دينيّة
20 تموز 2017, 12:56

النبيّ إيليا : أوّلُ صانعٍ للمُعجزات...

يحتفل المسيحيونَ في العِشرينَ من شهرِ تموز من كلِّ عام بعيد مار الياس، الذي اعتادوا تسميتَهُ مار الياس الحيّ، كأنّه لم يَمُتْ، بل صَعِد إلى السماء في مركبةٍ نارية وهو لا يزال حيّاً ينتظرونَ مجيئَهُ إلى الأرض.

 

إيليا النبي ظهر فجأةً وغاب فجأةً لم يُعرَفْ أين دُفِن، إلا أن ايليا كان رجلاً في نار في الدّفاعِ عن عبادةِ اللهِ الواحد تِجاهَ كهنةِ بَعل، ومحامياً عن الصّغار كما فعل مع نايوت اليزرعيلي فهدّد الملكَ بالعِقاب، ولم تتوقفْ رسالتُهُ بموتِه بلِ امتدّت في شخصِ تلميذِه أليشاع.

لكن تبقى قوّةُ هذا النبي نابعةً من حياةٍ قريبةٍ من الله وخصوصًا اللّقاءُ الذي حصل في جبلِ حوريب حيث حضرَ الله عبرَ زلزالٍ ونار وكلّمَهُ في نَسيمٍ لطيف.

صعودُ ايليا حصل في العاصفة وليس في المركبة النارية التي هي خاصّةٌ بالله. والنّارُ في الكتابِ المقدّس تدلُّ على الله. إن اللهَ نارٌ آكلة فكيف نسمحُ لأنفسِنا أن نقول إن ايليا صعِد في المركبة النارية؟

لم يصعدْ ايليا الى المركبة النارية، لكن المركبةَ النارية فَصلت بين ايليا واليشاع  فأخذ الأولَ الذي مات وترك الثاني الذي ظل على قيدِ الحياة. هذا ما قاله السيدُ المسيح حين تحدَّث عن مجيءِ ملكوتِ الله: "يكون في تلك الليلةِ رَجَلان على سريرٍ واحد يؤخذ الواحدُ ويُتركُ الآخر.

هكذا جاز اللهُ ايليا فأخذهُ اليهِ في مَجد، لانه كان أميناً للإلهِ الواحدِ الحيّ. وبذلك كان إيليا أوّلَ صانعٍ للمعجزات: تكثيرُ الزيتِ والدقيق في بيتِ أرملة في صَرْفَتِ صيدا.

النبيّ إيليا هو أوّلُ من أقام مَيتا": أعجوبةُ ابنِ الأرملة بعد أن مات.هو أولُ من اختفى في البرية للصومِ والإمساك حتى يعودَ الى رسالتِهِ في مواجهةِ الأخطار.هو أولُ ناسكٍ وأولُ متوحّدٍ ذاق لَذةَ اللقاءِ والعيشِ مع الله.هو أولُ في خلق مدرسةَ الأنبياء فكان له التلاميذ ومنهم اليشاع.هذا ما جعل من الكنائسِ المسيحيةِ كافةً تُطلقُ اسمَ مار الياس الحي على كنائسِها، اذ تحتل كنائسُ مار الياس المرتبةَ الثانية بعد كنائسِ السيّدة العذراء.