ثقافة ومجتمع
26 حزيران 2018, 13:00

تخلّى عنها والدها فحضنها أبوها السّماويّ

ماريلين صليبي
تخلّى والدها عنها وهي في سنّ مبكر جدًّا. وحيدة، حاربت التّشرّد ونقص الحنان، محاولة ملء الفراغ بطرق جعلت من طريقها دربًا يكسوها الشّوك ويلفّها الضّياع.

 

هي شارلوت، التي حاولت كثيرًا بلوغ الجسم المثاليّ والجمال الكامل والتّفوّق الدّراسيّ، هي التي سخّرت حياتها الرّوحيّة من أجل أن تكون الأفضل والأحسن والأهمّ بين رفاقها، ولكنّها عجزت رغم كلّ شيء عن إيجاد السّلام المرجوّ.

بين أحضان الإيمان كان الملاذّ، في التّقوى الصّادقة والتّواضع كانت الرّاحة والنّعمة. وجدت شارلوت في المسيح أباها الذي اختارها لتكون ابنة له، أباها الذي أحبّها كما هي، أباها الذي قبلها بكلّ عيوبها، أباها الذي فرح فيها وفي جعلها فردًا من أفراد عائلته. هي أدركت أنّ هويّتها مع الرّبّ متكاملة، وأنّ حياتها على الأرض ذبيحة لخلاصها.

عندما تبدّلت نظرة شارلوت إلى حياتها وأهدافها، تبدّلت نظرتها إلى الأمور التي تحيط بها وإلى الآب الذي خلقها. هو تبدّل فريد جعلها تلمس النّعم اللّامتناهية، وتتقبّل الآخر كما هو، إذ تخلّت عن النّظر إلى الآخرين بعين حاقدة وحاكمة وجزّارة لأنّ الآخر هذا يُدعى ابنًا لله وأخًا لها في الإنسانيّة ومحبوبًا من قبل المسيح.

مع الرّبّ إذًا، الثّقة بالنّفس وبالآخرين تنمو، ثقة لا تتحقّق إلّا متى سلّمنا حياتنا للمسيح وقلنا: "إنّنا نثق بك!"