لبنان
23 تشرين الثاني 2021, 14:50

بقعوني: لا يجوز أن نستسلم فنحن لنا ثقة بأنّ الرّبّ يسوع لن يتركنا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاسًا في كنيسة سيّدة المعونة الدّائمة- فرن الشّبّاك، لمناسبة عيد دخول السّيّدة العذراء إلى الهيكل، عاونه فيه لفيف من الآباء بحضور لجنة وقف الكنيسة وأبناء الرّعيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى بقعوني عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "يصادف هذا العيد في أيّام من أسوأ وأصعب أيّام حياتنا على الصّعيد العائليّ والاجتماعيّ والوطنيّ، من أزمة كورونا إلى أزمة اقتصاديّة لا مثيل لها، إلى أزمة فساد، وإلى أشخاص ائتمنوا على مصير المواطنين وليسوا أهلاً لأن يتولّوا المسؤوليّة لأجل ذلك وصلنا إلى هذه الحالة. نحتاج في هذا العيد إلى أن نرتقي إلى فكر الرّبّ وألّا نبقى نفكّر بالأمور المادّيّة وبالأوضاع الصّعبة.

تقول القراءات في هذا العيد بأنّ مريم العذراء دخلت إلى قدس الأقداس، وعيد دخول السّيّدة إلى الهيكل هو تقليد أورشليميّ، لقد قدّمها أهلها إلى الهيكل لتكبر وتنمو فيه وتصغي إلى كلمة الله. إنّ مريم منذ صغرها تحفظ أمور الله وتعمل بمشيئته، ولأجل ذلك عندما بشّرها الملاك جبرائيل بالكلام الغريب، بالحبل بيسوع قالت له: ها أنا أمة الرّبّ فليكن لي بحسب قولك. فالخبرة الطّويلة الّتي عاشتها في الهيكل واختبارها لمحبّة الله ولكلمته جعلها تؤمن بأنّ الله محبّة يرعاها ويسهر على نفسها وروحها، ولهذا لم تعد تقلق حتّى لو كانت هذه البشارة غريبة وتشكّل خطرًا على حياته.  

مريم عاشت ككلّ النّاس ولكن عانت أكثر من بعضهم، ولدت يسوع في إسطبل، تهجّرت إلى مصر، عاشت في الفقر وفي الذّلّ، وشاهدت ابنها معلّقًا على الصّليب ولكنّها لم تفقد مرّة ثقتها بالله.

اليوم في عيد سيّدة المعونة الدّائمة، وأنا ابن هذه الرّعيّة قبل أن أصبح كاهنًا، إذا أردنا أن نتمثّل بوالدة الإله مريم، فعلينا أن نقتدي بها وأن ندخل روحيًّا إلى قدس الأقداس. إنّ العلاقة مع الله تفترض أن يكون لنا ثقة عمياء به، وأن نصدّق بأنّ هناك أبًا في السّماء يعتني بنا حتّى وفي أسوأ الظّروف".

ورأى أنّ "الإحباط واليأس والهجرة حولنا، ولكن إلهنا أمين"، وقال: "نحتاج في هذا العيد إلى أن نرتفع قليلاً وأن نحفظ كلمة الله في قلبنا وفي ممارساتنا اليوميّة. لا يجوز أن نستسلم، فنحن لنا ثقة بأنّ الرّبّ يسوع لن يتركنا فهو الضّمانة الوحيدة لنا في هذه الحياة".

وهنّأ بقعوني الآباء الّذين خدموا ويخدمون هذه الرّعيّة، وراهبات سيّدة المعونة الدّائمة وأبناء الرّعيّة وطلب من الرّبّ أن "يعطيهم الإيمان والثّقة والرّجاء وأن يكونوا شهودًا للرّبّ يسوع وأن يمنحهم السّلام".

بعد القدّاس، تقبّل بقعوني وكهنة الرّعيّة التّهاني في صالون الكنيسة.