تفاصيل اليوم الثّاني من زيارة البطريرك الرّاعي إلى الأردنّ
وأبدى الرّزّاز اهتمامًا لافتًا بمشروع بناء كنيسة مارونيّة في موقع المغطس على ضفاف نهر الأردنّ، مشيرًا إلى "الدّور المميّز للموارنة في النّهضة العربيّة"، وعبّر على هامش اللّقاء، عن "محبّة خاصّة للبنان وشعبه، لاسيّما وأنّه أمضى سنوات تحصيله الجامعيّ في بيروت".
بعدها توجّه البطريرك الرّاعي والوفد المرافق إلى وزارة السّياحة حيث التقى وزيرة السّياحة لينا عنّاب بحضور الأمين العامّ للوزارة عيسى قموه والمستشار هشام العبادي.
ولفتت عنّاب إلى "العمل الدّائم لتعزيز المواقع الدّينيّة المسيحيّة في الأردنّ وإظهار قيمتها التّاربخيّة"، مؤكّدة أنّ "الوزارة تتطلّع إلى إعادة إحياء الحياة الرّوحيّة في بعض هذه المواقع على غرار ما شهده جبل نيبو مع الرّهبانيّة الفرنسيسكانيّة."
بعدها توجّه البطريرك الرّاعي إلى مطرانيّة اللّاتين الصّويفيّة في عمّان، حيث التقى مجلس رؤساء الكنائس في الأردنّ، بحضور مطران اللّاتين في الأردنّ ويليام الشّوملي، السّفير البابويّ المونسنيور ألبيرتو أورتيغا، البطريرك فؤاد طوال، ورؤساء وممثّلين عن الكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة والإنجيليّة والبروتستانتيّة.
استهلّ اللّقاء بكلمة ألقاها المطران الشّوملي، رحّب فيها بالبطريرك الرّاعي والوفد المرافق، وقال: "نستقبلكم يا صاحب الغبطة، رؤساء كنائس مختلفة، لكنّنا جسم واحد، فنحن نعيش معًا شركة المحبّة والوحدة في ما بيننا هنا في الأردنّ. غبطتكم تقومون بهذا الدّور على مستوى لبنان والشّرق بشكل مثاليّ، فأنتم تجمعون ولا تفرّقون، وكلّنا يعلّم هذا".
وأضاف الشّوملي: "نحن نصلّي ونعمل معًا في الوقت نفسه، لأنّ همومنا مع المسلمين مشتركة. نعيش في منطقة ملتهبة ونعاني تداعيات الوضع، فالأردنّ كما لبنان استقبل عددًا كبيرًا من النّازحين، وهو يعاني أيضًا من البطالة وهجرة الشّباب ومن الوضع الاقتصاديّ الصّعب."
وتابع الشّوملي: "أنتم تمثّلون يا صاحب الغبطة كنيسة كبرى كما تمثّلون لبنان الشّقيق، ونحن نتمنّى للبنان السّلام والطّمأنينة وعودة اللّاجئين سالمين إلى بلادهم".
بدوره رحّب البطريرك الرّاعي بالحضور، وأثنى على "تعاون الكنائس ووقوفها موحّدة لنشر كلمة الإنجيل،" وشكر المطران الشّوملي على كلمته المعبّرة وقال: "لقد ركّزتم في كلمتكم على وطننا لبنان وكنيستنا، وما هو لقاؤنا اليوم الّا للتّشديد على وحدتنا وتعاوننا وصمودنا، في هذا الوقت العصيب. أتحدّث هنا عن الأردنّ، فلسطين، لبنان، العراق، سوريا وكلّ الأراضي المقدّسة. فإضافة الى القضيّة الفلسطينيّة الّتي يعانيها الشّعب الفلسطينيّ، جاءت هزّة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وقرار الكنيست الأخير اعتماد اللّغة العبريّة اللّغة الرّسميّة وإقصاء اللّغة العربيّة. إنّه ألم كبير أصابنا لأن هذه الأرض هي مكان انطلاق الكنيسة حيث أعلن سرّ الإنجيل".
