تحيّة للمسكونيّة: زيارة بابويّةٌ أولى إلى معبدٍ الكنيسة الفالدوية
وأمام أوجينيو برنارديني، رئيس الهيئة الإداريّة في الكنيسة الوالدانيّة إلى جانب نظيره في الكنيسة الوالدانيّة في ريوْ دو لا بلاتا، وحشدٍ من المؤمنين، طلب البابا فرنسيس المغفرة باسم الكنيسة الكاثوليكية على المواقف والتصرفات غير المسيحية وغير الإنسانية التي اقترفها الكاثوليك تجاه الكنيسة الفالداوية.
ورأى البابا أنّ الإخوة لا يقبلون اختلافاتهم وينتهي بهم الأمر بإعلان الحرب على بعضهم، مبديًا حزنه وأسفه إزاء مختلِفِ تصرفات العنف التي تشنّ باسم الله والإيمان. وسأل الأب الأقدس الله أن يهبنا النعمة حتّى ندرك أننا خطأة ونتمكن من مسامحة الآخرين، مشددًا على أنّ الوحدة لا تعني، بالضّرورة، أحادية الشكل.
هذا، وتحمل الكنيسة الفالدوية اسم بيتر والدو Peter Waldo، وهو تاجرٌ من مدينة ليون الفرنسيّة، عاش في القرن الثاني عشر، وقد قرّر في مرحلةٍ من حياته أن يتخلّى عن ممتلكاته كلّها وأن يبشّر بالإنجيل بين الفقراء. حثّه رئيس أساقفة المدينة على أن لا يفعل ذلك وعندما رفض والدو، نُفي، مع أتباعه. انضمّ الفالدويون عام 1532، إلى الإصلاح البروتستانتيّ وبعد اضطهاداتٍ دامية، عاشوا في أودية بييمون Piedmont من القرن السادس عشر ولغاية اليوم وانتشروا عبر إيطاليا بعد أن أُعطوا الحقوق المدنيّة في السابع عشر من شباط 1848 بأمرٍ من الملك كارلوْ ألبرتو. الفالدويون في معظمهم من الإيطاليين لكنّهم موجودون أيضًا في أميركا اللاتينيّة وبخاصَّةٍ في الأرجنتين. يلتزم الفالداويّون بعامّةٍ في المجالَيْن الاجتماعيّ والثقافيّ وهم مكرّسون لقراءة الكتاب المقدّس وورَثَةُ تقليدٍ من الرصانة الليتورجيّة والمسؤوليّة الشخصيّة.