لبنان
01 تموز 2025, 05:00

الورشا احتفل بقدّاس توليته على نيابة جونيه والرّاعي بارك خدمته الجديدة

تيلي لوميار/ نورسات
ببركة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي وحضوره، احتفل المطران يوحنّا رفيق الورشا بقدّاس توليته على كرسيّ نيابة جونية من الأبرشيّة الطريركيّة المارونيّة، مساء الأحد، في كاتدرائيّة سيّدة العطايا- أدما، تزامنًا مع عيد القدّيسين بطرس وبولس.

حضر القدّاس أيضًا: بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، وكاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، والسّفير البابويّ في لبنان المطران باولو بورجيا، ولفيف من المطارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات من مختلف الأبرشيّات  والرّهبانيّات المارونيّة، وجمع غفير من المؤمنين.

وللمناسبة، كانت للرّاعي كلمة جاء فيها: "إنّ نيابة جونية البطريركيّة، في عيد كبير اليوم، أوّلًا، عيد القدّيسين الرّسولين بطرس وبولس، وعيد تولّي سيادة أخينا المطران يوحنّا رفيق الورشا على النّيابة البطريركيّة في جونية.

سيّدنا رفيق، معروف منكم جميعًا، هو إبن هذه الأبرشيّة، الّذي عاش فيها وخدمها، ومنها انطلق بالدّعوة الأسقفيّة.

المطران رفيق، تعرفونه مثل ما نعرفه نحن وأكثر، رجل فضيلة، رجل علم، رجل تواضع، رجل حوار، رجل متفهّم، هادئ طوال الوقت وهذا يميّزهُ.

نحن اليوم بعيد تولّيه على النّيابة البطريركيّة، نجتمع كي نستقبله ونبارك له وكي نصلّي له، والرّبّ يبارك أعماله ويبارك خدمتهُ، لأنّها خدمة كنسيّة مهمّة وكبيرة، استعدّ لها بكلّ مراحل حياته. وآخرها منذ ثماني سنوات، حيث كان معتمدًا بطريركيًّا لدى الكرسيّ الرّسوليّ ورئيس المعهد الحبريّ في روما. إكتسب الكثير من الخبرة والفضيلة والمعرفة. هذا جزء من كثير سيضعه في خدمة الأبرشيّة.

وفي هذه المناسبة، يسعدني أن أوجّه كلمة شكرٍ كبيرة لسيادة أخينا المطران أنطوان نبيل عنداري على ثماني عشر عامًا على خدمة النّيابة البطريركيّة بكثير من التّفاني والخبرة والتّواضع والعطاء. شكرًا على خدمتكم وشكرًا لكلّ ما فعلتم خلال هذه السّنوات الثّمانية عشر الّتي كانت غنيّة بالأعمال الّتي قمت بها بتفان وبالاتّكال على عطيّة المسيح والرّوح القدس.

نقول للمطران يوحنّا رفيق الورشا النّائب البطريركيّ العامّ على أبرشيّة جونية أهلًا وسهلًا بك سيّدنا، وفّقكم الرّبّ ورافقكم في كلّ أعمالكم. آمين."

أمّا الورشا وفي عظته، فأشار إلى إعلان القدّيس بطرس عن هويّة الرّبّ يسوع كالمسيح ابن الله الحيّ، مؤكّدًا على حقيقة يسوع الإنسان والإله، وتاريخه الإلهيّ الّذي يدخل في تاريخ البشريّة ويقيم عهد محبّة معهم. كما تطرّق إلى القدّيس بولس الّذي حمل البشرى السّارّة للعالم بقلب ممتلئ بحضور المسيح.

شارك المطران يوحنّا رحلته الرّوحيّة، مشيرًا إلى دعوة الرّبّ له للحياة الكهنوتيّة والأسقفيّة من خلال عائلته والكنيسة، وشكره لله على اختياره لخدمة شعبه في نيابة جونية. وذكّر أنّ شعاره لهذه المهمّة هو "فرح وسلام"، والّذي يمثّل خارطة طريق يسعى لتحقيقها في رعاية شعب الله.

لتحقيق هذه الرّوحيّة، بلور المطران يوحنّا خمسة عناصر أساسيّة:

السّهر على الإيمان ونقل البشرى السّارّة: الأسقف هو حارس القطيع والسّاهر على صحّة الإيمان والمدافع عنه، ويسعى لنقل البشرى السّارّة بفرح ورجاء.

الأبوّة الرّوحيّة: تتركّز هويّة الأسقف في الأبوّة الرّوحيّة المستمدّة من الله الآب، والّتي تعكس الرّحمة والحنان والتّأديب، وتهتمّ بتأمين عيش كريم للكهنة.

العمل معًا من أجل الوحدة: يعمل الأسقف على بثّ روح الوحدة ومدّ الجسور وتعزيز الحوار في مجتمع يعاني من الانقسامات، ويسعى لإشراك الجميع دون إقصاء.

الشّهادة للحقيقة: ينبغي على الأسقف أن يبشّر بالحقيقة المستقاة من كلمة الله والتّقليد الكنسيّ، ويسعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الشّفافيّة والاستقامة.

الرّاعويّة الاجتماعيّة: يلتزم المطران بتكريس مساحة واسعة لخدمة المحبّة والتّضامن، والوقوف إلى جانب المتألّمين والمهمّشين والفقراء.

كما كانت للأسقف الجديد كلمة شكر عبّر فيها عن امتنانه لرئيس الجمهوريّة وللبطاركة الحاضرين، وعلى رأسهم الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الّذي منحه الثّقة وأسند إليه مسؤوليّات متعدّدة. كما شكر المطران أنطوان نبيل العنداري سلفه، والمثلّث الرّحمة المطران شكر الله حرب، وعبّر عن تقديره للسّفير البابويّ في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، والمونسنيور جيوفاني بيتسييري وكلّ السّادة الأساقفة والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات والكهنة والرّهبان والرّاهبات والمؤمنين وأنهى العظة بشكر كلّ من ساهم في إنجاح الاحتفال بكلمات روحيّة عميقة نابعة من روح أبويّة مبنيّة على الرّجاء والفرح والسّلام.

وإختتم الورشا كلمته بالصّلاة قائلًا:" أسال الرّبّ يسوع راعي الرّعاة أن يهبني روحه القدّوس لكي أكون راعيًا صالحًا على وفق قلبه على مثال بطرس وبولس، وكيلًا أمينًا على قطيعه.

وأستمطر شفاعة سيّدة العطايا شفيعة النّيابة، أن تُمسك بيدي وتشفع لجميع كهنتها ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها ومؤمناتها وجميع اللّجان العاملة فيها والمنظّمات والجماعات، آمين."