مصر
17 نيسان 2023, 08:45

تواضروس الثّاني: القيامة حدث يوميّ في حياة الإنسان وتمنحه العين الإيجابيّة للحياة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني بقدّاس عيد القيامة في الكاتدرائيّة المرقسيّة الكبرى- العبّاسيّة، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والرّهبان، بحضور أعداد كبيرة من المؤمنين والمهنّيئن بالعيد من رجال دولة وممثّلي العديد من المؤسّسات والهيئات وسفراء بعض الدّول.

وفي بداية عظته، هنّأ البابا الجميع بعيد القيامة، وأشار إلى أنّ "قيامة السّيّد المسيح هي حدث يوميّ في حياة الإنسان، وتمنحه العين (النّظرة) الإيجابيّة للحياة، والعين الإيجابيّة تتميّز بأنّها واقعيّة وشاملة وإنسانيّة". وتناول أربعة أمثلة لشخصيّات كانت موجودة في أحداث صلب وقيامة السّيّد المسيح، وهذه الشّخصيّات لبعضها عين إيجابيّة ولبعضها الآخر عين سلبية، وهي بحسب ما نقل "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":  

"1- يوحنّا ويهوذا الإسخريوطيّ: وهما ضمن تلاميذ السّيّد المسيح الاثني عشر، ويوحنّا صار التّلميذ الّذي كان يسوع يحبّه، وكان يُرِي خدمة السّيّد المسيح ومعجزاته للنّاس، فكان لديه النّظرة الإيجابيّة، بينما كان يهوذا ينظر للسّيّد المسيح نظرة مادّيّة، وقدّره بالمال، وسلّم المسيح لليهود بثمن بخس، وأدرك في النّهاية خطأه ومضى شنق نفسه، فكانت نظرته سلبيّة.

2- اللّصّ اليمين واللّصّ اليسار: وهما اللّذان صُلبا بجانب السّيّد المسيح، واللّصّ اليسار سخر من السّيّد المسيح وقال له "إن كنت أنت المُخلّص فخلّص نفسك وإيّانا"، فكانت عينه سلبيّة واستحقّ الموت، بينما اللّصّ اليمين انتهر اللّصّ اليسار وقال له "نحن بعدل جُوزينا أمّا هو فلم يصنع شيئًا رديًّا"، وقدّم توبة وقال للسّيّد المسيح "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لو ٢٣: ٤٢)، فكانت نظرته إيجابيّة واستحقّ الفردوس.

3- بيلاطس البنطيّ وزوجته: وبيلاطس هو الوالي الرّومانيّ في ذلك الزّمان، وحذّرته زوجته عن السّيّد المسيح "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (مت ٢٧: ١٩)، فكان لديها العين الإيجابيّة للحياة، بينما بيلاطس أسلمه للصّليب، فكان لديه العين السّلبيّة.

4- رجل وامرأة: المرأة هي مريم المجدليّة الّتي أخرج منها السّيّد المسيح الأرواح الشّرّيرة، فتأثّرت بالسّيّد المسيح وصارت تخدمه، وذهبت باكية إلى قبر السّيّد المسيح في فجر الأحد، وتقابلت معه وظنّته البستانيّ، ولكن عندما قال لها: "يَا مَرْيَمُ" شعرت بقوة القيامة وقالت: "رَبُّونِي!" الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ" (يو ٢٠: ١٦)، فكان لديها العين الإيجابيّة، أمّا الرّجل فهو توما التّلميذ الّذي عاش مع المسيح وقتًا طويلًا، وعندما ظهر السّيّد المسيح للتّلاميذ بعد قيامته، لم يكن توما موجودًا معهم، فعندما علم لم يصدّقهم، فكانت لديه نظرة سلبيّة، ولكن ظهر السّيّد المسيح مرّة أخرى للتّلاميذ بعد القيامة بأسبوع وقال لتوما "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (يو ٢٠: ٢٧)."  

وأوضح البابا أنّ "الإنسان يحتاج في عيد القيامة أن ينال هذه النّعمة والبركة، أن تكون لديه النّظرة الإيجابيّة للحياة، وأن يبحث عن الجمال في الطّبيعة وفي كلّ موقف وكلّ قرار وكلّ إنسان، وبذلك يساعد في بناء الشّعوب والمجتمع."

وفي الختام، هنّأ تواضروس الثّاني رئيس الجمهوريّة المصريّة عبد الفتّاح السّيسيّ وكلّ المسؤولين، كما الشّعوب العربيّة والإسلاميذة بعيد الفطر، وقال: "نشكر الله أنّ أعيادنا وأصوامنا وصلواتنا تتجاور، ونشعر جميعًا أنّنا في فترة روحيّة قويّة بدايةً من الأصوام والصّلوات المرفوعة وأيضًا الأعياد الّتي تتجاور"، مشدّدًا على أنّ "تزامن الأعياد بعضها مع بعض يزيد المحبّة والعلاقات المصريّة الجميلة الّتي نعيشها في كلّ مناسبة".

وأضاف: "إنّنا نصلّي من أجل كلّ أحد ومن أجل النّزاعات والصّراعات والحروب الموجودة في مواضع كثيرة، ونشكر الله على السّلام الّذي في بلادنا، ونصلّي من أجل كلّ إنسان يحتاج إلى الصّلاة إن كان في ضيقة أو مشكلة، وإنّنا نصلّي من أجل البلاد الّتي تعرّضت لزلازل وأزمات وكوارث، ومن أجل الإنسانيّة كلّها".

واختتم قداسته حديثه بدعوة للجميع للتحلي بالعين الإيجابية لكي نستطيع أن نعمل معًا ونبني مجتمعنا ووطننا ونفرح بعمل الله في بلادنا العزيزة.