جدري القردة: التطعيم متاح لبعض الأشخاص المعرّضين لمخاطر أعلى، لكنه ليس حلًا سحريًا
وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قالت الدكتورة روزاموند لويس، المسؤولة التقنية عن جدري القردة في منظمة الصحة العالمية، إن تحديد حالة الطوارئ الصحية يشكل أعلى مستوى من تنبيه الصحة العامة العالمية، وينبغي أن يعزز التنسيق والتعاون والتضامن العالمي، مشيرة إلى إمكانية وقف هذه الفاشية باتباع الاستراتيجيات الصحيحة في المجموعات المناسبة.
وقالت: "يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض، بما في ذلك القروح المؤلمة. ظهرت على بعض الأشخاص أعراض خطيرة احتاجت إلى رعاية في منشأة صحية. أولئك المعرّضون لخطر أكبر للإصابة بأمراض أو مضاعفات شديدة هم النساء الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة."
مخاطر مرتفعة في أوروبا
وقد قيّمت منظمة الصحة العالمية المخاطر في المنطقة الأوروبية بأنها مرتفعة وعلى المستوى العالمي باعتبارها متوسطة، بالنظر إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن العديد من حالات وعناقيد جدري القردة بشكل متزامن في العديد من البلدان في المناطق الجغرافية المتباينة على نطاق واسع لمنظمة الصحة العالمية.
وردّا على أسئلة الصحفيين، قالت السيدة لويس إن منظمة الصحة العالمية تعمل مع الدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي على إطلاق اللقاحات. كما تعمل المنظمة أيضا مع الشركاء لتحديد آلية تنسيق عالمية. وعلى الرغم من أن التطعيم الشامل غير مطلوب، توصي منظمة الصحة العالمية بتلقي التطعيم بعد التعرّض للمرض.
وقالت السيدة لويس: "يجب أولا تطعيم أي شخص خالط شخصا مصابا بجدري القردة."
وحتى الآن، تم الإبلاغ عن إصابة حوالي 81 طفلا دون سن 17 بالعدوى على مستوى العالم. وأوضحت أن هناك حوالي 16.4 مليون لقاح متوفر حاليا بكميات كبيرة.
وأضافت أن التوصية الحالية للأشخاص المصابين بجدري القردة هي عزلهم وعدم السفر إلى حين التعافي، ويجب على المخالطين فحص درجة الحرارة ومراقبة الأعراض الأخرى المحتملة لمدة 9 إلى 21 يوما.
للقاحات وحدها لن تقضي على تفشي جدري القردة
وفي بيان صدر عن هانس كلوغه، المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية، قال المسؤول الأممي إن الحلول لمعالجة الفاشية يجب أن تأتي من المنطقة، دون وصمة عار وتمييز تجاه المجتمعات المتضررة وبالشراكة الوثيقة معها.
وأشار إلى أن جدري القردة، بشكل عام، هو مرض يحدّ من نفسه ولا يهدد حياة الأشخاص الأصحاء. ويُعرف المرض بشكل أفضل في البلدان الأفريقية حيث لوحظ على مدى عقود، وحيث تم الإبلاغ عن حالات وفاة – خمسة حتى الآن هذا العام – من حين لآخر، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وفي الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، شهد تفشي الفيروس انتشارا سريعا، مع تأثر 37 دولة ومنطقة حتى اليوم، ووجود أدلة على استمرار انتقال العدوى محليا.
وأضاف أنه في الفترة الواقعة من 13 أيار/مايو إلى 22 تموز/يوليو، تم الإبلاغ عما يقرب من 12,000 حالة محتملة أو مؤكدة، معظمها بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال في المنطقة، تم إدخال 8 في المائة منهم إلى المستشفى، لكن لم تحدث وفيات. وقال: "بينما قد يكون التطعيم متاحا لبعض الأشخاص المعرّضين لمخاطر أعلى، إلا أنه ليس حلا سحريا، ولا نزال نطلب منكم اتخاذ الخطوات لتقليل هذا الخطر في الوقت الحالي."
المسؤولية تقع على عاتق الجميع
وقال إنه بالتركيز على الطريقة الأكثر انتشارا للانتقال – ملامسة الجلد للجلد أثناء اللقاءات الجنسية – على هذا النحو، فإن مسؤولية وقف هذا التفشي هي بالضرورة مسؤولية مشتركة بين المؤسسات والسلطات الصحية، والحكومات والمجتمعات المتضررة، والأفراد أنفسهم. ودعا مقدّمي الرعاية الصحية إلى إزالة جميع الحواجز أمام الاختبار والرعاية الطبية أو اللقاح، وتوفير المعلومات الواضحة بشأن الوصول إلى الرعاية.
ودعا الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى استقاء الحقائق بشأن كيفية انتشار المرض وما يمكن للمرء فعله لحماية نفسه. ووجّه نداء للجميع قال فيه: "إذا كنت مصابا بجدري القردة أو تعتقد أنك مصاب به، فأنت معدٍ، لذا افعل كل ما في وسعك لمنع انتشار المرض."
وحث الدول على الالتزام بمبادئ الإنصاف، مما يساعد على ضمان وصول اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، بدلا من تخزينها. ولفت الانتباه إلى أن زيادة المراقبة والاستجابة في البلدان التي يتوطن فيها الفيروس من شأنها أن تساعد على منع أي تفشيات مستقبلية في أماكن أخرى.
"دعونا في جميع أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى نتصدى لهذا التحدي معا، ونضع حماية المجتمع والكرامة الإنسانية في قلب استجابتنا الإقليمية."