تأمّل للأب جوزيف أبي عون في "اثنين الرّماد"

الجملة المؤثّرة الّتي يقولها الكاهن عند ترميد جباهنا "أذكر يا إنسان أنَّك تراب وإلى التّراب تعود" هي مأخوذة من الكتاب المقدَّس العهد القديم، سفر التّكوين :٣ / ١٥.

بعد سقوط الإنسان لعصيانه الله بأكله من شجرة التّفاح الّتي أنهاه عن الأكل منها،  يِنهي حكمه عليه بقوله له "إنَّك من التّراب أُخذتْ وإلى التّراب تعود".

لكن مع ذلك، ترافق هذا الحكمُ ضمنًا وعدٌ بالخلاص في نهاية الأزمنة وملئها… وتحقَّق بإرساله ابنه الوحيد يسوع ليأخذ عليه الجسد التّرابيّ من أمّه العذراء مريم، ويعطي لهذا الجسد التّرابيّ قيمته الحقّة ويُلبسه ثوب المجد والقيامة…

العودة إلى التّراب، هي دخول مع يسوع بالخشوع والتّوبة والتّواضع إلى تراب الأرض القديمة والصّعود معه بالصّوم والصّلاة والحبّ إلى تراب الأرض الجديدة…

إثنين رماد مبارك أصدقائي وبداية مسيرة صوم نشلح فيها عنّا التّراب القديم ونلبس التّراب الجديد…