وأضاف: "لقاؤنا اليوم يذكّرنا بأنّنا حماة جذور المسيحيّة العالميّة، لذلك علينا تشديد شعبنا بقوّة السّيّد المسيح. إنّ الكلمة الأخيرة هي للإنجيل، ومهما شهدنا من غطرسة فما من شيء أقوى من صليب يسوع المسيح. نحن نتشدّد بوحدتنا، ونحن أيضًا من خلال مؤسّساتنا الكنسيّة الاجتماعيّة والتّربويّة والاستشفائيّة نتابع شهادتنا أينما وجدنا. أنتم شهود حقّ من أورشليم إلى العالم كلّه، الرّسل واجهوا صعوبات لكنّهم صلّوا دائمًا وقالوا: "يا ربّ زدنا إيمانًا"، ونحن على خطى الرّسل نقول دائمًا يا ربّ زدنا إيمانًا". بالإيمان ننتصر ونتكاتف، ولقاؤنا أكبر علامة على الوحدة الّتي نعيشها، نحن نعرف قيمة التّنوّع، وهذا جمال الكنيسة، جمال كنيستنا بوحدة الصّلاة والتّعاون والعمل معًا والصّمود في وجه كلّ ما يعوّق شهادة الكنيسة".
كذلك وجّه تحيّة لوسائل الإعلام، داعيًا إيّاها إلى "التّحدّث بلغة الإنجيل والمحبّة والسّلام، ولاسيّما وسائل التّواصل الاجتماعيّ".
وتابع: "على مستوى الشّرق، كبطاركة وكرؤساء طوائف، نعيش فرح الأخوّة الكبير، هناك عاطفة تجمعنا كلّنا. وفي لبنان مع إخوتنا المسلمين أيضًا نحن متكاتفون ونعيش الوحدة، وكلّما واجهتنا الصّعاب نعقد قممًا روحيّة لكي نسمع شعبنا وغيره لغة السّلام والمحبّة. وبهذه الطّريقة يمكننا مواجهة العالم لأنّنا أقوياء يإيماننا وبصليبنا وبكنيستنا، لا نخاف، ونساعد شعبنا رغم كلّ الصّعوبات، ولكن للأسف هناك حركة هجرة قويّة مع الهزّات الّتي تشهدها دول المنطقة، إلّا أنّنا نخاطب شبابنا للعودة إلى أرضهم، ولا أقول هذا الكلام من منطلق مسيحيّ فقط، إنّما إسلاميّ، فهذه البلدان غنيّة بثقافتها وحضارتها وتاريخها ومن حقّنا الحفاظ عليها".
وختم: "لقد عشنا مع المسلمين 1400 سنة ونحن في حاجة لعودة الجميع إلى أرضهم، لا يمكننا إخلاء هذه الأرض لأنّها مركز ثقافتنا المسيحيّة والإسلاميّة، وعلى هذه الأرض خلقنا الاعتدال، دورنا كرجال دين أكبر من أيّ وقت، هم يصنعون الحروب من أجل تجارة الأسلحة إنّما نحن نقوم بدورنا لبناء الإنسان. نحن نرفض رفضًا قاطعًا قرار الكنيست الإسرائيليّ والقرار الّذي سبقه بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، المسيحيّون والمسلمون والأسرة الدّوليّة والشّعب الفلسطينيّ كلّه يرفض ذلك. وأعتقد أنّ علينا عقد قمّة روحيّة خدمة للبشريّة وللإنسان، فكلّنا يرفض سياسة الإقصاء، ونحن أقوياء بإيماننا وبالمسيح ربّنا".
