تسلّم وتسليم في رعيّة القدّيس جاورجيوس رياق برعاية المطران درويش
بعد الإنجيل المقدس القى سيادته عظة شكر فيها الأب عويس على خدمته المتفانية للرعية كما رحب بالأب عبيدي خادماً جديداً للرعية، ومما قال :
" أحييكم بالرب يسوع فردا فردا وأطلب أن تحل نعمة الرب على كل واحد منكم.
كُتب الإنجيل لكل البشر وهو هبة إلهية قدمها لنا المخلص لنقبله ونبشر به. بالإنجيل نلتقي مع المسيح القائم من بين الأموات ومن خلال عمل الروح القدس نعي وحدة المسيح فينا وفيما بيننا فنشعر أن البشارة هي قوة الله في حياتنا.
الإنجيل هو كلمة الحياة وبشرى فرح وخلاص، يتوجه إلينا لننعم من خلاله بالسلام والحرية وهو يدعونا لنتصالح باستمرار مع الله ومع ذاتنا ومن خلاله مع الإنسان الآخر. لذلك أدعوكم لتحافظوا على تعاليم الإنجيل لكي تخلصوا.
أما إنجيل اليوم فيخبرنا عن حادثة لقاء بين شاب وسيدنا ومخلصنا يسوع المسيح. كلام كثير قيل وكتب بشأن هذا اللقاء، وخصوصاً حول تَحيّة الشاب للمسيح في بدء اللقاء حين لقَّبَه "بالمعلِّم الصّالح". هل استَطاع هذا الشاب أن يتلمَّس الحقيقة المخفية، وهل رأى ألوهية المسيح في صلاحه، أم وجده مجرد معلم صالح؟ الملفت للنظر في حادثة هذا اللقاء هو أنه لم يكن مجرد لقاء تم بالصدفة بل إنَّ الشاب هو من التقى بيسوع المسيح بدافع شخصيّ.
ولكن من هو هذا الشاب؟
بحسب إنجيل لوقا، نكتشف أن هذا الشّاب يُدعى "بالحاكم" وربما برئيس مجمع. الإنجيلي مرقص يخبرنا بأن "يسوع نظر إليه وأحبه" (10/21). وبالرغم من أنه لُقِّبَ بالشّاب، فجميع مفسري الكتاب المقدس يوافقون على أنه ليس بولد أو مراهق، ولكنه رجل لم يتجاوز الأربعين وهو في مقتبل العمر، مقتدر وله تأثيره على المجتمع.
أما حول سؤاله "ماذا عليَّ أن أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟" فإنَّ يسوع المسيح يدعوه ليفحص ضميره حول مضمون الشَّريعة. والشاب أجابه أنه حفظها جيدا
لكن عندما دُعِي الشاب إلى العمل الرسولي، وهي الخطوة التالية في حياته الرّوحيَّة، تردَّد. فعوضا من الاستفادة من اللقاء الذي سعى إليه مع المعلِّم الإلهي ودعوة هذا الاخير له، اختار التراجع والسير بعيداً نحو المجهول. وأصبح هذا الحدث يُقرأ على مسامع المؤمنين عبر الاجيال كعبرة يجب الحذر منها وعدم الامتثال بها.
بالرغم من جهلنا لاسمه ولنسبه فهذا الشاب يمثِّلُ كلَّ واحد منّا. فإذا ما راجعنا حياتنا اليومية، نكتشف العديد من المسائل التي أصبحت تتملَّك حياتنا لاهية إيّانا باستمرار عن علاقتنا بالله.
أما ما قاله يسوع: "إِنَّهُ لأَسهَلُ أَن يَدخُلَ جَمَلٌ في ثَقبِ إِبرةٍ مِن أَن يَدخُلَ غَنيٌّ ملَكوتَ الله" فلهذا تفسير مهم يجب أن ننتبه اليه... ثقب الإبرة هو باب صغير داخل باب سور أورشليم الكبير.
كان باب السور يٌغلق قبل الغروب، وحينما تأتى قافلة متأخرة لا يفتحون لها الباب الرئيسي، بل باب صغير في الباب الرئيسي. والجمل لا يستطيع أن يدخل من هذا الباب الصغير (ويسمى ثقب الإبرة) إلاّ بعد أن يناخ على ركبتيه (يركع على ركبتيه) وتُنْزَلْ كل حمولته ويُجَّرْ ويُدْفَعْ للداخل.
هكذا الغني لا يدخل ملكوت السموات إلاّ إذا تواضع وشعر أن كل ما يملكه بلا قيمة. هذا هو معنى أن كل شيء عند الله مستطاع. فالنعمة تفرغ قلب الغنى من حب أمواله وتلهب قلبه بحب الكنز السماوي. ومعنى الكلام أن الأغنياء يمكنهم ان يدخلوا الملكوت لو قبلوا الدخول من الباب الضيق."
وختم المطران درويش عظته قائلاً " في نهاية عظتي أود باسمكم وباسم الأبرشية أن أشكر الأب روجيه عويس على خدمته في رياق وحوش حالا، لسنوات طويلة، كان فيها الخادم الأمين والمحب لجميع أبناء الرعية. بتواضعه كسب محبتكم وبحكمته ربح الجميع... نحن سنفتقده في الأبرشية لكننا نتمنى له عملا مثمرا في جمعيته
مع شكري له أشكر الجمعية البولسية بشخص رئيسها العام الأب جورج خوام على خدمتهم الأبرشية لسنوات طويلة. نطلب من الرب أن يباركه ويبارك جميع الآباء في الجمعية وبخاصة الذين خدموا هذه الرعية المباركة.
كما أرحب بالأب أومير عبيدي راعيا جديدا لرعيتي رياق وحوش حالا وأتمنى له خدمة مباركة، أطلب منكم أن تكونوا سندا له تحيطوه بمحبتكم واحترامكم وتتعاونوا معه من أجل خير الرعية ووحدتها.
وفي نهاية القداس كانت كلمة مؤثرة للأب روجيه عويش شكر فيها كل من عاونه خلال فترة خدمته للرعية، مثمناً محبة الجميع له وللكنيسة ، وتمنى التوفيق للأب عبيدي في خدمته الجديدة.
وجرى خلال القداس تكريم الوكيل طانيوس مقدسي من خلال شهادة تقدير قدمها له المطران درويش ، كما تم اعلان اسم أعضاء مجلس الرعية الجدد والوكلاء، والتقطت الصورة التذكارية.
وبعد القداس انتقل الحضور الى قاعة الكنيسة حيث شربوا نخب المناسبة.