أوروبا
03 حزيران 2025, 07:50

بولندا تفرح بـ15 طوباويّة بعد تطويب كاهن شهيد قبل ثمانية أيّام

تيلي لوميار/ نورسات
شهدت برانييفو البولنديّة، يوم السّبت، على تطويب خادمة الله كريستوفورا كلومفاس ورفيقاتها الـ١٤ من رهبنة القدّيسة كاترين العذراء والشّهيدة اللّواتي استشهدن عام 1945.

ترأّس للمناسبة عميد دائرة دعاوى القدّيسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو القدّاس الإلهيّ، الّذي ذكّر خلاله أنّ "هذا الاحتفال يأتي بعد ثمانية أيّام فقط من تطويب الكاهن الشّهيد الأب ستانيسواف شترايخ لتغتني الكنيسة في بولندا في هذا الوقت القليل بستّة عشر طوباويًّا قدّموا شهادتهم القصوى للإيمان في فترة صراع ايديولوجيّ زرعت في أوروبا في زمنهم الاضطهاد والموت والعنف والدّمار".

ولفت في عظته إلى "أنّنا نريد ومع مرور ٨٠ سنة على نهاية الحرب العالميّة الثّانية أن يكون هذا اليوم أيضًا بتطويب الرّاهبات الـ١٥ دعوة إلى السّلام في العالم كلّه، مع التّفكير بشكل خاصّ في الحروب الحاليّة"، مركّرًا صرخة البابا بولس السّادس الّتي ذكّر بها أيضًا البابا لاون الرّابع عشر: "لا للحرب بعد أبدًا".

وأضاء الكاردينال المحتفل على حياة الشّهيدات الّتي اتّسمت الفرح في الرّجاء والصّبر في الشّدة والمواظبة في الصّلاة (راجع رو ١٢، ١٢). 

كما توقّف عند "عمل الخير والمحبّة المجّانيّة إزاء الله والأخوة باعتبارهما استكمالًا للإيمان وانطلاقة نحو المستقبل تمنح معنى للزّمن وتجعل منه انتظارًا للّقاء، إنّهما عيش كلّ لحظة باليقين بأنّنا لسنا بمفردنا، والثّقة في حضور أكبر من كلّ شيء ومن الجميع. إنّ هذه المحبّة تجعل القلب يلتصق بالخير وذلك لأنّه يكتشف حقيقة التّاريخ، أيّ انتصار الخير على الشّرّ". وأضاف: "إنّ الطّوباويّات اللّواتي نحتفل بهنّ اليوم قد وقفن بذلك اليقين أمام مَن كانوا يبدون في تلك الفترة الأكثر قوّة والّذين استبدلوا الإله الحقيقيّ الوحيد، تُسكرهم المادّيّة، بأصنام هزيلة وزائلة، واستبدلوا رسالة محبّة الإنجيل بإيديولوجيا الكراهيّة والعنف".

وشدّد بحسب "فاتيكان نيوز"، على أنّ "الطّوباويّات الجديدات قد أكّدن بشهادتهنّ القيمة الأبديّة لله وللخير، بينما سيتذكّر التّاريخ قتلتهنّ فقط بذلك الشّرّ الوحشيّ الّذي ارتكبوه. إنّ الأخت كريستوفورا ورفيقاتها قد أكّدن أمام هؤلاء القتلة ومرجعيّاتهم الإيديولوجيّة ما ذكَّر به البابا بندكتس السّادس عشر في الرّسالة العامّة "المحبّة في الحقيقة": "عندما يُغيَّبُ اللهُ تنحسِرُ قدرتُنا على التّعرُّفِ على النّظامِ الطّبيعيّ، على الغايةِ والصّلاح".

إنّ الطّوباويّات الجديدات يعطين درسًا خاصًّا اليوم، فقد قاومن ثقافة كراهيّة وانقسام منتشرة بشكل كبير في مجتمعات اليوم، وكنّ شاهدات لحضور الله في التّاريخ أمام مَن دهسوا الكرامة البشريّة بإنكارهم الله وكلمته، كلمة الحقّ والحياة".