وظهرًا أقامت وزيرة السّياحة الأردنيّة لينا عنّاب لقاء غداء على شرف الرّاعي، شاركت فيه فاعليّات رسميّة وسياسيّة وروحيّة واجتماعيّة، وألقت عنّاب كلمة شكرت فيها للبطريرك الرّاعي تلبيته دعوة رئيس الحكومة عمر الرّزّاز، وقالت: "لقد تلمّسنا بوجودكم يا صاحب الغبطة المعنى الحقيقيّ بأنّ الله محبّة والله معنا، أردنيّين ولبنانيّين، ليس فقط في بناء بيوت المحبّة والأخوّة، بل أيضًا في بناء جسور صداقة تستمدّ عمادها وقواها من علاقة وطيدة يشهد لها التّاريخ ويؤكّدها الحاضر ويتطلّع إلى تعميقها المستقبل. إنّ زيارتكم الكريمة للأردنّ يا صاحب الغبطة تعمّق وتواصل ما أرساه أسلافنا من روابط بين كنيستكم المارونيّة، بل بين لبنان بأسره والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، بدءًا من اللّقاء عام 1927 الّذي جمع ملكنا المؤسّس الملك عبد الله بالمرحوم البطريرك الياس بطرس الحويك، وقد تجلّت هذه المحبّة بالأمس واليوم في اللّقاءات العديدة مع أبناء الرّعيّة ومع أصحاب السّموّ الملكيّ الأمير حسن بن طلال والأمير غازي بن محمّد ودولة رئيس الوزراء الدّكتور عمر الرّزّاز الّذين أكّدوا جميعًا عمق العلاقة والأواصر الّتي تربط بين البلدين. إنّ زيارتكم اليوم لبلدكم الأردنّ تتزامن مع مرحلة عصيبة تمرّ بها المنطقة وتستدعي أن نكون متّحدين في نشر رسالة المحبّة والأخوّة. وفي الختام إسمحوا لي أن أرحّب بكم وبالوفد المرافق وأؤكّد لكم أنّ الأردنّ ولبنان هما جناحان ترتقي بهما مجتمعاتنا العربيّة نحو شراكة في العيش واحترام الآخر في حرّيّته ومعتقداته".
بدوره شكر البطريرك الرّاعي الوزيرة عنّاب على "حفاوة الاستقبال والكلمة الصّادقة الّتي تعبّر عن قوّة العلاقة بين لبنان والأردنّ". ووجّه "تحيّة تقدير ومحبّة للملك عبدالله الثّاني، مشدّدًا على "دور الأردنّ في المنطقة لكونه إشعاعًا للتّعدّديّة الثّقافيّة الموجودة فيه".
وبعد الظّهر توجّه البطريرك الرّاعي والوفد المرافق لزيارة موقع أمّ الجمال الزّاخر بآثار الكنائس التّاريخيّة ترافقه وزيرة السّياحة لينا عنّاب. وكان في استقباله وزير البلديات وليد المصري، رئيس البلديّة حسن رحيمي، ومحافظ المنطقة وقيادات أمنيّة وفعاليّات عسكريّة ونوّاب سابقين وحاليّين، إضافة إلى وجهاء المنطقة وشيوخها.
هذا وقد وازدانت الطّريق الممتّدة إلى دار البلديّة بالإعلام الأردنيّة واللّبنانيّة والبطريركيّة، كما رفعت اللّافتات العملاقة المرحّبة باالبطريرك الرّاعي وسط حضور أمنيّ وعسكريّ واجتماعيّ ملفت.
وألقى رئيس البلديّة حسن رحيبي، كلمة تحدّث المحافظ حسن قيام فتمنّى أن "تكون زيارة البطريرك الرّاعي للمنطقة انطلاقة حقيقيّة لزيارات دينيّة كثيرة، لما يزخر به هذا المكان من كنائس، وهي أكثر من 300 كنيسة، إضافة إلى وجود أقدم كنيسة منذ التّاريخ".
أضاف رحيبي: "كم هي جميلة هذه اللّحظات وقيّمة في عمر الزّمن، نجتمع اليوم في مدينة أمّ الجمال في حضور مهيب لإقامة هذا القدّاس الدّينيّ، بحضور شخصيّة دينيّة عالميّة هي غبطة البطريرك المارونيّ الّذي أعطى العالم أسمى المعاني في التّسامح والتّآخي بين الأديان وكم نحن فخورون أن تستعيد مدينة أمّ الجمال دورها وحضورها التّاريخيّ، وهي تجمع المؤمنين بالله على أرضها في الكنيسة الرّئيسيّة الكاتدرائيّة الّتي دشّنت في القرن السّادس الميلاديّ آملاً في أن تسهم زيارتكم يا صاحب الغبطة، وقداسكم اليوم في تعزيز الزّيارات الدّينيّة لهذه المدينة والمواقع المقدّسة في الأردنّ مهد الرّسالات السّماويّة".
