صحّة
07 شباط 2018, 12:44

حاصباني أطلق الحملة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين: السبب الأول للوفيات في لبنان والوقاية بالرعاية الصحية الأولية

أطلقت وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين و"مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة، الحملة الوطنية للكشف المبكر عن أمراض القلب والشرايين والوقاية منها، بعنوان "ما تنطروا، قلبكم ما بينطر"، في مؤتمر صحافي عقد برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني وحضوره، في مركز عدنان القصار في بئر حسن.

حضر المؤتمر الرئيس ميشال سليمان، رئيسة "مؤسسة يدنا" وفاء سليمان، الوزيرة السابقة ليلى الصلح، رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين رندى بري، هدى السنيورة، المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار، رئيسة دائرة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة وأعضاء الهيئة الإدارية لمؤسسة "يدنا" وأعضاء اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين لدى السيدات.

بداية، النشيد الوطني ثم قدمت الدكتورة حمادة عرضا تقنيا لمسار الحملة الوطنية، مشيرة إلى أنها "تأتي للسنة الثانية على التوالي وستستمر لثلاثة أشهر بدءا من اليوم وحتى نهاية نيسان المقبل. وستنطلق من الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية والتي تحظى باعتماد كندي وتقدم خدمات للمواطنين، وهي ستوفر الفحوصات المجانية المتعلقة بالقلب لمن يشاء من السيدات والرجال. أما إذا تبين أن الشخص المعني يحتاج إلى مستوى أعلى من الرعاية فتحولهم هذه المراكز إلى مركز صحة قلب المرأة التابع لمؤسسة "يدنا" والذي يحتوي على مختلف المعدات المتطورة لعلاج أمراض القلب".

سليمان

ثم ألقت السيدة سليمان كلمة اعتبرت فيها ان "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يدري قيمتها ولا يراها إلا المرضى"، مؤكدة ان "الوقاية الاستباقية هي السبيل الأمثل للحفاظ على هذا الكنز. من هذا المنطلق، بادرت مؤسسة "يدنا" بإنشاء "مركز صحة قلب المرأة" كباكورة أعمالها، كما سعت لدى وزارة الصحة لإنشاء "اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين"، إيمانا منها بوجوب تحصين قلب الأم والأخت والإبنة وهن مصادر العاطفة والرعاية في حياتنا. ونجتمع اليوم برعاية وزير الصحة العامة لإطلاق الحملة الوطنية الثانية لوقاية القلب والتي شاهدنا واستمعنا إلى عرض مجمل لنشاطاتها من قبل الدكتورة رندا حمادة التي تواكب، مشكورة، عمل اللجنة بكفاءة عالية ومثابرة حثيثة".

وأشارت الى "أن تزايد عدد السيدات اللواتي أجرين الفحص المبكر في مركز صحة قلب المرأة، وبالتالي اكتشاف عدة حالات من أمراض القلب والشرايين لديهن، ساهم بشكل كبير في معالجة هذه الحالات مما دفعنا الى التخطيط لتفعيل اجراءات الوقاية والتوعية في كافة المناطق اللبنانية. وقد جاء تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين والقيام بالحملات السنوية نتيجة تضافر جهود وزارة الصحة وعلى رأسها معالي الوزير غسان حاصباني والجامعتين الاميركية والقديس يوسف في بيروت ومجلس الأمناء وأعضاء اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين وبالتأكيد أعضاء الهيئة الإدارية لمؤسسة يدنا".

وأكدت أن "عمل اللجنة يتقدم باضطراد نحو المأسسة لتعميم الفائدة المرجوة منها"، وقالت: "وتأكيدا على إلتزام وزارة الصحة بنهج التوعية للوقاية من أمراض القلب المسبب الاول لوفاة النساء، حدد وزير الصحة بموجب القرار رقم 1058/1 شهر شباط من كل عام موعدا لإطلاق نشاطات اللجنة وحملاتها".

وشكرت سليمان "جميع الذين ساهموا في إنجاح إطلاق الحملة وخصوصا الإعلاميين لدأبهم على مواكبة نشاطات الحملة ومؤسسة يدنا، على أمل أن تعم ثقافة التوعية والوقاية حفاظا على سلامة المرأة". ودعت كافة النساء إلى "الابتعاد عن الاهمال في ما يتعلق بسلامة قلوبهن وإلى الاستفادة مما تقدمه "يدنا" اليوم من عناية تقيهن ندم الغد حيث لا ينفع الندم".

