بيئة
29 آذار 2021, 10:55

بمناسبة مرور 50 عامًا على إنشاء برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، اليونسكو والأمم المتحدة تدعوان إلى تجديد علاقتنا مع الطبيعة

تيلي لوميار/ نورسات
دعت اليونسكو في أعقاب منتدى التنوع البيولوجي الذي أقامته في 24 آذار/مارس، إلى حشد جهود الحكومات والمواطنين والمجتمع المدني، بما في ذلك القطاع الخاص، لصالح التنوع البيولوجي من خلال الصندوق المتعدّد الشركاء الذي يجري العمل على إنشائه حاليًّا، ويرمي هذا التحرُّك إلى مكافحة الانهيار الحالي الذي يؤثر في جميع الأنواع الحيّة. ومن المتوقع أن تدعو الأمم المتحدة الدول الأعضاء خلال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، الذي سيعقد في شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم في كونمينغ بالصين، إلى تنفيذ هدف يقضي بحماية 30% من اليابسة والمناطق البحرية بحلول عام 2030.

وتغطي المواقع التابعة لليونسكو بمفردها 6% من مساحة الكرة الأرضية، أي ما يعادل مساحة الصين، وتشمل هذه المواقع 714 محمية من محميات المحيط الحيوي و161 حديقة جيولوجية و252 موقعاً للتراث الطبيعي؛ كما تدعو اليونسكو، فضلاً عن المساحات التي ستشملها الحماية، إلى إحداث نقلة نوعية في علاقتنا بجميع الأنواع الحية، وتقتضي هذه النقلة تغيير أساليبنا في الإنتاج والتعليم، وكذلك تغيير علاقتنا بالبيئة.

وتضطلع اليونسكو بدور ريادي في صون التنوع البيولوجي من خلال برنامج الإنسان والمحيط الحيوي الذي أنشأته منذ 50 عاماً، وهي اليوم ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بدعم الأطراف الفاعلة في التغيير، حيث تطلق نداءً من أجل تمويل الصندوق المتعدد الشركاء بغية دعم عملية ترميم وصون التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية الهشة في نطاق المواقع التي حددتها اليونسكو. وسيفيد هذا الصندوق بوجه خاص في تدريب الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتنفيذ الانتقال الإيكولوجي القائم على التضامن الذي يتعين تكثيفه قبل حلول عام 2030. وقد تعهدت إيطاليا بدفع 3,4 ملايين يورو (3,9 ملايين دولار أمريكي) خلال ثلاثة أعوام إلى الصندوق، الذي يهدف إلى جمع 20 مليون دولار أمريكي.

وتدعو اليونسكو، فضلاً عن المناطق المحمية التي من المزمع أن تغطي زهاء ثلثي مساحة الكرة الأرضية، إلى إحداث نقلة لتسخير جهود جميع البشر أينما وجدوا لحماية كوكب الأرض وإقامة علاقات سلمية مع جميع الكائنات الحية.

وإنّنا بحاجة إلى إحداث ثورة في علاقتنا مع الكائنات الحية، إذ لا يكفي صون 30% فقط من الطبيعة إذا لم نتوقف عن تخريب الـ 70% المتبقية. وتُحذّر الدكتورة جين غودال، رسولة الأمم المتحدة للسلام والمتحدثة الرسمية عن الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لإنشاء برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، قائلة: "إننا بحاجة إلى انتهاج طريقة تفكير جديدة واستحداث علاقة تكن قدراً أكبر من الاحترام للطبيعة وتزخر باقتصادات أكثر مراعاة للبيئة. وإن لم يكن بوسع الشعوب تلبية احتياجاتهم، فلن يتسنى لنا صون البيئة."  

وشغلت مسألة العلاقة مع الطبيعة والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية مكانة مركزية في كلمة الرئيس التنفيذي لمجموعة "مويت هينيسي لوي فويتون"، أنطوان أرنو.

وكانت مجموعة "مويت هينيسي لوي فويتون" قد أعلنت استهلال برنامج بارز بالشراكة مع اليونسكو من أجل صون مساحات الغابات المتردية ونظم الأنهار الإيكولوجية، وإيجاد فرص عمل مستدامة في ثماني محميات من محميات المحيط الحيوي في الأمازون

وتدعو اليونسكو الجمهور إلى تسجيل مقاطع فيديو مدتها 60 ثانية يسردون خلالها الحلول و/أو الالتزامات التي يمكننا انتهاجها للعيش بتناغم على كوكب الأرض وصون التنوع البيولوجي واستخدامه استخداماً مستداماً، وإرسال هذه المقاطع عبر الموقع المخصص لذلك. وسوف تُجمع هذه المقاطع وتُنشر على أوسع نطاق ممكن كجزء من الاستعدادات للدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.

أنشأت اليونسكو برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في عام 1971، أي قبل عام واحد من مؤتمر استكهولم المعني بالبيئة البشرية، الذي أرسى الأسس لمفهوم التنمية المستدامة من منظور الأمم المتحدة. ويتمثل الهدف العام من برنامج الإنسان والمحيط الحيوي منذ إنشائه في "تطوير الأساس العلمي للاستخدام الرشيد لموارد المحيط الحيوي والحفاظ عليها من أجل تحسين العلاقة الشاملة بين الإنسان والبيئة." ويصبو البرنامج أيضاً إلى "التنبؤ بالعواقب التي سيتكبدها عالم الغد جرّاء أعمال اليوم، وبالتالي تعزيز قدرة البشر على إدارة الموارد الطبيعية للمحيط الحيوي بفعالية".