ثقافة ومجتمع
20 كانون الثاني 2016, 06:00

بكركي.. العين السّاهرة

شهدت الأيام الماضية ولادة مبادرات سياسية عدّة، بدءاً من ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، حتى ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للعماد ميشال عون.

ووسط هذه المبادرات كافة، بقيت العيون مسمّرة نحو الصّرح البطريركي الذي استقبل القادة المعنيين على مرّ اليومين الأخيرين. 
فبدأت الإستقبالات برئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، والرّئيس فؤاد السنيورة، ووزير الخارجية جبران باسيل وصولاً إلى العماد عون الذي لم يتوجّه إلى معراب قبل المرور بالصّرح البطريركي. 
وبعد الموقف الذي فجرّه جعجع بتبنيه ترشيح عون، سارع فرنجية نحو بكركي، ليعلن تمسّكه بترشيحه بعدها. 
جعجع أيضاً لم يتوانى عن زيارة البطريرك، قبل وبعد ترشيحه رئيس التيار الوطني الحر. 
واللافت هو أنّ كل هذه الزيارات كشفت عن مواقف السياسيين، حيث أدلى كل منهم بتصريح صحافي أوضح من خلاله مواقفه من المبادرات، أما بكركي فبقيت متحفظّة. 
وأشارت مصادر لموقعنا أن الصرح البطريركي لم يسمح  للإعلاميين حضور أي من الإجتماعات، ما يؤكد امتناع بكركي عن الإدلاء بالمواقف في الوقت الرّاهن. فلما هذا التكتّم؟ 
قد يشير هذا الموقف الى وقوف بكركي على مسافة واحدة من أبنائها، كيف لا وهي التي باركت وصول كل من الأقطاب المسيحية الأربعة إلى سدة الرّئاسة. 
والمؤكّد أن الصّرح البطريركي هو اليوم المرجع الأساسي للأفرقاء السياسيين خصوصاً في موضوع الإنتخابات الرئاسية، هو الذي لطالما نادى موجوب الإسراع بانتخاب رئيس، ليكون العين الساهرة على الوطن، فبرز موقف البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي الذي أكد أن جميع الناس ينتظرون هذا الوفاق والحلحلة. 
العيون موجهة اليوم إلى بكركي التي عوّدتنا دائماً على وضع المصلحة الوطنية قبل كلّ اعتبار، هي التي كانت وستبقى مرجع كل السياسيين، فهل تتم الإنتخابات المقبلة تحت جناح الصرح البطريركي فتحقق طموحاته؟