صحّة
26 شباط 2021, 12:35

اليونسكو تدعو إلى اعتبار اللّقاحات المضادّة لمرض كوفيد-19 منفعة عامّة عالميّة

تيلي لوميار/ نورسات
دعت لجنة اليونسكو الدولية لأخلاقيات البيولوجيا واللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية إلى تغيير المسار فيما يتعلق بالاستراتيجيات الحالية للقاحات المضادة لمرض "كوفيد-19"، وحثَّتا على معاملة اللقاحات كمنفعة عامة عالمية بغية ضمان توفيرها بإنصاف في جميع البلدان، حتى لا تقتصر على تلك التي تدفع السعر الأعلى للقاح. وتملك اللجنتان سجلاً كبيراً حافلاً بتقديم الإرشادات الأخلاقية في مسائل حسَّاسة*.

وقد قُدِّم هذا البيان إبَّان فعالية افتراضية أقيمت في 24 شباط/فبراير، وجمعت كلاً من هيئتي اليونسكو المعنيتين بالأخلاقيات، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، والبروفيسور جيفري ساكس من جامعة كولومبيا.

وقد أمَّنت بعض البلدان المتقدمة ما يكفي من جرعات اللقاح لحماية شعبها بالكامل مرتين أو ثلاثاً أو حتى خمس مرات، بينما تُركت بلدان الجنوب خلف الركب. وكما تبدو الأمور اليوم، فإنَّ سكان العديد من البلدان المتقدمة لن يأخذوا اللقاح حتى وقت متقدم من عام 2022. وحظيت الإعلانات الأخيرة التي أصدرتها مجموعة الدول السبع بالترحيب، غير أنَّها تحتاج إلى تحويلها إلى تسليم فعلي للقاحات إلى البلدان النامية.

وفي المقابل، دعا البروفيسور ساكس صندوق النقد الدولي إلى السماح للبلدان النامية بالاعتماد على حقوق السحب الخاصة من أجل تمويل تطوير اللقاحات، مضيفاً أنَّه ينبغي للبلدان المتقدمة إظهار المزيد من التضامن والمساهمة في تمويل مرفق كوفاكس.

 

شدَّد البيان الصادر عن لجنة اليونسكو الدولية لأخلاقيات البيولوجيا واللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية، على الرسائل الرئيسية الثلاث التالية:

أولاً، تقع على كاهل الصناعات الدوائية مسؤولية مشاركة الملكية الفكرية التي حصلت عليها بدعم حكومي، حتى يتمكن المصنّعون في جميع البلدان من توفير إمكانية الانتفاع باللقاح للجميع، وينبغي اعتبار هذا اللقاح منفعة عامة عالمية. وشدَّدت اللجنتان أيضاً على مسؤولية الصناعات الدوائية في الاستثمار في مصانع قادرة على إنتاج اللقاحات بأكبر فعالية ممكنة، وتيسير توزيعها على وجه السرعة حيثما توجد الحاجة إليها.

ثانياً، تقول اللجنتان إنَّه لا يمكن اعتبار المعيار الأخلاقي الوحيد هو عودة اللقاحات بالنفع على أكبر عدد ممكن من الأشخاص، إذ يجب أن تؤخذ في الحسبان أيضاً معايير المساواة والإنصاف والحماية من الضعف والمعاملة بالمثل والمصالح الفضلى للأطفال. وإلى جانب ذلك، يتعين أن تُتخذ القرارات بشأن التوزيع العادل وتحديد الفئات ذات الأولوية، استناداً إلى نصيحة مجموعة متعددة التخصصات مؤلفة من خبراء في مجالات أخلاقيات البيولوجيا والقانون والاقتصاد وعلم الاجتماع إلى جانب العلماء.

ثالثاً، تعتبر اللجنتان أنَّ استراتيجيات التلقيح ينبغي أن تقوم على أساس نموذج غير إلزامي وغير عقابي، قائم على الإعلام والتثقيف، بما في ذلك التحاور مع أشخاص مترددين في أخذ اللقاح أو معادين له، ولا ينبغي أن يؤثر رفض التلقيح في الحقوق الأساسية للأفراد، ولا سيما في حقهم بالانتفاع بالرعاية الصحية أو التوظيف.

كما يغطي البيان قضايا أخرى من قبيل التعاون الدولي بين جميع القطاعات التي تعمل على التصدي لجائحة "كوفيد-19" من أجل مشاركة فوائد الأبحاث التي يضطلعون بها؛ والمسائل المتعلقة بالاستدامة التي تساعد على ظهور أمراض حيوانية المصدر؛ والثقة في العلم وسلطات الرعاية الصحية؛ والحاجة الماسة إلى التحاور بين العلم والأخلاقيات والسياسات والمجتمع المدني.

*لليونسكو سجل كبير حافل بتقديم الإرشادات الأخلاقية في مسائل حسَّاسة، وهو يتضمن الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان، والإعلان عالمي بشأن المجين البشري وحقوق الإنسان.   

 

المصدر: اليونسكو