أوروبا
17 أيار 2023, 05:55

تواضروس الثّاني التقى شباب أبرشيّة ميلانو، وهذا ما أوصاهم به!

تيلي لوميار/ نورسات
يتابع بابا الإسندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني زيارته لأبرشيّة ميلانو- إيطاليا، إذ زخر برنامج أمس الثّلاثاء، فكان أبرزها قدّاس ولقاء الشّباب.

وفي التّفاصيل، بدأ البابا يومه بقدّاس إلهيّ في كنيسة القدّيس يوسف الرّامي في مقرّ مطرانيّة ميلانو الجديد، وهو أوّل قدّاس يُصلّى في هذه الكنيسة، وقد شارك فيه لفيف من الأساقفة والكهنة والرّهبان والشّمامسة، وعدد من أبناء الشّعب القبطيّ في ميلانو.

في عظته تناول تواضروس الثّاني خمسة معان خاصّة بعلاقة الإنسان بالله من خلال نصّ أوشية الإنجيل، في العبارة "لأنّك أنت حياتنا كلّنا وخلاصنا كلّنا ورجاؤنا وشفاؤنا كلّنا وقيامتنا كلّنا"، وهي بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

1- حياتنا: لأنّ كلّ إنسان يُمثّل المسيح في حياته، في أيّ مكان وفي أيّ عمل وفي أيّ عمر، "وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ" (٢كو ٢: ١٤، ١٥)، ويجب أن يكون نموذجًا وقدوة في الإيمان والطّهارة والخدمة وفي العمل والعلاقات الاجتماعيّة وفي كلّ أمر.

2- خلاصنا: لأنّ المسيح على الصّليب تمّم الخلاص لكلّ العالم، "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" (يو ٣: ١٦)، ولكي يتمتّع الإنسان بخلاص المسيح يجب أن يمتلك القلب النّقيّ من خلال الحياة الرّوحيّة وقراءة الإنجيل والصّلوات وممارسة الأسرار والخدمة.

3- رجاؤنا: لأنّ الإنسان الّذي يسير مع الله دائمًا يشعر بالرّجاء لأنّ الصّليب هو رجاؤنا وخلاصنا، "غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ" (لو ١٨: ٢٧)، فالله يستطيع أن يجعل الإنسان يبدأ بالخدمة والتّكريس بساعة ثمّ ساعتين ويزداد شيئًا فشيئًا، "لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ،.. لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ" (إر ١: ٧، ٨).

4- شفاؤنا: قد يتعب الإنسان جسديًّا أو نفسيًّا أو روحيًّا، وقد يبتعد عن وطنه، ولكن الله قادر أن يشفي كلّ الأمراض، ويُعدّ الإنسان للخدمة في أيّ مكان، ويجب على الإنسان الطّاعة.

5- قيامتنا: الله يُعطي الإنسان دائمًا القوّة والقدرة والشّجاعة والقيامة من كلّ الضّعفات، حتّى يصير قادرًا على تحمّل مسؤوليّته وخدمته.

وأشار إلى أنّ تكرار كلمة "كلّنا" هي تعبير عن الجماعيّة وأصوات الشّمامسة معًا في الصّلوات والتّسبحة كالأصوات السّمائيّة."

بعد القدّاس، استقبل البابا رئيس أساقفة ميلانو للكنيسة الكاثوليكيّة المونسينيور ماريو ديلبيني.

أمّا في المساء فالقى تواضروس الثّاني شباب الأبرشيّة في كنيسة السّيّدة العذراء والقدّيس الأنبا أنطونيوس. الشّباب الّذي استقبلوا البابا بحرارة، أكّدوا له أنّهم تعلّموا منه محبّة الكنيسة ومصر ولجميع بشكل عامّ، ممّا جعلهم يتّخذوا من الآية "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (كورنثوس الأولى ١٣: ٨) شعارًا لهم في كلّ أمور حياتهم.  

ثمّ ألقى البابا كلمة أوصاهم عبرها بمجموعة أمور على ضوء كلمات بولس الرّسول: "اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ"، فيسيروا من خلالها على الطّريق المسيحيّ الحقيقيّ، فقال:

"1- اِسْهَرُوا: انتبهوا فالعالم ملئ بالكثير ويجب أن يختار المسيحيّ ما هو مناسب له مثال على ذلك القدّيسة ثيؤدورا الّتي التحفت بالطّهارة أمام شهوات العالم.

2- اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ: وإيمان الإنسان هو اعتقاده.

مثال معاصر: شهداء ليبيا: فعندما تعرّضوا لأمر يهزّ إيمانهم لم يوافقوا وثبتوا على الإيمان. وقد كتب يوحنّا "هذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا" (يوحنّا الأولى ٥: ٤) اجعل إحساس أنّ مسيحك معك لا يتركك.  

3- كُونُوا رِجَالاً: أيّ كن ناضجًا، واعيًا، فاهمًا، ولا تكن متكبّرًا. إذا تولّيت عملًا أو خدمة كن على قدر المسؤوليّة.

4- تَقَوَّوْا: أيّ كن شخصًا مليئًا بالقوّة الّتي نستمدّها من مفردات حياتنا الرّوحيّة، عش بالتّقوى ومخافة الله، فكنيستي هي سبب القوّة في حياتي، فهي بيتى، هي أمّي وهي سرّ فرح حياتي.  

5- لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ: اجعل حياتك مبنيّة على المحبّة، قد تكون علاقتك مع الآخرين مبنيّة على الفلوس أو المناصب... إلخ".

وعقب العظة أجاب البابا على عشرة أسئلة، من بين مجموعة كبيرة من الأسئلة، كان شباب ميلانو قد جمعوها من خلال تطبيق إلكترونيّ .

وقدّم الشّباب بعد كلمة البابا عرضًا للخدمات الّتي يقومون بها في الأبرشيّة.