من جهته، قال رئيس مجلس النّوّاب السّابق سعد هائل السّرور "بات لهذه المنطقة خصوصيّة بزيارة غبطتكم".
ولفت إلى "أهمّيّة العيش الواحد بين الدّيانتين المسيحيّة والإسلاميّة في الأردنّ، فنحن نعيش عائلة واحدة"، وقال: "أنتم غبطتكم تعكسون هذا الوجه المسيحيّ المشرقيّ إن من خلال جهودكم الخيّرة في لبنان لسلامة هذا البلد الحبيب، وسواء في الخارج ولاسيّما في الشّرق الأوسط لما يشهده من أزمات".
وختامًا ألقى وزير البلديّة وشؤون النّقل وليد المصريّ كلمة شدّد فيها على أنّ "هذه الزّيارة ستترك أثرها في أمّ الجمال"، متمنيًا للرّاعي كلّ التّوفيق، وأن يكون القدّاس الّذي سيترأّسه في الموقع "سلامًا لكلّ المواطنين في الأردنّ والوطن العربيّ".
بعدها توجّه البطريرك الرّاعي والوفد المرافق لتدشين "حديقة المحبّة والسّلام"، عند مدخل موقع أمّ الجمال، ليتوجّه بعدها إلى وسط الموقع، وسط حضور كثيف للمؤمنين وأبناء المنطقة، وقد نظّم له استقبال عزفت فيه الأناشيد التّرحيبيّة، ومن ثمّ ترأّس الرّاعي قدّاسًا احتفاليًّا، بلغ عدد المشاركين فيه نحو 2500 مؤمن.
ثم ترأّس البطريرك الرّاعي الذّبيحة الإلهيّة في موقع كاتدرائيّة العذراء مريم في موقع أمّ الجمال الأثريّ، في حضور الفعاليّات الرّسميّة والدّبلوماسيّة والعسكريّة والأمنيّة ولفيف من الأساقفة والرّهبان والرّاهبات من مختلف الطّوائف المسيحيّة، إضافة إلى حشد غفير من النّاس، شاركوا في القدّاس من خلال شاشات عملاقة وضعت حول الكاتدرائيّة ليتمكّن الحضور من متابعة القدّاس.
وعاون البطريرك الرّاعي المطارنة بولس الصّيّاح وموسى الحاج وجورج شيحان والمونسنيور غازي الخوري الّذي ألقى قبل البدء بالذّبيحة الإلهيّة ألقى كلمة عبّر خلالها عن "فرح أبناء الرّعيّة المارونيّة وغيرهم من المؤمنين بزيارة غبطته، واحتفاله بالذّبيحة الإلهيّة في هذا الموقع الدّينيّ الأثريّ حيث كاتدرائيّة أمّ الجمال". وشكر "المملكة الأردنيّة على تقديم كلّ العون للكنائس في الأردنّ، إيمانًا منها بجمال التّنوّع".
وبعد قراءة الإنجيل ألقى غبطته عظة قال فيها: "إنّ الثّبات في محبّة الله هو العيش بسلام مع الله هو العيش بسلام شخصيّ واجتماعيّ ونشر السّلام بين الدّول. منذ قليل وضعنا الحجر الأساس لحديقة المحبّة والسّلام مقتنعين بأنّ أعمالنا الخيّرة تتلاقى دائمًا مع مقاصد الله نحن في موقع أمّ الجمال.
