لبنان
07 كانون الأول 2017, 07:16

المطران معوّض يسيم 10 شدايقة من إكليركيّة غزير

ترأّس راعي أبرشيّة زحلة المطران جوزف معوّض قدّاس السّيامة الشّدياقيّة لطلّاب من الإكليريكيّة البطريركيّة في غزير- دفعة القدّيس أغسطينوس، وهم: بول مسنّ، جورج عازار، خليل برقاشي، ربيع عيد، رودي مكرزل، زكي مخايل، شربل الخرّاط، مروان نخّول، موسى الحاج ونديم شدياق.

 

هذا وأحاط المحتفي خلال الخدمة رئيس الإكليريكيّة المونسنيور جورج أبي سعد ونائبه الخوري عبده بو ضاهر. وشارك في القدّاس ورتبة السّيامة المطارنة: شكرالله نبيل الحاج ومارون عمّار وحنّا رحمة، وعميد كلّيّة اللّاهوت في جامعة الرّوح القدس في الكسليك الأب الياس الجمهوريّ ورئيس مدرسة الحكمة- برازيليا في بعبدا الخوري بيار أبي صالح ولفيف من الكهنة وأهالي الشّدايقة الجدد وطلّاب الإكليريكية، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنيّة للإعلام.

بعد الإنجيل، تحدّث المطران معوّض عن نعمة الكهنوت ودرجة الشّدياق دوره في الكنيسة، فقال: "تحتفل الاكليريكيّة البطريركيّة في غزير، بالرّسامة الشّدياقيّة لفوج السّنة الجامعيّة الخامسة، في هذا الأسبوع الّذي نتأمّل فيه زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات.إنّ حضور مريم الممتلئة نعمة يعطي الفرح لبيت زكريّا، بحسب ما عبّرت عنه أليصابات قائلة إنّ الجنين ارتكض في بطنها ابتهاجًا حين سمعت سلام مريم. إنّ حضور الرّبّ يملأ قلب الإنسان فرحًا. وهذا ما نختبره في الاحتفال بالإفخارستيّا حيث الرّبّ حاضر في الأسرار المقدّسة، الجسد والدّم، وفي الذّبيحة الأسراريّة. تقدّم إلينا هذه الذّبيحة الخلاص الّذي أتمّه إلينا السّيّد المسيح، مظهرًا محبّته اللّامتناهية الّتي قادته إلى إعطاء ذاته على الصّليب من أجلنا.
والكنيسة، يقينًا منها بقدسيّة هذا الاحتفال، وكلّ الاحتفالات الليّتورجيّة، وضعت لها الرّتب والدّرجات والخدم، ومنها درجة الشّدياقيّة الّتي نحتفل بها. والشّدياقيّة مع درجتي المرتّل والقارىء اللّتين تسبقانها، هي من الدّرجات الصّغرى المؤسّسة من الكنيسة، وتدعى شبه أسرار. أمّا الدّرجات الكبرى، وهي الشّمّاسيّة والقسوسيّة والأسقفيّة، فهي أسرار مؤسّسة من السّيّد المسيح وتوزّعها الكنيسة. حافظت تقاليد الكنيسة الشّرقيّة، الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، على الدّرجات الصّغرى ولو اختلفت في عددها. والكنيسة اللّاتينيّة أبقت القارئ و(Acolyte)  القندلفت (بحسب بعض التّرجمات) وسمّتها بالخدم، وذلك مع البابا بولس السّادس في إرادته الرّسوليّة "بعض الخدم" الصّادرة سنة 1972.
ونجد ذكر الشّدياقيّة في مؤلّفات تعود إلى منتصف القرن الثّالث. وكلمة شدياق تأتي من اليونانيّة "ايبودياكونوس"، وتجات الى السّريانيّة بـ هوفودياقنو (أو فودياقنو أو فودياقو)، وتشير إلى درجة أدنى من الشّمّاسيّة، سمّيت أحيانًا الشّمّاس الرّسائليّ. أنشأتها الكنيسة لحاجتها إليها في مساعدة الشّمّاس والكاهن في خدمة الاحتفالات اللّيتورجيّة، ولاسيّما الإفخارستيّا. من هنا تأتي خدمة الشّدياق في قرع الجرس ودعوة المؤمنين إلى القدّاس أو الصّلاة، وفتح أبواب الكنيسة، وإضاءة الشّموع الّتي ترمز إلى المسيح نور العالم، وقراءة أعمال الرّسل ورسائل العهد الجديد، وخدمة المذبح والاهتمام بترتيبه وأغطيته، وتوزيع المناولة بإذن من الأسقف".
اضاف: "في عصرنا الحاليّ، يرسم شدياقًا عادة الطّالب الإكليريكيّ الّذي يتحضّر للكهنوت. والشّدياقيّة هي مجال للتّمرّس على خدمة المذبح، والتّشبّه بالسّيّد المسيح الخادم الّذي قال عن نفسه إنّ ابن الإنسان لم يأت ليدخم بل ليخدم ويفدي بنفسه الكثيرين (مر10/45). فكل ّالدّرجات في الكنيسة، الصّغرى او الكبرى، غايتها تمجيد الله عبر العبادة الإلهيّة وخدمة المؤمنين الرّاعويّة بحسب مهمّات كلّ درجة. ولا تقتصر الشّدياقيّة على القيام ببعض الخدم العمليّة الخارجيّة، بل إنّ الشّدياق مدعوّ إلى أن يؤدّي خدمته بتقوى وخشوع، فيشهد على أنّه خلال الاحتفال اللّيتورجيّ، هو في حضرة السّيّد المسيح الّذي يجب له كلّ السّجود والوقار".

وتابع: "لرسامة الشّدياقيّة في الإكليريكيّة معنى خاصّ. فهي تدلّ على التّقدّم في مسيرة التّنشئة نحو الكهنوت. فالمتقدّمون منها ينهون هذه السّنة مرحلة التّعليم اللّاهوتيّ. وكلّ المدّة الّتي يقضونها في الإكليريكيّة، تشكّل التّنشئة الأساسيّة الموزّعة على أربع مراحل: الإعداديّة، ثم الدّروس الفلسفيّة، ثم الدّروس اللّاهوتيّة، ثمّ المرحلة الرّاعويّة. وغايتها التّتلمذ للسّيّد المسيح والتّصوّر على صورته ككاهن. فالطّالب الإكليريكيّ، بقدر ما يتتلمذ للمسيح يسوع، بقدر ما يتهيّأ ليعكس في الكهنوت صورته كراع". 
هذا ودعا الشّدايقة والطّلّاب الإكليركيّين إلى أنّ ينمّوا فيهم الرّوحانيّة الكهنوتيّة في مسيرة تنشئتهم، من أجل أن يكونوا كهنة وفق قلب الرّبّ، مشيرًا إلى أنّها حاجة للكنيسة وللعالم.
كما هنّأ أخيرًا الشّدايقة الجدد متنمّيًا لهم مسيرة مباركة نحو الشّماسيّة والكهنوت.
من جهته، شكر رئيس الإلكليركيّ المونسنيور جورج أبي سعد المطران معوّض المشرف على الإكليريكيّة على دعمه وسهره ومحبّته.