لبنان
28 كانون الأول 2021, 09:45

بقعوني للزّعماء المسيحيّين: توبوا وكفاكم كلامًا فارغًا!

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ- طريق الشّامّ، ترأّس متروبوليت بيروت وجبيل للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاس عيد الميلاد، بمشاركة المطران كيرلّس بسترس، ومعاونة كهنة الرّعيّة النّائب العامّ الأرشمدريت كميل ملحم والنّائب القضائيّ الأب القاضي أندره فرح، بحضور حشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى بقعوني كلمة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نصلّي ليكون عيد الميلاد اليوم تحقيقًا لما أنشده الملائكة عندما ظهروا على الرّعاة، مجدًا لله وسلامًا للأرض ومسرّة للبشر. فالمسيح كان طوال حياته صانع سلام وكان سبب مسرّة لكثيرين. إبن الله أتى إلينا متواضعًا بسيطًا وساوى نفسه بالفقراء، ولد في مذود وعاش في عائلة بسيطة وهجر إلى مصر وحتّى في حياته العلنيّة لم يكن من فئة الإقطاعيّين والأغنياء بل عاش حياة بسيطة واقترب من الفقراء والمرضى والمرذولين والخطأة وحمل سلامًا إلى كلّ هؤلاء وحمل شفاءات ووزع مساعدات على الفقراء وكان سبب مسرّة لجميع الّذين التقى بهم. فالمسيح ساوى نفسه بالنّاس واقترب منهم بالفقر والتّواضع ومات عريانًا وعاد إلى أبيه، ونزل على الأرض لأجلنا نحن البشر وليخلّصنا من الخطيئة ولنعيش بكرامة كما يجب أن يعيش الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. وبعد ذلك ائتمن يسوع كنيسته، الرّسل وكلّ معمّد ليكونوا شهودًا له بمتابعة رسالته.

نحن في لبنان في هذا العيد أمام فحص ضمير كبير، أين نحن من الفقراء والمهمّشين والمهجّرين والمرذولين، هناك مبادرات كثيرة ولكن أين هي البساطة الإنجيليّة في حياتنا وأين هي الشّهادة للمسيح، وقد حذّرنا البابا فرنسيس في فرح الإنجيل من الدّنيويّة الرّوحيّة الّتي تظهر بالولائم والدّعوات والاجتماعات الّتي تهدف إلى نجاح المؤسّسة والشّخص وليس وصول الإنجيل إلى المؤمنين وإلى شعب الله. فالمسيح يتوقّع منّا ومن كلّ معمّد أن يدافع عن السّلام وأن يكون بخدمته وبعمله سبب مسرّة للآخرين ليعيشوا حياة كريمة.

ما أقوله أتوجّه به للسّياسيّين أيضًا وخصوصًا الزّعماء المسيحيّين الّذين يتحدّثون عن حقوق المسيحيّين والدّفاع عنهم ولكن بعد عقود من الدّفاع عن هذه الحقوق ماذا كانت النّتيجة، فشل تامّ، ولقد تناقص عدد المسيحيّين كثيرًا وهاجر الكثير منهم وكذلك مات الكثير أثناء الحرب. وما نعيشه اليوم يتحمّل جزءًا من مسؤوليّته الزّعماء المسيحيّون الّذين في كثير من الأحيان لم يكونوا صانعي سلام ولا مسرّة للمواطنين، ويتحدّثون كلّ يوم عن حقوقنا وكأنّ حقوق المسيحيّين تختلف عن حقوق اللّبنانيّين، فإذا أردتم أن تدافعوا عن حقوقنا فاجلسوا معًا، تتخاصمون وتتنازعون وتدافعون عن أمور لا تنسحب على حياتنا لا كمسيحيّين ولا كلبنانيّين بشيء ولا تصنعون لا سلامًا ولا مسرّة.

أقول للزّعماء المسيحيّين، توبوا، واجلسوا مع بعضكم البعض وتفاهموا لكي تتمكّنوا من الجلوس مع غير المسيحيّين وتتفاهموا. كفاكم كلامًا فارغًا، فالمسيحيّون لم يعودوا يطيقون ذرعًا بكم وبممارساتكم، والمساعدات الّتي توزّعونها هي لأهداف انتخابيّة، فإذا أردتم مصلحتنا اسعوا للسّلام ولتحسين وضعنا الاقتصاديّ، وأوقفوا ذلّ النّاس.  

يسوع بتجسّده هو معنا ولن يتركنا فلا تخافوا، المسيح لن يخذلكم فهو صادق، فلنتّكل عليه وهو يدبّر أمورنا ولنتذكّر أنّنا مدعوّون للمساهمة بتحقيق أنشودة الملائكة في عيد الميلاد."