ثقافة ومجتمع
26 تشرين الثاني 2015, 22:00

تعوّدنا نتعوّد!

ميريام الزيناتي

"مش جايي الكهربا.. معلي تعوّدنا"..

"اليوم كمان مقطوعة الماي.. شو فيا معوّدين"..

"3 ساعات لوصلت عبيتي.. ولو حلّك تتعود"..

هذه مسيرة حياتنا اليومية نحن اللبنانيون؛ هذا جحيمنا الذي تحوّل، أو حوّلناه، بحكم "العادة" الى شبه نعيم.

جحيمٌ "تعوّدنا" على لهيب ناره، وبات بنظرنا، هو الأقرب الى الجنّة.. فبحسب المثل الروسي "بإمكان المرء أن يعتاد كل شيء.. حتى الجحيم".

ولكن هل من المسموح أن نرضى بشبه "جنة" بدلاً من بناء وطن يحلو فيه العيش الكريم؟

وهل من المسموح أن "نتعوّد" على الفساد المستشري في وطننا بدلاً من أن نثور لنغيّر هذا الواقع؟

اللبناني يتغنّى بقدرته على "التأقلم"، فهو، بحسب رأيه، طائر الفينيق الذي لا تقتله شدّة.. أعذرني يا أيها الطّائر فأنا ما عدت أرى فيك سوى كسل الدّب القطبيّ الذي يدخل بسبات طيلة فترة الشتاء.. شتاء لن ينتهي ما دمت تتلكأ بالمطالبة بحقوقك، فالجليد لن يذوب ما دمت عاجزاً عن إشعال نار الانتفاضة المغيّرة!

لماذا نسكت عن تلكؤ بعض المسؤولين عن القيام بواجباتهم؟

لماذا نكتفي بتحصيل حقوقنا ما قبل الإنتخابات فقط؟

لماذا لا نرفض الصّفقات التجارية التي يكون المواطن ثمنها؟

إن كنّا ننتظر الربيع فالنتحرّك؛ ربيعنا لن يأتي سوى بعد "هبّة" خريفية يعلنها المواطن على بعض السياسيين الغارقين، بدورهم، بسبات ذلك الشتاء الطويل..

ليس من المسموح بعد اليوم السّكوت عن الشواذ ولا حتى التململ منه ما دمنا لا نتحرّك لمعالجته!

فعندما نختار السكوت عن حقوقنا وعندما تكون الـ "لا مبالاة" سلاحنا الأقوى في وجه الفساد، هل يمكن لبصيص أمل أن ينفض غبار "العادة" لنشهد شمس الصيف المغيّرة؟

 

 ميريام الزيناتي