لبنان
30 نيسان 2024, 08:35

المطران كفوري في أحد الشعانين: نسأل الله أن يحلّ السّلام في العالم

تيلي لوميار/ نورسات
ترأس راعي أبرشية صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري القداس في كنيسة القديس توما، عاونه الآباء نقولا باسيل، نكتاريوس اراكيلوس، مكسيم الصباغ، الياس تامر، إميل يعقوب، بحضور قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال انريكو فونتانا وضباط من القوة الدولية، رئيس بلدية صور حسن دبوق وحشد من ابناء الرعية.

 

بعد الإنجيل ألقى كفوري عظةً قال فيها: "إفرحوا في الربّ كلّ حين. وأقول أيضًا إفرحوا، إفرحوا وليظهر حِلمُكم لجميع الناس. فإن الربّ قريب.هكذا يوضح الرسول سبب فرحنا. نفرح لأن الربّ قريب. نفرح بالرغم من الآلام والأحزان والشدائد التي تحيط بنا. وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضًا في الضيقاتِ عالمين أنّ الضيق يُنشئ صبرًا، والصبرُ تزكيةً، والتزكيةُ رجاءً، والرجاءُ لا يُخزي، نفرح لأن الله معنا، كما لَنا نردد مرتليّن في مسيرة الصوم المبارك: معنا هو الله فاعلموا أيّها الأمم وانهزموا لأنّ الله معنا. نتألم ولكننا لا نستسلم كما يقول بولس الرسول أيضًا: "مكتئبين في كل شيء، ولكن غير متضايقين. متحيّرين، لكن غير يائسين. مضطهدينَ ،لكن غير متروكين. مطروحينَ، لكن غير هالكين. حاملينَ في الجسد كل حينٍ إماتةَ الربّ يسوعَ لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في أجسادنا، نعم نفرح ولا نحزن، لأن مخلصنا غلب العالم بمحبته وتواضعه".

وأضاف: "عندما دخل أورشليم التفَّتْ حوله المجموع وكان الفرح يعم الناس. الناس كانت تفرح وتعبّر عن فرحها بالصراخ: مبارك الآتي باسم الربّ. المخلص .لأنهُ يأتي ليزيل الشر من العالم ويزرع الخير والرجاء. يفرحون لأن النور يأتي ليمحو ظلام الشر الذي كان يسيطر عليه العالم. "النور الذي ينيرُ ويقدِّسُ كل إنسان آتٍ إلى العالم". (يوحنا 1 : 9)

وتابع: "اليوم نعيّد لدخول الربّ يسوع الى أورشليم . يأتي المخلص ليدخل الى أورشليم ملكًا ولكن ليس كالملوك. يأتي ملكًا متواضعًا بسيطًا. راكبًا على جحش "قولوا لابنة صهيون، هوذا ملكُكِ يأتيكِ وديعًا راكبًا على أتانٍ ،وجحشٍ ابن. اليوم نعيّد والعالم يغلي. نفرح والنساء تبكي فيما الأطفال تُنتشَلُ من تحت الأنقاض جثثًا هامدةً. هؤلاء الأطفال من أجلهم يدخل اليوم يسوع إلى أورشليم ونظراؤهم يصرخون: أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الربّ. عندما يأتي ملك أو رئيس من رؤساء عالمنا، تحيط به جحافل العسكر، ويتحلّق حوله الحراس المدجّجون بالسلاح. أمّا ملكُنا فيأتي وسط الجموع التي تحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون (علامة النصر والسلام)، وتفرش ثيابها في الطريق ويصرخ الكبار والصغار قائلين: هوشعنا لابن داود. أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الربّ. مبارك الآتي ليخلص العالم من عبودية الخطيئة والموت ويعطيه الفرح الحقيقي".

وتابع المطران: "يبقى السؤال: كيف نعيّدُ وكيف نفرحُ وهيرودسُ العصر يقتل أطفال بيت لحم ويدوس المقدّسات بقدميه النجستين. كيف نحتفل وآلاف النساء والأطفال والشيوخ ينامون في العراء دون مأوى والعالم يتفرج؟ كيف نفرح وأهلنا تشردوا وذهبوا إلى أقاصي الأرض يبحثون عن الحياة الكريمة لأولادهم؟ كيف نفرحُ وقد مرَّ على اختطاف أخوينا المطرانيْن بولس ويوحنا (مطرانيْ حلب) إحدى عشْر سنةً ومصيرهما مجهول. ولكن بولس الرسول يقول لنا: "لا تهتموا البتة، بل في كل شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر".  سلام الله يحفظكم في يسوع المسيح". أمّا أنتم فعليكم أن تحافظوا على كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله. الإنسان الذي تُمتهن كرامته اليوم في ما يسمّى "بالعالم الحر". هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء المصابون بجنون العظمة".

وختم عظته داعيًا: "نسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يحل السلام في العالم. وأن يسود الحق والعدل وتعمّ المحبة التي بها نغلب العالم. ولتكن بركة الربّ معكم. مبارك الآتي بإسم الربّ".

في الختام أقيم زياح الشعانين في شوارع واحياء صور القديمة بمشاركة فونتانا والضباط الإيطاليين ورفع الأطفال على الأكتاف مع سعف النخيل.