لبنان
27 آب 2018, 05:00

بعد المجر وإيطاليا، البطريرك الرّاعي في بيروت

عاد البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي مساءً إلى بيروت قادمًا من روما بعد جولة كان بدأها بزيارة رسميّة وكنسيّة إلى المجر، انتقل بعدها إلى إيطاليا حيث شارك في أعمال الشّبكة الدّوليّة للمشرّعين الكاثوليك (ICLN) بصفته رئيس شرف وراع لها، مع رئيس أساقفة فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن واللّورد البريطانيّ دافيد ألتون.

 

وقد ألقى الرّاعي كلمة تقديمها أمام البابا فرنسيس يوم الأربعاء 22 آب/ أغسطس في الفاتيكان، طالبًا بركته لأعمال مؤتمرها السّنويّ الّذي عقد في مدينة فراسكاتي في إيطاليا من 22 إلى 26 الجاري بعنوان: "الحرّيّة الدّينيّة وحرّيّة الضّمير والمعتقد" في واقع الغرب المتعلمن، وفي واقع الشّرق مع الإسلام.

كما كانت كلمة لرئيس المجموعة الدّكتور كريستيان ألتين فون غوزو الّذي تحدّث عن موضوع المؤتمر ثمّ كانت كلمة للبابا أشار فيها إلى الأوضاع الصّعبة الّتي يعيشها المسيحيّون في عالم اليوم، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على أتباع الأقلّيّات الدّينيّة الّتي تعاني جرّاء تنامي الأصوليّة والتّطرّف. كما أنّ انعدام التّسامح ولّد أوضاعًا من التّمييز والمضايقات والاضطهاد الّتي غالبًا ما تغضّ السّلطات الطّرف عنها. واعتبر البابا في هذا السّياق أنّ الحرّيّة الدّينيّة وحرّيّة الضّمير تواجهان اليوم أيديولوجيّتين متناقضتين لكنهّما خطيرتان: النّسبيّة العلمانيّة والرّاديكاليّة الدّينيّة. وحذّر من مغبّة السّعي إلى محاربة التّطرّف وانعدام التّسامح من خلال إجراءات تتميّز هي أيضًا بالتّطرّف وانعدام التّسامح. ولفت إلى أنّ المسيحيّين يدركون أنّ رسالتهم في هذا العالم تتطلّب منهم أن يكونوا ملحًا ونورًا وخميرة في العالم، مذكّرًا بأنّ الأشخاص الملتزمين في الحقل السّياسيّ، شأن المشرّعين الكاثوليك، مدعوّون إلى وضع أنفسهم في خدمة الخير العامّ وتقديم إسهامهم لصالح الحرّيّة الدّينيّة. وشدّد أيضًا على أن السّياسيّ الكاثوليكيّ مدعوّ لأن يكون شاهدًا متواضعًا ومقدامًا، وعليه أن يقترح مشاريع قوانين تتماشى مع النّظرة المسيحيّة حيال الإنسان والمجتمع، باحثًا على الدّوام عن التّعاون مع جميع الأشخاص الّذين يتقاسمون هذه النّظرة. وفي الختام حثّ البابا المجموعة على متابعة نشاطهم بشجاعة سائلاً الله أن يباركهم.

شارك في المؤتمر 150 شخصيّة بين رؤساء حكومات ووزراء ونوّاب وشيوخ وسفراء، وقد تضمّن جدول أعماله جلسات عموميّة حول: النّسبيّة المتعلمنة، التّطرّف وشؤون الشّرق الأوسط، وحلقات حوار تناولت استراتيجيّة ممثّلي كلّ من أفريقيا وأميركا وآسيا وأوقيانيا وأوروبا والشّرق الأوسط تلتها خلاصات في جلسات عامّة.

ثم كانت حلقتان متخصّصتان: الأولى عن فنّ القيادة، والثّانية عن الثّقافة المسيحيّة وقد تخلّلتهما محاضرة لأمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، والثّانية لسفيرة الولايات المتّحدة الأميركيّة لدى الكرسيّ الرّسوليّ السّيّدة كاليستا غينغريش. هذا إضافة إلى كلمات ألقيت في الجلسات العموميّة لكلّ من بطريرك السّريان الأرثوذكس مار أفرام الثّاني وبطريرك الكنيسة المارونيّة مار بشارة بطرس الرّاعي، والنّائب البطريركيّ لبابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثاّني الأنبا بولي.