تواضروس الثّاني: الطّفولة هي بذرة القداسة في حياة الإنسان
في تعلميه، وعلى ضوء قصّة الفتاة الصّغيرة الأسيرة والّتي بسبب نصيحتها شفى الله نُعمان رئيس جيش الأراميّين من البَرص، أوضح البابا أنّ الطّفولة ليست مرحلة عابرة، وإنّما هي بذرة القداسة في حياة الإنسان، وتأمّل في استخدام الله لبساطة الطّفولة، من خلال الفتاة الصّغيرة شارحًا بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة" النّقاط التّالية:
"1-طفولة شاهدة لله: الفتاة الصّغيرة كانت أسيرة وبلا اسم وبعيدة عن وطنها، ولكنّها حصلت على جرعة إيمان قويّة من أسرتها، وتكلّمت بشجاعة في بلد وثنيّة كلامًا بسيطًا وهدفه الشّفاء، وشهادتها كانت هي قوّة خلاص للإنسان المريض، "فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٤).
2-الطّفولة تستطيع أن تُغيّر العالم بسبب بساطتها ونقاوة قلبها: استطاعت الفتاة الصّغيرة أن تُغيّر عالم هذا الإنسان (جبّار البائس) بسبب بساطتها ونقاوة قلبها، "يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ" (٢ مل ٥: ٣)، فالله يعمل من خلال بساطة قلب الطّفولة، لأنّ البساطة هي طريق القوّة الرّوحيّة، "مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا" (مت ٢١: ١٦).
3- الطّفولة مدرسة للعالم بالخدمة وبالشّهادة: الفتاة الصّغيرة أرادت أن تخدم سيّدها فقالت نصيحتها، والّتي تحمل شهادة عن عمل الله القويّ، فكانت خدمتها ناجحة، وبحسب النّوايا الصّافية لدى الإنسان يستطيع تقديم خدمة عظيمة، "لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ" (مز ٢٠: ١)."
وعلى ضوء القصّة، شدّد بابا الأقباط على أهمّيّة: الإيمان رغمّ الألم، المحبّة رغم الظّلم، الشّهادة بدون خوف، لافتًا إلى أنّ الطّفل المؤمن هو قدوة للكبار، وهو الطّفل الّذي لديه قدرة الإيمان، وقد حصل عليها من أهله أو من كنيسته.
وبالتّالي، وجّه البابا دعوة إلى الآباء والأمّهات من أجل الاهتمام بتربية أولادهم وإعطائهم كلّ الوقت والحفاظ عليهم، "حتّى يروا ثمرة حلوة في المستقبل ويفرحوا بها".
