المطران فضّول: المسبحة تشكل زنّار حماية لنا ولبيوتنا ورعايانا
"تحيّةٌ وسلامٌ بالرّبّ يسوع وشفاعةِ أمّهِ مريم سيّدةِ البشارة،
يطلُّ علينا عيد سيّدة البشارة، شفيعةِ أبرشيّتنا، ونحن في أجواءٍ ملبّدة بغيوم وباء الكورونا، ومشحونة بمشاعر الخوف والقلق على الذّات والعائلة والمجتمع والكنيسة والوطن والمصير! منذ ألفي سنة، حمل الملاك جبرائيل سلام الرّبّ إلى مريم مبشّرًا بحلول زمن الخلاص بيسوع المخلّص الّذي قال لنا "أنا معكم لا تخافوا". فمهما اشتدّت الأحوال وتأزّمت، لنتذكّر أنّنا أبناء الرّجاء وأنّ إلهَنا انتصر على الموت بالقيامة، وأنّ النّورَ سيسطعُ في نهاية النَّفق، وأنّ ظلمةَ الوباء ستندثر أمام عظمة الحياة وقُدرَةِ خالقها ومُعطيها.
1. يأخذنا الفكر بدايةً، إلى ضحايا الكورونا الّذين انتقلوا إلى دنيا الرّبّ، سائلينه أن يعاملهم برحمته الغافرة. كما نذكر كلّ المصابين، كي يهبهم الرّبّ القدرة على الاحتمال، طالبين لهم الصّحّة، ولأهلهم وعائلاتهم والأطبّاء والممرّضين الّذين يعتنون بهم القوّة والنّعمة.
2. في هذا الزّمن الّذي حُرم الكثيرون فيه من المشاركة بالقداديس والزّيّاحات والصّلوات الجماعيّة، هلمَّ بنا أحبّائي نحوّل بيوتنا كنائس صغيرة، نلتقي فيها لنغتذي من كلمة الله بالصّلاة والتّأمل، كأفرادٍ وكعائلة، فنحنُ نواجهُ نوعًا "من الشّياطين لا يخرج سوى بالصّوم والصّلاة" (مرقس 9/ 29).
لتكُنْ عزلتُنا المنزليّة فرصة لنا كي نتوشّحَ رداءَ الحبّ تجاه بعضنا ونتفيّء مظلّة العائلة والإيمان من جديد. فليكن انعزالنا في البيت سبيلنا لتعزيز علاقاتنا العائليّة.
لنصلّي المسبحة كلّ يوم مع أفراد العائلة، فهي تشكل زنّار حماية لنا ولبيوتنا ورعايانا. وكم يكون رائعًا لو استطعنا مشاركة صاحب الغبطة البطريرك صلاة المسبحة يوميًّا عند السّاعة 5،30 مساء بتوقيت لبنان، ذاكرينه في صلاتنا خاصّة يوم عيد البشارة الّذي يصادف الذّكرى التّاسعة لتوليته البطريركيّة.
لنعد إلى قراءة الإنجيل اليوميّ والتّأمّل بكلام الرّبّ فهو غذاءٌ مذهل للرّوح والكيان.
لنتابع القدّاسات والصّلوات عبر شاشات التّلفزة ووسائل التّواصل الاجتماعيّ بروح التّوبة والتّواضع. وبالمناسبة ندعوكم إلى تصفّح صفحة أبرشيّتنا على فيسبوك Maronite Eparchy – Africa. وها نحن نُطلق اليوم موقع الأبرشيّة على الإنترنت تحت عنوان annunciation-eparchy.com.
في يوم عيد البشارة يوم الأربعاء 25 آذار السّاعة 12 ظهرًا، ندعوكم جميعًا لمعايدة أمّنا مريم بتلاوة صلاة البشارة؛ وبعدها، نتلو صلاة "الأبانا" بالاتّحاد مع قداسة البابا فرنسيس وجميع المسيحيّين في العالم متوسّلين الرّبّ من أجل انتهاء وباء الكورونا، طالبين غفران خطايانا وشفاء المرضى وراحة الموتى، على أن نتقدّم من الاعتراف والمناولة الفعليّة حين تنتهي الأزمة.
ختامًا، ها نحنُ اليوم نكرّس أبرشيّتنا، ورعايانا وبيوتنا وعائلاتنا وكهنتنا ورهباننا وراهباتنا لمريم سيّدة البشارة، طالبين شفاعتها لدى ابنها الحبيب لكي يخفّف من آلام شعبنا و معاناته، ومقدّمين لها نشيد تكريم جديد، مردّدين بصوت واحد "سلامٌ سلامٌ عليكِ يا مريم، مباركة يا سيدة البشارة!"."