حاصباني
ختاما، ألقى الوزير حاصباني كلمة أشار فيها إلى أن "الأمراض غير الإنتقالية تودي كل عام بحياة 38 مليون نسمة، 28 مليون حالة وفاة منها تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".

وقال: "تقف الأمراض القلبية الوعائية وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير الإنتقالية، إذ تسبب في وقوع 17.5 مليون حالة وفاة سنويا وتليها السرطانات ثم الأمراض التنفسية والسكري. كما تعاني من الأمراض غير الإنتقالية جميع الفئات العمرية وجميع الأقاليم. وغالبا ما تلم هذه الأمراض بالفئات العمرية الأكبر سنا، ولكن البينات تشير إلى أن 16 مليون من الأشخاص الذين يقضون نحبهم من جراء الأمراض غير الإنتقالية هم أناس دون سن الـ70 عاما. وقد بات الأطفال والبالغون والمسنون جميعا عرضة لعوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بهذه الأمراض، إما نتيجة النظم الغذائية غير الصحية أو الخمول البدني أو التعرض لدخان التبغ أو آثار تعاطي الكحول على نحو ضار، وهناك عوامل أخرى تساعد على ظهور هذه الأمراض أيضا لن نأتي على ذكرها الآن". 

وتابع: "ان الأمراض غير الإنتقالية تهدد التقدم المحرز نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية. وهناك علاقة وثيقة بين الفقر وهذه الأمراض، ومن المتوقع أن تتسبب الزيادة السريعة التي تشهدها هذه الأمراض في عرقلة مبادرات التخفيف من وطأة الفقر في البلدان المنخفضة الدخل، لا سيما برفع التكاليف التي تتحملها الأسر مقابل الإستفادة من خدمات الرعاية الصحية ذات الصلة".

وأعلن حاصباني، "ان لبنان وبما انه من بين الدول الـ190 التي وافقت بقيادة منظمة الصحة العالمية على آليات عالمية للحد من عبء الأمراض غير الإنتقالية الذي يمكن تلافيه، بما في ذلك خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير الإنتقالية ومكافحتها للفترة 2013-2020، خصوصا وأننا على الصعيد الوطني نشهد نسبة مرتفعة من الإصابة بأمراض القلب والشرايين تبلغ 16% من الشعب اللبناني وتشكل تلك الأمراض السبب الأول للوفيات، حيث إن 47% من الوفيات في لبنان تسببها أمراض القلب والشرايين.. تطلق وزارة الصحة العامة اليوم الحملة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين بالتعاون مع بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين و"مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة "مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة التي ترأسها السيدة وفاء سليمان مع فريق عمل من الاختصاصيين الذين نفخر بمشاركتهم وزارة الصحة العامة هذه الخطوة الرائدة".

وأوضح وزير الصحة أن "هذه الحملة تطلق من خلال شبكة وطنية للرعاية الصحية يسهر فريق عمل متفان على عملها بتوجيهات مدير عام الصحة وتعاون وثيق مع مؤسسات القطاع الصحي الأهلي وبعض البلديات وكذلك الجهات الأكاديمية والجهات العلمية في لبنان".

ولفت إلى أن "مستقبل الصحة في لبنان أساسه الوقاية والرعاية الصحية الأولية وطريقه عبر شبكة وطنية تطبق معايير عالمية كندية للإعتماد وعماده الدولة ومبدأ المشاركة بين القطاعات كافة. وقال: "فلنعمل على تعزيز هذا القطاع كل من موقعه والاستثمار فيه لما في ذلك مصلحة المواطن وتحسين المؤشرات الصحية التي أثبتت الدراسات مدى الأثر الإيجابي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان سواء لجهة تخفيض معدل وفيات الأمهات من 104 إلى 15 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2015، أو لجهة تخفيض معدل وفيات الأطفال من 33.5 إلى ثماني حالات وفاة في كل ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2013 وخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر من 36.5 إلى 9 حالات وفاة في كل ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2013. وذلك، إضافة إلى تخفيف العبء عن كاهل الأسر والأفراد من خلال تخفيض المدفوعات المباشرة من أموال المرضى وزيادة مستويات الحماية من المخاطر المالية".

وأكد أن "هذا النشاط اليوم يأتي مكملا لكل تلك الجهود، خصوصا وأنه يتكامل في شقه العلاجي مع مؤسسة يدنا- مركز صحة قلب المرأة، ولا سيما أن مفهوم الرعاية الصحية الأولية هو التكامل بين كافة القطاعات لتأمين صحة افضل للمواطن".