لبنان
24 نيسان 2020, 07:50

بو جودة في عيد مار جرجس: واجبنا أن ندافع عن الكنيسة ضدّ التّنّين المعاصر

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران جورج بو جودة بعيد مار جرجس، في كنيسة مار أنطونيوس في دير مار يعقوب- كرمسدّه، بمشاركة النّائب العامّ على الأبرشيّة الخوراسقف أنطوان ميخائيل والمونسنيورين نبيه معوّض ويوسف توما وكهنة الدّير.

وتوجّه بو جودة إلى المؤمنين المشاركين في القدّاس عبر صفحة الأبرشيّة على فيسبوك، فقال في عظته نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "إنّ القدّيس جرجس، كان ضابطًا في الجيش الرّومانيّ وآمن بالمسيح، أعلن إيمانه على الملء وأصبح يدافع عن هذا الإيمان والّذين اعتنقوه، ويدافع عن الكنيسة بنت الملك الّتي كانت الإمبراطوريّة الرّومانيّة تحاول اقتلاعها وقتلها في المهد خلال الفترة من التّاريخ الممتدّة من نشوء الكنيسة وحتّى بداية القرن الرّابع، هذه القرون الثّلاثة الّتي قال عنها المؤرّخ الفرنسيّ دانيال روبس إنّها كانت كنيسة الرّسل والشّهداء.

ما نعيشه كمسيحيّين في لبنان اليوم، بعيد كلّ البعد عن هذه الحقيقة. فالمسيحيّون منقسمون على بعضهم البعض، مشتّتون متشرذمون، يحاربون بعضهم البعض بالكلام واللّسان والشّتيمة والنّميمة والافتراء. يوجّهون إلى بعضهم البعض الكلمات النّابية والحقودة، فيتحوّلون إلى شهود زور عن إيمانهم. وعبثًا يدّعون بأنّهم يدافعون عن حقوق المسيحيّين طالما هم يحطّمون هذه الحقوق بمواقفهم الحاقدة تجاه بعضهم البعض. فالدّعوة موجّهة إليهم جميعًا اليوم، أن يلتفتوا جميعًا باتّجاه واحد نحو المسيح، ليستمدّوا منه نعمة المسامحة والغفران والمحبّة تجاه بعضهم البعض، بدلاً من أن يقفوا في مواجهة بعضهم بروح الحقد والبغض والكراهيّة فيحكموا هم بنفسهم على أنفسهم بالموت.

إنّ عصر الاستشهاد في سبيل المسيح لم ينته بعد، وكلّنا مدعوّون بموجب معموديّتنا أن نكون للمسيح شهودًا، لأنّنا، بهذه المعموديّة قد شاركنا المسيح في كهنوته فأصبحنا له أنبياء، نحمل اسمه إلى إخوتنا البشر، وأصبحنا معه قادة ومدبّرين، وأصبحنا معه قدّيسين نستمدّ القداسة منه لنشرها بين إخوتنا جميع النّاس. ولذا أصبح من واجبنا، كالقدّيس جرجس الشّهيد أن ندافع عن الكنيسة ضدّ التّنّين المعاصر المتمثّل بالإلحاد والكفر بالمسيح والعلمانيّة المفرطة والمادّيّة وغيرها من أشكال الاضطهاد المباشرة وغير المباشرة الّتي تجتاح عالمنا ومجتمعنا اليوم. وليكن القدّيس جرجس مثالاً لنا وقدوة حتّى نستطيع أن نتابع رسالتنا في هذا الشّرق، فنتحوّل مثله من شهود إلى شهداء إذا اقتضى الأمر"