صحّة
12 كانون الأول 2022, 13:15

تقرير يكشف عن زيادة مقاومة العدوى البكتيرية للمضادات الحيوية والعلاجات مما يعرّض حياة البشر للخطر

الأمم المتّحدة
أشار تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى زيادة المقاومة للمضادات الحيوية في حالات العدوى البكتيرية لدى البشر، ولفت الانتباه إلى الحاجة إلى وجود بيانات أفضل لفهم مدى هذا التهديد.

فقد كشف التقرير عن مستويات عالية من المقاومة للبكتيريا، مما يؤدي إلى التهابات في مجرى الدم تهدد الحياة، بالإضافة إلى مقاومة العلاج في العديد من حالات البكتيريا المسببة للعدوى الشائعة في المجتمع بناء على البيانات التي أبلغت عنها 87 دولة في عام 2020.

وذكر د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن مقاومة مضادات الميكروبات تقوّض الطب الحديث وتعرّض حياة الملايين للخطر.

وأضاف قائلا: "لفهم مدى التهديد العالمي حقا والقيام باستجابة فعّالة للصحة العامة لمقاومة مضادات الميكروبات، يجب علينا توسيع نطاق اختبارات علم الأحياء الدقيقة وتوفير بيانات مضمونة الجودة في جميع البلدان، وليس فقط في البلدان الأكثر ثراء."

ولأول مرة، يوفر تقرير النظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات واستخداماتها (GLASS) تحليلات لمعدلات مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) في سياق تغطية الاختبارات الوطنية، اتجاهات مقاومة الميكروبات للأدوية منذ عام 2017، وبيانات عن استهلاك مضادات الميكروبات لدى البشر في 27 دولة.

ويظهر التقرير مستويات عالية (فوق 50 في المائة) من المقاومة تم الإبلاغ عنها في البكتيريا التي تسبب التهابات مجرى الدم في المستشفيات بشكل متكرر، مثل الكلبسية الرئوية والراكدة. تتطلب هذه العدوى التي تهدد الحياة علاجا بالمضادات الحيوية التي يتم اللجوء إليها كملاذ أخير، مثل الكاربابينيمات.

مع ذلك، تم الإبلاغ عن 8 في المائة من حالات عدوى مجرى الدم التي تسببها الكلبسية الرئوية كمقاومة للكاربابينيميات، مما يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بسبب العدوى التي لا يمكن السيطرة عليها.

البكتيريا تقاوم العلاج

أصبحت العدوى البكتيرية الشائعة مقاومة بشكل متزايد للعلاجات. أظهرت أكثر من 60 في المائة من عزلات النيسرية السيلانية، وهو مرض شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مقاومة لواحد من أكثر مضادات الجراثيم الفموية استخداما، سيبروفلوكساسين.

على الرغم من أن معظم اتجاهات المقاومة ظلت مستقرة خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن عدوى مجرى الدم بسبب مقاومة الإشريكية القولونية والسلمونيلا ومقاومة عدوى السيلان زادت بنسبة 15 في المائة على الأقل مقارنة بمعدلات عام 2017.

يشير التقرير إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الأسباب وراء الزيادة الملحوظة لمقاومة مضادات الميكروبات ومدى ارتباطها بزيادة حالات دخول المستشفى وزيادة العلاج بالمضادات الحيوية أثناء جائحة كوفيد-19.

يشار إلى أن الجائحة تعني أيضا أن العديد من البلدان لم تكن قادرة على الإبلاغ عن بيانات عام 2020.

"فجوة حرجة" بين البلدان

تظهر التحليلات الجديدة أن البلدان ذات التغطية الاختبارية المنخفضة، ومعظمها من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، من المرجّح أن تبلغ عن معدلات مقاومة مضادات الميكروبات أعلى بكثير بالنسبة لمعظم مجموعات "العقاقير الدوائية."

أما بالنسبة لاستهلاك مضادات الميكروبات لدى البشر، فقد حقق 65 في المائة من 27 دولة هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في ضمان أن 60 في المائة على الأقل من مضادات الميكروبات المستهلكة هي من مجموعة "ACCESS" من المضادات الحيوية، أي المضادات الحيوية التي وفقا لتضمين منظمة الصحة العالمية AWaRE فعّالة في مجموعة واسعة من العدوى الشائعة ولديها مخاطر منخفضة نسبيا في تكوين المقاومة.

لكن، لا يزال من الصعب تفسير معدلات مقاومة مضادات الميكروبات بسبب عدم كفاية تغطية الاختبارات وضعف القدرات المختبرية، لا سيّما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

للتغلب على هذه الفجوة الحرجة، ستتبع منظمة الصحة العالمية نهجا من شقين يهدف إلى توليد الأدلة على المدى القصير من خلال المسوحات؛ وبناء القدرات على المدى الطويل من أجل الرصد الروتيني.

وتؤكد الوكالة الأممية أن الاستجابة لاتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات تتطلب التزاما عالي المستوى من البلدان لتعزيز قدرة الرصد وتقديم بيانات مضمونة الجودة يتخذها جميع الأشخاص والمجتمعات.

ستدعم المرحلة التالية من GLASS الإجراء الفعّال المستند إلى البيانات لوقف ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات وحماية استخدام الأدوية المضادة للميكروبات للأجيال القادمة.