دينيّة
11 أيار 2014, 21:00

النائب عبد الكريم الدغمي يوجه رسالة الى البطريرك الراعي: لا تلتفت

(موقع عمون) كتب النائب عبد الكريم الدغمي - في الوقت الذي تتعرض له المنطقة لهجمة إرهابية شرسة يشنها متطرفون مدعومون من دول الغرب وعلى رأسها الإدارة الأمريكية بشكل أو بآخر، مباشر أو غير مباشر، عبر عملائهم في منطقتنا، ويتعرض من ضمن المنطقة مسيحيو الشرق إلى التهجير، والقتل وتدمير المعابد والكنائس والبيوت من خلال هذا الإرهاب الأعمى، يتخذ المناضل البطريرك بشارة الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، قراراً جريئاً بزيارة للأراضي المقدسة \"القدس الشريف \" بالتزامن مع زيارة البابا للمنطقة والقدس.
يتعرض البطريرك الراعي لهجمة غير منصفة على قراره هذا، بحجج واهية تتهاوى أمام الفوائد الإيجابية السياسية من الزيارة، ومنها أنه لا يجوز له القيام بهذه الزيارة، والقدس تحت الإحتلال الصهيوني، مما يشكل تطبيعاً.... ومن هذا الكلام، متناسين أن هناك في فلسطين ومن ضمنها القدس الشريف، شعباً قرر الصمود، ومواجهة العدو المحتل حتى تتحقق أمانيه المشروعة في بناء دولته على أرضه، وإستعادة هويته الوطنية الفلسطينية، التي حاول العدو الصهيوني طمسها، عبر الاحتلال والتهجير والقتل والتعذيب والتشريد خلال العقود السبعة الماضية.
 
هذا الشعب الذي ما زال صامداً، رغم الزمن العربي الرديء، وضياع المشروع النهضوي العربي، وتراجع قرار الحرب، بل وتراجع الحد الأدنى من التضامن العربي، وسقوط الجامعة العربية، وتدمير المقاومة الفلسطينية، يحتاج منّا إلى الدعم، ولو كان معنوياً فقط..
 
فهل نبخل عليه بالدعم المعنوي؟ والذي لا يكلفنا شيء!
 
فكيف نصف زيارات المسؤولين العرب له بأنها تطبيع؟ وبأي مقياس يقيس هؤلاء؟
 
إن البطريرك الراعي، والذي أعـاد بحق وحقيق البعـد العروبي للكنسية المارونية، والذي لا يستطيع أحد أن يشكك في عروبته أو وطنيته، فضلاً عن أنه خير من يتفهم التعايش الأخوي في منطقتنا بين المسلمين والمسيحيين – وهو لا يحتاج لشهادة مني أو من غيريقد إتخذ قراره الصائب والمناسب في الوقت الذي يحتاج الأهل في فلسطين لزيارة منه ومن أمثاله لدعم صمودهم على أرضهم في وجه الصلف الصهيوني، بل وعلى كل المسؤولين العرب الذين لا يخشون أحد، أن يحذوا حذوه، وأن يقوموا بمثل هذه الزيارة، فأهلا بك في فلسطين العز والتاريخ والصمود والمقدسات.
 
وإمضٍ يا غبطة الكبير، ولا تلتفت إلى كل الأصوات النشاز، فالله معك، وعليك السلام، ولك المحبة.
 
* رئيس مجلس النواب الاردني سابقاً
عضو البرلمان العربي