أمّا أنا فأريد أن أسمّيها أمّ الجمال (فتح الجين) في هذه الآثار الّتي تحمل كلّ الحركات المدنيّة الّتي تعاقبت منذ العرب والرّومان والبيزنطيّين والعبّاسيّين والأمويّين وها الشّعب الأردنيّ يحافظ عليها وجلالة الملك أراد أن يعطي هذه الحجارة شهادة حيّة ووزارة السّياحة ملتزمة بإعطائها الحياة وهذا المكان كاتدرائيّة أمّ الجمال (بكسر الجيم) وأمّ الجمال (بفتح الجيم) وتكرّم فيها أمّنا مريم العذراء وهي أمّ الجمال وأرقى نساء العالمين. هذه البلدة وهذا الشّعب الطّيّب والمملكة الأردنيّة بتراثها وعيشها المنفتح على كلّ الدّيانات والثّقافات. نشكر كلّ من قدم من عمّان والبلدات المجاورة والاستقبال الجميل اللّافت الّذي عكس جمال نفوسكم ونحن اليوم بأمسّ الحاجة لنعيش المحبّة والسّلام والّتي من نتيجتها التّعدّدية، دعوة الرّبّ لنا الثّبات في محبّتنا من خلال حفظ وصاياه والعيش في ضوء كلامه، فالله لا يفرّق بين أحد ومع الحضارات والدّيانات وتنوّع الشّعوب كان جمال الله ساطع في قلب البشر.
أضاف البطريرك "الله لا يريد أن يعيش النّاس في نزاعات وهي من صنع البشر لن يعيش الإنسان سعيدًا ولن يختبر السّلام إن لم يعش الحبّ. الثّبات في محبّة الله هو ثبات في السّلام سلام مع الله وسماع كلامه والإصغاء إلى ما يوحي به إلينا السّلام هو السّلام الدّاخليّ. "أنا أعطيكم سلامًا لا يعطيكم إيّاه العالم"، هذا ما قاله سيّدنا يسوع المسيح أيّ كلّ واحد منّا مدعوّ لأن يعيش بسلام مع ذاته لكلّ واحد منّا واجب. لا أعيش بسلام إلّا إذا عشت واجبي الوظيفيّ والمهنيّ وهذا السّلام الشّخصيّ ابنيه كلّ يوم والسّلام الاجتماعيّ نبنيه معًا بالتّعاون والتّكامل والتّضامن من دون إقصاء أحد، لأنّ الله وزّع علينا مواهبه لكي نبني جسدًا واحدًا والسّلام السّياسيّ بين الدّول والشّعوب مبنيّ على أربعة أعمدة يقول البابا يوحنّا الثّالث والعشرين في رسالته وهذه الأعمدة هي: الحقيقة العدالة والحرّيّة والمحبّة".
وتابع: "فكما بيوتنا تحتاج إلى أربعة ركائز هكذا السّلام السّياسيّ ونحن اليوم نطلب بشفاعة أمّنا السّماويّة أن تشفع بالأردنّ ملكًا وحكومة ومؤسّسات وشعبًا لكي تظلّ أرض الانفتاح والتّعدّديّة وقد قدّسها السّيّد المسيح، كما نصلّي من أجل وطننا، لاسيّما لبنان الحبيب وسائر البلدان الشّرق أوسطيّة من فلسطين والأراضي المقدّسة الّتي تعاني انتفاء المحبّة والسّلام أنّ الدّمار والقتل هو نسف لهذه المحبّة ولهذا السّلام كما نصلّي من أجل السّلام الداّئم العادل والشّامل، سلام مبنيّ على الحقيقة والعدالة لا على الظّلم على المحبّة لا على الكراهيّة وعلى الحرّيّات من هذه الكاتدرائيّة أمّ الجمال نلتمس منك يا سيّدتنا مريم العذراء أن تزرعي سلامك في القلوب لنكون جماعة المحبّة والسّلام" . وكبادرة تكريميّة من الدّيوان الملكيّ أقلّت السّيّارة الّتي كانت خصّصت لقداسة البابا فرنسيس خلال زيارته الأردنّ البطريرك الرّاعي إلى موقع كاتدرائيّة العذراء مريم في منطقة أمّ الجمال، حيث ترأّس الذّبيحة الإلهيّة.