لبنان
02 حزيران 2016, 17:18

بسترس منح رياض سلامة وسام ابرشية بيروت المذهب: سلمتكم الدولة 5 وزنات فضاعفتموها بحكمتكم وامانتكم

كرم متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيريلس سليم بسترس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومنحه وسام أبرشية بيروت المذهب خلال حفل غداء أقامه على شرفه عند الثانية من بعد ظهر اليوم، في دار المطرانية المتحف.

 

 

حضر الاحتفال وزير السياحة ميشال فرعون، السفير البابوي غابريللي كاتشيا، النائبان نعمه طعمه وطوني أبو خاطر، الوزير السابق ريمون عوده، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، المدير العام لوزارة الإتصالات ناجي اندراوس، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، عضو المجلس العسكري في الجيش اللبناني اللواء جورج شريم، المفتش العام في قوى الأمن الداخلي العميد جوزف كلاس، رئيس منطقة جبل لبنان العميد جورج خميس ، مدير مكتب اللواء ابراهيم بصبوص العميد ايلي برادعي، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز شارل عربيد، رئيس جمعية شركات الضمان روجيه زكار، رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف، عضو المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك دايفيد عيسى وأعضاء المجلس الأعلى والمجلس الأبرشي وعدد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية.

عيسى
وألقى عيسى كلمة قال فيها: "نكرم رياض سلامة الانسان الذي لازمته صفات ومزايا شخصية فكان رجل أخلاق ومبادىء وتحلى دائما بالتواضع، وكان كلما ازداد نجاحا وتألقا ازداد تواضعا، لكنه لم يضعف يوما أمام ترهيب أو ترغيب. نكرم ثانيا رياض سلامة مهندس السياسة النقدية، ومخترع الحلول لكثير من المآزق المالية والاقتصادية، الحاكم الثاقب النظرة والرؤية، المتمتع بمصداقية ورصانة، الحائز على اكبر الجوائز العالمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر جائزة افضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، وكان يومها اصغر حاكم مصرف مركزي في العالم في السن، ثم نال بعدها جائزة افضل حاكم مصرف مركزي في العالم تسلمها في سنغافورة عام 2006، لكن الجائزة الاحب الى قلبه والوسام الاكبر الذي يزين صدره هما ثقة ومحبة واعجاب واحترام اللبنانيين له على مختلف طوائفهم وميولهم السياسية".

أضاف: "رياض سلامة لم يبق في موقعه فقط، وانما استوطن قلوب اللبنانيين وعقولهم فحاز على محبتهم ومحضوه ثقتهم، وهذا نادرا ما يحصل مع مسؤول في الدولة، ونادرا ما تكون هناك ثقة عمياء ومحبة بين الناس وبين من يعمل في الشأن العام في لبنان.
وهنا، واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من طرح بعض الأسئلة التي ترد في اذهان معظم اللبنانيين. لماذا لم تتزعزع الثقة يوما بمصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة منذ تسلمه الحاكمية؟ ولماذا بقي رياض سلامة وحده الثابت بين متغيرات؟ لماذا بقاء رياض سلامة على رأس مصرف لبنان لسنوات وعقود، واتفاق كل القوى السياسية في ما بينها على أنه لا غنى عنه، رغم خلاف هذه القوى على كل شيء في البلاد ما عدا الابقاء على هذا الرجل في موقعه على رأس اهم مؤسسة في لبنان؟ ما هو سر صمود وثبات الليرة اللبنانية ومناعة القطاع المصرفي حتى غدا العمود القوي للاقتصاد اللبناني في حين أن أغلبية القطاعات الأخرى لم تسلم من مشاكل وضغوط ومتاعب واهتزازات حتى لا نقول غير ذلك؟ ما هي الأسباب والعوامل التي حيدت لبنان عن الأزمات المالية والنقدية العالمية بدءا من عام 2008؟ هذه الأزمات التي نالت من أنظمة مالية ومصرفية في أكثر الدول تطورا وازدهارا الولايات المتحدة الاميركية واصابت بشظاياها انظمة مالية في دول اوروبية وعربية ولكنها لم تستطع ان تنال من النظام اللبناني وتخرق خصوصيته ومناعته. ما هو هذا السر؟ وما هو السبب في ذلك؟".

