لبنان
16 شباط 2018, 14:45

المطران مطر يحيي عيد سيّدة لورد في كنيستها في عين الرّمّانة

في كنيسة سيّدة لورد- عين الرّمّانة، احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بعيد شفيعتها، في قدّاس احتفاليّ عاونه فيه كاهن الرّعيّة القيّم العامّ في أبرشيّة بيروت الخوري شربل بشعلاني، ورئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون والأب القيّم فيها الخوري داني سركيس والخوري جوزف خوري.

 

بعد الإنجيل، كانت عظة من وحي المناسبة قال فيها المطران مطر: "نحتفل معكم بالذّبيحة الإلهيّة ومع الكهنة خدّام نفوسكم في هذه الرّعيّة على نيّة أهلها وأبنائها وبناتها الحاضرين منهم والغائبين، الأحياء والأموات. ونسأل الله أن يبارك هذه الرّعيّة ويبارك كلّ عمل مقدّس يجري فيها. فنحن سعداء لهذا التّجدّد الّذي يحصل على أيدي الآباء الأجلّاء والّذين منكم يساعدونهم، وكلّكم تساعدون لمجد الله وإكرامه".

ثمّ تابع متحدّثًا عن ارتباط هذا العيد بظهورات مريم العذراء في لور سنة 1854 على القدّيسة برناديت، شارحًا تفاصيلها وصولاً إلى إعلان عقيدة الحبل بلا دنس الّتي بتثبيتها "رجعت الكنيسة إلى مار أفرام السّريانيّ، وهو كنّارة الرّوح القدس، وقد ألّف آلاف الأناشيد، ومنها الكثير لأمّنا العذراء مثبتًا في كلامه أنّ السّيّد المسيح وأمّه مريم لا عيب فيهما. كما عادت الكنيسة إلى كلام الملاك جبرائيل الّذي بشر مريم العذراء بالحبل الإلهيّ قائلاً لها: السّلام عليك يا مريم يا ممتلئة من النّعمة. فالممتلئة من النّعمة لا دنس فيها ولا خطأ ولا خطيئة لا أصليّة ولا فعليّة، ممّا يعني أنّ مريم بريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، وهذه النّعمة الخاصّة لمريم لم تعط لأيّ إنسان آخر، وبناء على كلّ هذا حدّدت الكنيسة عقيدة الحبل بمريم بلا دنس. وهكذا بدأت العجائب، فظهرت مريم المحبّة لأبنائها جميعًا، لكلّ بني البشر من دون تمييز. الّذين يذهبون إلى لورد اليوم صاروا يعدّون بالملايين كلّ سنة. وأنا أتخشّع أمام المغارة كلّما ذهبت إلى لورد. أذهب بعد منتصف اللّيل أصلّي أمام المغارة، وأطلب شفاعة العذراء أمّ الرّحمة وكنز الرّحمة والمعونة. وقال قداسة البابا فرنسيس للمسيحيّين، يجب أن تكونوا أهل رحمة كلّكم. كونوا رحومين كما أنّ أباكم السّماويّ هو رحوم، قال لنا الرّبّ يسوع المسيح. الّذي ليس لديه رحمة ليس بمسيحيّ. لتحرّك العذراء مريم الرّحمة فينا ومحبّة الجميع للجميع. ما زلت أذكر عندما كنت تلميذًا في المدرسة الإكليريكيّة الصّغرى، عام 1954، أقيم يوبيل مئة سنة على ظهورات العذراء وكان في لبنان عرس عظيم وبنيت هذه الكنيسة في عين الرّمانة على اسم سيّدة لورد. ويوم جيء بتمثال خشبيّ رائع الجمال للسّيّدة العذراء، نظّم مرشد الأخويّات يومذاك الخوري جورج أبو جودة جولة بهذا التّمثال على جميع الأراضي اللّبنانيّة، وأقيم إلى جانب هذه الكنيسة احتفال بالقدّاس الإلهيّ ترأسه الكاردينال رونكاللي الّذي صار البابا يوحنّا الثّالث والعشرين. وقد غصّت السّاحات بالمؤمنين، تقدّمهم المرحوم الرّئيس كميل شمعون والمرحوم سعيد عقل قال يومها للعذراء مريم: من كلّ صخر لم يعد أبكم حييت يا مريم. ولهذا السّبب كانت كنيسة سيّدة لورد في عين الرّمّانة، إحياء لذكرى مرور مئة عام على ظهورات العذراء. هذه الكنيسة تدخل في تاريخ العذراء وتاريخ ظهوراتها.
ولهذه الكنيسة قدسيّتها ولنا عاطفة كبيرة تجاهها، نتمنّى أن تبقى وتستمرّ. إنّها كنيسة سيّدة لورد، كنيسة العجائب، كنيسة المحبّة والرّحمة. أبقوا العذراء في بيوتكم بأيقونيّتها وسبحتها. ويكفي أن نذكر اسمها، حتّى نسمع كلامها يقول لنا: أحبّوا بعضكم وسامحوا بعضكم وساعدوا بعضكم. أبناء العذراء يجب أن يكون فيهم شيء منها. نرفع صلاتنا في هذا العيد على نيّة وطننا ليكون وطن التّفاهم والسّلام، وعلى نيّة كلّ الشّرق حتّى ينعم بالسلّام والتّوافق بين أبنائه جميعًا.
هنيئا لكم هذا العيد، ونحن نطلب من الله بشفاعتها أن يدخل الرّحمة إلى قلوبنا وأن نكون من أهل الصّلاة المستمرّة. اّلذي يقترب من الله يقترب من النّاس. والّذي يبتعد عن الرّبّ يبتعد عن النّاس. بارككم الله وثبّت إيمانكم وحمى عائلاتكم وقوّى شيوخكم وسهر على شبابكم بشفاعة أمّنا مريم العذراء الّتي جعلها المسيح من على صليبه أمًّا لنا بشخص يوحنّا الرّسول حين قال المسيح: يا يوحنّا، هذه أمّك ويا مريم هذا ابنك. ومن يومها ننادي مريم: يا أمّنا يا أمّنا".