صحّة
14 حزيران 2023, 07:35

المواصفات الغذائية تنقذ الأرواح

تيلي لوميار/ نورسات
تنقذ المواصفات الغذائية الأرواح من خلال الاضطلاع بدور حاسم في الوقاية من الأمراض التي تنقلها الأغذية - كانت تلك الرسالة الرئيسية المنبثقة عن حدث مختلط رفيع المستوى عقدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ومنظمة الصحة العالمية للاحتفال بالدورة الخامسة لليوم العالمي لسلامة الأغذية.

ويصاب أكثر من شخص واحد من أصل عشرة أشخاص سنويًا بالمرض وتوافي المنيّة 000 420 شخص بسبب تناول أغذية ملوثة. ويتأثّر الشباب والأشخاص الضعفاء أكثر من غيرهم بنحو 200 مرض مختلف منقول عن طريق الأغذية وذلك نتيجة الأغذية غير المأمونة التي يمكن الوقاية من معظمها.

وقد افتتح الحدث كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، السيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، وضمّ وزراء وخبراء لمناقشة استخدام مواصفات الدستور الغذائي وتأثيرها ودور العلم في وضع مواصفات سلامة الأغذية وتحويل نظمنا الزراعية والغذائية لضمان إنتاج أغذية كافية وآمنة ومغذية ومستدامة لكل شخص.

 

مواصفات الدستور الغذائي

تمّ اختيار موضوع حدث هذا العام ليتزامن مع الذكرى السنوية الستين لإنشاء هيئة الدستور الغذائي (المصطلح اللاتيني للدستور الغذائي) التي أنشأتها المنظمة ومنظمة الصحة العالمية، والتي تتولى وضع المواصفات الدولية لسلامة الأغذية وجودتها من أجل حماية صحة المستهلكين وتشجيع الممارسات المنصفة في تجارة الأغذية.

وقال السيد شو دونيو مخاطبًا الجمهور بالوسائل الافتراضية: "نحن بحاجة إلى فهم مشترك لهوية أغذيتنا وجودتها وسلامتها. وقد قامت هيئة الدستور الغذائي المشتركة بين المنظمة ومنظمة الصحة العالمية بوضع مثل هذا الدستور الغذائي".

"إنّ المنظمة تدرك الدور الحاسم للمواصفات الغذائية من أجل ضمان سلامة الأغذية، والمساعدة في حماية صحة الإنسان، وتسهيل الممارسات المنصفة في تجارة الأغذية، لا سيما مع استمرار نمو هذه التجارة. ولا يمكن للأغذية أن تكون آمنةً إلا إذا كان كل شخص يشارك في إنتاجها وتوزيعها وإعدادها يضمن سلامتها".

ويؤثر الدستور الغذائي على الجميع انطلاقًا من المستهلكين ومنتجي الأغذية ومجهزيها ووصولًا إلى الوكالات الوطنية لمراقبة الأغذية. ويشكل الدستور الغذائي أيضًا المواصفات المرجعية لمنظمة التجارة العالمية في ما يتعلق بسلامة الأغذية.

وتزود المنظمة ومنظمة الصحة العالمية، من خلال أمانة الدستور الغذائي، الأعضاء البالغ عددهم 189 عضوًا والذين يشكلون جزءًا منها، بمواصفات السلامة المستندة إلى العلوم، مثل تلك الخاصة بالمواد المضافة إلى الأغذية، أو مخلفات مبيدات الآفات أو الخطوط التوجيهية للتعامل مع مسألة مقاومة مضادات الميكروبات التي تنقلها الأغذية.

وأكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور Tedros Adhanom Ghebreyesus الذي سجل رسالة بالفيديو لهذه المناسبة، مجددًا التزام منظمته بالعمل مع منظمة الأغذية والزراعة للتأكّد من أن الجميع يستهلكون أغذية آمنة وصحية.

 

مناقشات الخبراء

تم تسليط الضوء على العمل الذي قامت به هيئة الدستور الغذائي والفرق الذي تُحدثه على أرض الواقع خلال حلقة نقاش رفيعة المستوى أدارتها نائب المدير العام للمنظمة، السيدة Maria Helena Semedo. وكان من بين المشاركين معالي السيد Francisco Gamboa Soto، وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة في كوستاريكا؛ والسيد Enio Civici، نائب وزير الزراعة في ألبانيا؛ والسيد José Emilio Esteban، وكيل الوزارة لسلامة الأغذية، وزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية الذين أعطوا وصفًا لأثر مواصفات الدستور الغذائي الخاصة بالأغذية في بلدانهم.

وأدارت السيدة Corinna Hawkes، مديرة شعبة النظم الغذائية وسلامة الأغذية في المنظمة، مناقشة ثانية للخبراء بشأن الدور الذي تضطلع به العلوم في وضع هذه المواصفات وتأثيرها على تحويل النظم الغذائية.

وبالإضافة إلى ذلك، وبمناسبة اليوم العالمي لسلامة الأغذية لعام 2023، أطلقت المنظمة صندوق أدوات مصممًا لمساعدة جميع العاملين في قطاع الأغذية على الالتزام بالمواصفات الدولية لنظافة الأغذية. ويستند صندوق الأدوات إلى مواصفات الدستور الغذائي ويوفر مجموعة من الخطوط التوجيهية والقواعد من خلال صفحة إلكترونية للمنظمة من أجل مساعدة العاملين في مجال الأغذية على التواصل بشكل أفضل مع السلطات المحلية المعنية بسلامة الأغذية لأغراض إنتاج أغذية آمنة وتجهيزها وتوزيعها.

ويشمل عمل المنظمة ومنظمة الصحة العالمية، مجموعة من القضايا لدعم سلامة الأغذية العالمية وحماية صحة المستهلك. وتعالج المنظمة قضايا سلامة الأغذية على طول سلسلة أنتاج الأغذية، في حين تشرف منظمة الصحة العالمية على العلاقات القوية مع القطاع الصحي العام وتحافظ عليها.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لسلامة الأغذية سنويًا منذ عام 2019، ويسعى هذا اليوم إلى استرعاء الانتباه وإلهام العمل من أجل المساعدة في الوقاية من المخاطر المنقولة عن طريق الأغذية والكشف عنها وإدارتها، والمساهمة في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان، والتنمية المستدامة.

 

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة