مصر
02 حزيران 2023, 05:55

تواضروس الثّاني يكشف عن الغاية من دخول السّيّد المسيح أرض مصر

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة السّيّدة العذراء- المعادي، رفع بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني الصّلوات في عيد دخول السّيّد المسيح أرض مصر، بمشاركة لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشّمامسة، وبحضور حشد من المؤمنين، لافتًا في عظته إلى أهمّيّة هذا العيد الّذي "له مغزاه وتاريخه وأثره في حياتنا المصريّة".

وإنطلاقًا من هذا الحدث، طرح البابا في عظته سؤالاً "لماذا أتى السّيّد المسيح إلى مصر؟"، وأجاب بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكيسّة":

"1- لكي يُنهي الحياة الوثنيّة المنتشرة في مصر ويستأصلها من العالم كلّه، والّتي كانت تدلّ على أنّ الإنسان يبحث عن إله قويّ، فتعدّدت الأوثان والعبادات، ثمّ بدأ العالم يرتقي ويتّجه إلى الإله الحيّ، ويُسجّل التّاريخ أنّه عند دخول السّيّد المسيح مصر كانت الأوثان تسقط على وجوهها وتتهدم، كما نرى آثارها في تلّ بسطا وغيرها، فكانت نهاية الوثنيّة وكان هذا تطوّر هامّ في حياة الإنسان.

2- لكي يُبارك أرضنا وترابها ومياهها، ولذلك نذكر في الأواشي "اذكر يا ربّ مياه النّهر. باركها"، ونحن نشعر بالبركة في حياتنا، ومن تاريخ مصر العظيم نرى أنّها امتلأت ببركات عظيمة جدًّا، وبرغم المحن والضّيقات الّتي عبرت بها على مدار التّاريخ نجد أنّ هذه المحن تنتهي وتُبعث مصر من جديد وتظهر فيها البركة في مياهها وهوائها وطبيعتها وفي الشّكل الجغرافيّ، فمصر تمتاز بأنّ لها شكل جغرافيّ هندسيّ مربّع، الّذي به خطيْن على المياه هما البحر الأبيض ونسمّيه "بحر الأنهار" والبحر الأحمر ونسمّيه "بحر بلا أنهار"، وخطّين آخرين على الصّحراء. وأيضًا بالنّظر إلى الخريطة نرى أنّ نهر النّيل يمرّ في وسطها، ويرمز فرعيه- دمياط ورشيد- إلى الإنسان وهو رافعًا يديه للصّلاة، وكأنّنا نأخذ روح العبادة من النّهر مثلما تبدأ حياتنا بالمياه من خلال سرّ المعموديّة المقدّس، وكانت تتمّ معموديّة الأشخاص في مياه نهر النّيل قبل وجود جرن المعموديّة، وبرغم حالات الهجرة من مصر إلّا أنّ مصر تحتلّ القلب في جسم الكنيسة القبطيّة المنتشرة في العالم ولا يستطيع إنسان أن يستغني عن قلبه، وسنجد أشكال للبركة في حياة المصريّين في الصّحّة والسّتر من خلال الوطن والحياة السّياسيّة والأزمات الاقتصاديّة.

3- لكي يُعلّمنا أحد المبادئ الرّوحية القويّة في حياة الإنسان وهو "اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ"، لأنّ الإنسان يتعرّض لضعفات كثيرة ويسقط في خطايا متعدّدة، لذلك أحد مبادئ السّلامة الرّوحيّة هو مبدأ البُعد، أيّ أن يتوارى الإنسان عن فخّ التّجربة وعن الشّر،ّ "وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ" (مت ٦: ١٣)، لذلك نحتفل بهذا العيد ليس فقط لأنّه تاريخيّ أو كنسيّ ولكن لنفوسنا والاستفادة في حياتنا، وأن نبتعد عن الشّرّ والخطيئة.

إنّنا نتكلّم عن مصر مرّتين في السّنة، إحداهما في عيد الميلاد المجيد، والمرّة الثّانية في عيد دخول السّيّد المسيح مصر، وذلك يُعلّمنا الانتماء الوطنيّ داخل كنائسنا".

وبعد القدّاس رشّ البابا المياه مباركًا مياه النّيل الواقعة عليه الكنيسة.