وختم: "السر ليس سرا، والسبب في كل ذلك ليس خفيا، انه بكل بساطة رياض سلامه الحاكم الإستثنائي ورجل الثقة عند اللبنانيين، والذي انتزع اعترافا دوليا من أعلى المراجع المالية والنقدية الدولية بحكمته ومهارته وحرفيته العالمية، فكان علما لبنانيا في كل المحافل وعلامة مضيئة ومشرقة في سمائنا المعتمة. رياض سلامة كان وما زال وسيبقى رمزا من رموز التفوق والتميز اللبناني وشخصية استثنائية نادرة في عالم المال والنقد".

بسترس
من جهته، قال بسترس: "قال السيد المسيح: من هو العبد الأمين الحكيم الذي اقامه سيده على اهل بيته ليعطيهم الطعام في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يفعل هكذا. الحق اقول لكم: انه يقيمه على جميع امواله. هكذا يتكلم يسوع عن دور الإنسان والمجتمع، ويطلق عليه صفتين هامتين: الأمانة والحكمة: من هو العبد الأمين الحكيم". وهاتان الصفتان هما لخدمة الناس. فالإنسان لم يخلقه الله ليعيش وحده، ولا ليسخر كل شيء لمصلحته الخاصة، بل ليعطي اهل بيته الطعام في حينه. ثم يضرب مثل الوزنات ليؤكد مسؤولية الإنسان في استثمار المواهب التي يعطيها اياه الله. فيقول: "يشبه ملكوت السماوات انسانا مسافرا دعا عبيده وسلمهم امواله، فأعطى واحدا خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة، كل واحد على قدر طاقته. وسافر للوقت. فمضى الذي اخذ خمس وزنات وتاجر بها، فربح خمس وزنات أخرى. وهكذا الذي اخذ وزنتين أخريين. اما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وطمر فضة سيده. وبعد زمن طويل، اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم، فتقدم الذي اخذ خمس وزنات أخرى قائلا: يا سيدي، خمس وزنات سلمت الي، وهذه خمس وزنات أخرى قد ربحتها فوقها. فقال له سيده: احسنت ايها العبد الصالح والأمين. لقد كنت امينا على القليل فسأقيمك على الكثير. ادخل فرح سيدك. وكذلك، فعل الذي اخذ الوزنتين، ثم تقدم الذي اخذ الوزنة الواحدة، وقال: يا سيدي عرفت انك قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم بتذر، فخفت ومضيت وطمرت وزنتك في الأرض، فهوذا ما لك عندك. فأجاب سيده وقال له: ايها العبد الرديء الكسلان، عرفت اني احصد حيث لم ازرع، واجمع من حيث لم ابذر، فكان عليك ان تسلم فضتي الى الصيارفة، حتى اذا قدمت استرد مالي. فخذوا منه الوزنة واعطوها لمن له الوزنات العشر، فإن من له يعطى ويزاد ومن ليس له يؤخذ منه، والعبد البطال القوة الى الظلمة الخارجية فهناك يكون البكاء وصريف الأسنان".

أضاف: "سعادة الحاكم إن الدولة اللبنانية قد سلمتكم خمس وزنات، فضاعفتم هذه الوزنات بحكمتكم وامانتكم. وقمتم بمبادرات متنوعة لتشجيع الإستثمارات في لبنان، ومن بين هذه المبادرات التعميم رقم 331 من مصرف لبنان، والذي اجاز للمصارف العاملة في لبنان، استثمار ما يصل الى 3 بالمئة من اموالها الخاصة في رؤوس اموال الشركات الناشئة العاملة في اقتصاد المعرفة، اي ما يقارب نصف مليار دولار اميركي، فهذا التدبير، الى جانب تدابير اخرى، مماثلة نرجو انه سيساعد على استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب. وإضافة إلى دعمكم للقوانين والأنظمة المالية التي سمحت بإبقاء لبنان منخرطا في العولمة المالية، عملتم على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تهدف فعليا الى خلق فرص عمل. كما انكم من خلال دعمكم للقروض السكنية وقروض التعليم، قد اسهمتم في الإستقرار الإجتماعي وتحفيز الشباب على البقاء في لبنان وعدم الهجرة، وأمنتم للأجيال القادمة فرصا متساوية في التأسيس للمستقبل".

