ثقافة ومجتمع
02 تشرين الثاني 2020, 14:00

بعد أوّل "شتوة"... صلاة من أجل بيروت المنكوبة

ماريلين صليبي
تبدّل الجوّ، غمرت الغيوم السّماء، خجلت الشّمس وانطوت، لمع البرق، صرخ الرّعد، وانهالت خيطان المطر، ها هو الشّتاء يُنذر بقدومه...

العاصفة الأولى هذا الشّتاء حلّت، لكنّ الخبر ليس هنا، فالمطر طبيعيّ في هذا الموسم من العام، ولكن ما هو غير طبيعيّ، هو أن يهطل المطر فوق منطقة بيروت المنكوبة.

هي عائلات لم يكفِها هول الانفجار الذي سبّب بجرح الآلاف وغياب مئات الضّحايا، بل دفع بها نحو المجهول وشرّدها تاركًا إيّاها من دون مأوى، من دون سند، ومن دون سقف.

هي أمطار نزلت بغزارة على بيوت مدمّرة وعائلات مشرّدة، أمطار أشبه بالنّقمة إذ أتت لتزيد الطّين بلّة وتترك عائلات بيروت المنكوبة وحيدة وسط الرّكام والدّمار والمطر.

منازل بلا سقف، بيوت بلا جدران، عائلات بلا ملجأ، أطفال بلا حضن دافئ، والمطر الذي أتى خجولًا هذه اللّيلة، سيأتي أقوى وأقسى في الأيّام الآتية منقضًّا على العائلات بشراسة تاركًا إيّاها وسط نهر من الأحزان وشلّال من المشاكل، جاعلًا من بيروت مستنقعًا كبيرًا يفيض ويلات ومصائب.

من أجل أبناء بيروت المنكوبة نرفع الصّلوات، على نيّة هؤلاء الذين يبيتون حاليًّا في خيم عاجزة عن ردع غزارة المطر نصلّي، من الرّبّ نطلب أن يخفّف من وطأة الشّتاء عليهم، فتتيسّر أحوالهم المادّيّة ليتمكنّوا من ترميم بيوتهم قبل هطول المطر المقبل.

نطلب من الرّبّ أن يغدق على المسؤولين والمعنيّين الوعي والضّمير ليتطلّعوا على حال متضرّري الانفجار، فتتسرّع أعمال التّرميم وتنهض بيروت مجدّدًا من حزنها القاتم.

يا يسوع، أفض نِعمك على أبنائك الأبرياء، أرح قلوبهم الملتهبة من نار الحزن، ولا تردّ آمالهم في استعادة أفراح الماضي والعيش مجدّدًا تحت سقف يأويهم.

وفي تذكار الموتى، نصلّي يا ربّ على نيّة ضحايا الانفجار، لتعزّي قلوب أهلهم المفجوعين، وترحم أرواحهم البريئة والطّاهرة، وتدخلهم مجدك السّماويّ فيكونون ملائكة حارسة لبلدهم لبنان.