متفرّقات
22 أيلول 2021, 12:15

اليونسكو تدق ناقوس الخطر: 117 مليون طالب في العالم لا يزالون خارج المدرسة

تيلي لوميار/ نورسات
بعد مضيّ عام ونصف على تسبّب جائحة كوفيد-19 بموجة إغلاقات منقطعة النظير في مدارس العالم، تمكّن العديد من الطلاب من استئناف تعليمهم الوجاهيّ، بيد أنّ ملايين آخرين لا يزالون ينتظرون دورهم في العودة إلى المدارس. فتحت المدارس أبوابها بالكامل في 117 بلداً لاستقبال خليط من الطلاب يصل عددهم إلى 539 مليون طالب موزّعين بين مراحل التعليم قبل الابتدائي والتعليم الثانوي. ويُمثّل هذا العدد 35% من إجمالي عدد الطلاب في العالم، مقارنة بـ16% من الطلاب الذين عادوا إلى المدارس في شهر أيلول/سبتمبر 2020 حينما أُعيد فتح المدارس في 94 بلداً فقط.

لا يزال 117 مليون طالب، أي 7.5% من إجمالي عدد الطلاب في العالم، متأثرين بموجة إغلاق المدارس بالكامل في 18 بلداً. وانخفض عدد البلدان التي أبقت على مدارسها مفتوحة جزئياً من 52 إلى 41 إبّان الفترة ذاتها. وظلت المدارس موصدة الأبواب لفترة مجموعها 18 شهراً في خمسة بلدان يبلغ عدد طلاب المدارس فيها 77 مليون طالب. وفي كافة البلدان التي شهدت تمديد الإغلاق الكامل للمدارس، كان التعليم يُقدّم عبر خليط من الفصول الدراسية عبر الإنترنت والمناهج المطبوعة، فضلاً عن الدروس التي كانت تُبث عبر قنوات التلفاز ومحطات الإذاعة.

وما فتئت اليونسكو وشركاؤها في التحالف العالمي للتعليم تنادي بإعادة فتح المدارس على نحو آمن، وتحثّ على عدم اللجوء إلى الإغلاق الكامل إلّا كملاذ أخير.

شهدت مدارس العالم أجمع منذ تفشي الجائحة موجة إغلاقات كاملة استمرت على مدار 18 أسبوعاً (أي 4.5 أشهر)، ومع أخذ فترات الإغلاق الجزئي (حسب المنطقة / المستوى التعليمي) في الحسبان، فإن متوسط مدّة الإغلاق يصل إلى 34 أسبوعاً (8.5 أشهر) في جميع أنحاء العالم، أو ما يقرب من عام دراسيّ كامل.

أسفرت فترات الإغلاق المطوّلة والمتكرّرة للفصول الدراسية والمدارس خلال العامَين الأكاديميين المنصرمين عن تكبّد خسائر تعليمية وارتفاع معدلات الانقطاع عن التعليم، الأمر الذي أثّر في الطلاب الأشدّ ضعفاً أكثر من غيرهم.

توخّت المدارس في معظم البلدان جملة من البروتوكولات الصحيّة التي تقضي بارتداء الكمامات واستخدام معقمات اليدين وتحسين التهوية والحرص على التباعد الاجتماعي. وكانت هذه البروتوكولات غاية في الأهمية بغية إعادة فتح المدارس العام الماضي. واعتمدت بعض المدارس آلية فحص واسعة النطاق، مع الحرص على إغلاق الفصول أو المدارس مؤقتاً بمجرّد اكتشاف الفيروس.

وكان ارتفاع معدلات تلقي التطعيم في صفوف عامة السكان وفي صفوف المعلمين أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت في إعادة فتح المدارس. وحرص ما يقرب من  80 بلداً على إيلاء الأولوية إلى تطعيم المعلمين، وهو ما سمح بتطعيم زهاء 42 مليون معلّم. وفي قلّة قليلة من البلدان، اعتُبر تطعيم الطلاب الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً عاملاً في تحديد إمكانية إعادة فتح المدارس بالكامل. وفي بداية حملات التطعيم، حثّت اليونسكو والرابطة الدولية للتعليم البلدان على اعتبار المعلمين مجموعة ذات أولوية في الخطط الوطنية بغية الحد من انتشار الفيروس وحماية المعلمين والطلاب وضمان استمرار عملية التعليم.

وتحافظ التدابير الإصلاحية الرامية إلى تسريع تدارك خسائر التعلم على مكانتها كمكوّن أساسي من مكوّنات خطط الاستجابة التعليمية الوطنية التي تضطلع بها بلدان العالم لمواجهة كوفيد-19. ولا يزال الاتصال وسدّ الفجوة الرقمية من الأولويات الرئيسية في بناء قدرة النظم التعليمية على الصمود وتوفير فرص التعلّم الهجين. وضمّت اليونسكو جهودها إلى جهود كلّ من اليونيسف والبنك الدولي في إطار مهمة مشتركة بعنوان "تعافي التعليم 2021" بغية دعم الحكومات في إعادة جميع المتعلّمين إلى المدرسة والاضطلاع ببرامج تساعدهم على تعويض الخسائر التعليميّة وإعداد المعلمين لمساعدتهم في ذلك ودمج التكنولوجيا الرقمية في آليات التدريس المستخدمة.

وفي إطار الدعوة إلى إعادة فتح المدارس، شاركت اليونسكو في إحدى حملات اليونيسف التي تقضي بتجميد أي محتوى لا علاقة له بالتعليم عبر منصات التواصل الاجتماعي لمدّة 18 ساعة، وكان ذلك في 16 أيلول/سبتمبر.

 

المصدر: اليونسكو