وختم: "تقديرا لما قمتم به من اجل استقرار الوضع المالي في لبنان، ومن اجل حماية سمعة هذا الوطن ونزاهته، يسرنا ان نمنحكم وسام ابرشية بيروت المذهب وندعو لكم بالتوفيق وبدوام الأزدهار".

سلامة
ورد سلامة بكلمة قال فيها: "من دواعي سروري ان ألتقي اليوم في هذه الدار الكريمة مع كوكبة من قيادات وشخصيات طائفة الروم الكاثوليك. يغمرني شعور بالفرح والإمتنان في مطرانية بيروت وجبيل وتوابعهما، وفي هذا الصرح الديني والوطني الذي لعب دورا اساسيا في تاريخ لبنان الحديث. وإني أشكر صاحب السيادة المطران بسترس الكلي الوقار راعي هذه الأبرشية على دوره كمرجع ديني روحي، في التمسك برسالة الإنفتاح والحوار والإعتدال والتسامح، وفي بث روح الأمل والتفاؤل رغم كل الصعاب والمحن في الدفاع عن كل القضايا المحقة من منطلق السعي الى تأمين العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية".

أضاف: "المطران بسترس شخصية دينية فذة، وهو متميز بفكر ثاقب ومعرفة وثقافة واسعة الإطلاع وحكمة وتبصر وبعد رؤية مستقبلية، هو المنتمي عقلا وروحا، قلبا وقالبا، الى لبنان وطنا ومجتمعا وكنيسة، ساعيا من دون ملل في كل مراحل الحرب الى دعم شرعية الدولة وتأمين الإنصهار الوطني، ونسج علاقات الود والإحترام مع كل الطوائف والمقامات الأخرى. المطران بسترس يقف على رأس طائفة كريمة عريقة في بيروت العاصمة وجبل لبنان الأشم، طائفة جذورها ضاربة في الأرض والتاريخ، اعطت لبنان الكثير من الرجال العظماء والكبار المبدعين واسهمت بشكل فعال في نهضته الثقافية الحضارية، وفي نشر دور لبنان كوطن ورسالة. فكان لطائفة الروم الكاثوليك الدور البارز في صناعة تاريخ لبنان ومجده وفي اغناء حضوره وتنوعه واقتصاده".

وتابع: "وما نأمله هو أن تحصل هذه الطائفة المقدامة والعزيزة، تقديرا لدورها ومكانتها، على حقوقها، وما يضمن مصالحها ودورها كمكون رئيس في المكونات اللبنانية وصاحبة دور ريادي في كل المجالات والقطاعات".

وأردف: "عندما تكرمون مصرف لبنان من خلالي، فإن هذا فعل ثقة وايمان بلبنان ومستقبله، وتمسك بالدولة اللبنانية ومؤسساتها التي تعمل وتعطي وتنتج، رغم كل الصعوبات التي تواجهها القيود المفروضة عليها. نحن ايماننا قوي وراسخ بلبنان، وثقتنا قوية وراسخة بنظامه المالي والمصرفي الذي اثبت مناعة وحصانة وقدرة فائقة على مواجهة التحديات والتكيف مع الأزمات. ان وضعنا المالي والنقدي قوي ومتين، وان قطاعنا المصرفي في وضع صحي وسليم. الليرة اللبنانية مستقرة والفوائد كذلك. وإن التزام مصرف لبنان بالمصحلة الوطنية العليا هو التزام ايضا بالقرارات والإتفاقات الدولية وبتطبيق المعايير التي تحكم عمل المصارف والنظام المالي العام".

وختم: "إن مبادرتكم يا صاحبة السيادة تركت في نفسي أثرا كبيرا، وإن الوسام الذي زين صدري، سيزيدني اعتزازا وشعورا بالوفاء لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، هذه الطائفة العزيزة والعريقة. شكرا لجميع الذين شاركوا في هذه المناسبة فردا فردا، شكرا لأصحاب المعالي الوزراء ولسعادة النواب، ولسعادة السفير البابوي شكرا لصاحب الدعوة سيادة المطران كيرلس سليم بسترس ولمجلس ابرشية بيروت هذا التكريم". 


وقدم سلامة هدية تذكارية من مصرف لبنان من ضمن الميداليات التذكارية إلى المطران بسترس.