ثقافة ومجتمع
19 كانون الثاني 2018, 08:00

تزوّجا على ارتفاع 36 ألف قدم ببركة البابا فرنسيس

ريتا كرم
لا يمكن أن تمرّ زيارة رسوليّة من دون أن يطبعها البابا فرنسيس بمفاجأة سارّة تفرح متلقّيها وتبهج السّامعين بها والقارئين عنها.

 

هذه المرّة، وعلى ارتفاع 36 ألف قدم، وفي سماء الله الواسعة حلّت الـ"نعم" الأبديّة مقدّسة ومباركة في احتفال بسيط وعفويّ بسرّ زواج بولا بوديست رويز (39 عامًا) وكارلوس كوفاندو إيلورياغا (41 عامًا)، مضيفي الطّيران الّذي كان يقلّ، أمس، البابا من سانتياغو إلى إيكيكي، وفق ما ذكرت "فاتيكان نيوز".

الثّنائيّ متزوّج أصلًا مدنيًّا منذ ثمانية أعوام، إلّا أنّ زلزلاً حال دون أن ينالا بركة الكنيسة الّتي دمّرها الأخير يوم زواجهما في 17 ك2/ يناير 2010. ولعلّ أجمل هديّة زواج يتلقّاها الزّوجان هي عرض البابا فرنسيس عليهما، بعد سماع قصّتهما، تزويجهما كنسيًّا وحالاً. 

هما جُلّ ما أراداه أن يلتقطا صورة مع رجل المفاجآت ويحصلا على بركته لهما ولولديهما، بحسب ما أفادا لـTV2000، وإنّما سؤال البابا لهما: "هل تريدان أن أزوّجكما كنسيًّا؟" كان العنصر المفاجئ. عنصر حوّل المحلّقان في سماء الحبّ إلى محلّقين في فلك سرّ الزّواج المقدّس الّذي لطالما حلما به، فأجاباه على الفور وبثقة تامّة "نعم!".

وكما في كلّ رتبة زواج كنسيّ، كان لا بدّ للعروسين أن يؤمّنا شهودًا، وحالاً أحضرا المونسنيور ماوريسيو رويدا بيلتز ورئيس شركة الطّيران "لاتام" إغناسيو شويتو، ووقفا بزيّ العمل أمام الحبر الجليل، وكلّ منهما يمسك بيد الآخر. وبرهبة وخشوع سألهما البابا ما إذا كانا يحبّان بعضهما بحقّ ويرغبان في أن يستمرّ هذا الزّواج إلى الأبد، فأجاباه مرّة ثانية وبالثّقة نفسها: "نعم، نرغب".

هذه المفاجأة من رجل المواقف الجريئة، ورجل الله المتواضع، والأسقف الّذي لا يزال يعطي أمثولات في عيش الكهنوت والخدمة، لم تخلُ من روح الفكاهة الّتي يتحلّى بها قلبه الشّابّ، إذ مازح العروسين متسائلاً: "هل الزّوجة هي الّتي تأمر بينكما؟ إذًا الزّواج يسير بشكل تامّ!".

العروسان اللّذان ينتميان بتعبيرهما إلى "أبرشيّة السّماء"، لن ينسيا بالطّبع هذه الهديّة الّتي قطفاها مباشرة من السّماء ببركة بابا روما، ولن ينساها العالم بأسره أيضًا.. بل منها سيكتنز كلّ فرد عبرة تشحن فكره وقلبه بروح الطّيبة والتّواضع والفرح والحبّ الّتي يعكسها الأب الأقدس قولاً وفعلاً، وتدفعه قدمًا إلى تأدية الرّسالة الّتي ائتُمن عليها.

واليوم، فيما تنثر السّماء نعمها غزيرة على الأرض، نسأل الله أن يبارك كلّ ثنائيّ ارتبط قلباهما ببركته ووعدا أن يسيرا الدّرب معًا في السّرّاء والضّرّاء، ويثبّت خطاهما في الإيمان ويشهدا لنوره القدّوس فتأتي ثمار محبّتهما مباركة ووافرة.