ويلات الحروب وخصوصًا في لبنان وفي أرض المسيح فلسطين، ومن أجل المرضى والحزانى والمظلومين والمأسورين والمضطهدين.  نسأله أن يبارككم ويشرق نور قيامته في قلوبكم ليبقى الرجاء فيها متّقدا فتصرخوا في كلّ حين: المسيح قام  حقا قام، وسيقيمنا معه إلى حياة أبديّة، آمين".