بيئة
23 كانون الأول 2021, 12:07

بفعل الرياح.. الجسيمات البلاستيكية عابرة للقارات

تيلي لوميار/ نورسات
تبيّن أن المصدر الرئيس لهذه الملوثات هو شمال غرب القارة الإفريقية، مروراً بالبحر الأبيض المتوسط أو أميركا الشمالية أو المحيط الأطلسي.

لا يخلو مكان على كوكب الأرض من البلاستيك، الذي عثر عليه العلماء في جبل إيفرست والقطب الشمالي وفي في وسط المحيطات، خاصة المواد الدقيقة منه، ووجد العلماء أن هذه الملوثات قد تنتقل بين القارات بواسطة الرياح الشديدة.ويبدي الباحثون قلقاً متزايداً من هذه الجزيئات التي لا يتجاوز حجمها بضعة ملليمترات، والناتجة عن تحلل التغليف أو غسل الملابس.

وقد تبيّن أن هذه الجسيمات التي عثر عليها بالقرب من قمة جبل إيفرست،  تتأتى على الأرجح من معدات المتسلقين الذين تستقطبهم كل سنة أعلى قمة في العالم. كما بيّنت دراسات سابقة وجود جسيمات بلاستيكية في ثلوج جبال الألب أو القطب الشمالي، ورُصدت أيضاَ في الأنهار والأجزاء النائية من المحيطات، وفي الهواء القريب من سطح الأرض.

أجرى باحثون من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية وجامعة "Grenoble Alpes 2" وجامعة "Strathclyde" (اسكتلندا) هذه المرة دراسة عن وجودها في الهواء "النقي" فوق الغيوم. وأخذ هؤلاء عينات من مرصد "Pic du Midi" الواقع على ارتفاع 2877 مترًا في جبال البيرينيه الفرنسية، بين يونيو وأكتوبر 2017، بواسطة مضخة تمتص عشرة آلاف متر مكعب من الهواء أسبوعيًا.

وعثر الباحثون في كل العينات على جزيئات بلاستيكية دقيقة. كما لاحظوا في دراستهم أن هذه الكميات لا تشكل خطرًا مباشرًا على الصحة ولكنها كبيرة في منطقة يُفترض أنها محمية، إذ لا يمكن أن يُنسب فيها هذا التلوث إلى أي مصدر محلي. وسعيًا إلى تحديد مصدرها، احتسب الباحثون مسار مختلف الكتل الهوائية التي تأتت منها العينات على مدار الأيام السبعة السابقة لأخذها.

وتبيّن أن المصدر الرئيس لهذه الملوثات هو شمال غرب القارة الإفريقية، مروراً بالبحر الأبيض المتوسط أو أميركا الشمالية أو المحيط الأطلسي. وأكدت هذه البيانات أن مسار الجزيئات عابر للقارات، لأن الجزء الذي أجريت عليه الدراسة من الغلاف الجوي والمسمى التروبوسفير الحر، يعمل "كمسار فائق السرعة" على مسافات كبيرة جداً للجسيمات، وفق "ستيف ألين" المعدّ الرئيس للدراسة.  

يقول "ألين":"انتقال البلاستيك من المحيط إلى مثل هذه الارتفاعات يُظهر أنه ما مِن حوض تخزين نهائي، بل أن الجسيمات في دورة دائمة، وأنها تعود إلى مصدرها بشكل آخر". أما "ديوني ألين" المشاركة في إعداد الدراسة فلاحظت أن بعض الجسيمات التي أجريت عليها تحاليل هي بحجم الميكرون الذي يمكن تنفسه.

 

المصدر: National GEographic