صحّة
10 تشرين الثاني 2017, 14:11

حاصباني وقع على تجديد اتفاقية التعاون مع المؤسسة الفرنسية للدم: نسعى دائما لتطوير جودة القطاع الصحي

وقع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، على تجديد اتفاقية التعاون بين وزارة الصحة العامة والمؤسسة الفرنسية للدم في مجال تنظيم وسلامة نقل الدم على المستوى الوطني، في حضور رئيس المؤسسة فرنسوا توجاس، مدير المعهد العالي للأعمال ستيفان اتالي وممثلة السفير الفرنسي فيرونيك أولانيون وحشد من المتخصصين.

بداية تحدث توجاس، فأبدى سعادته "للتوقيع على التجديد للمرة الثالثة لاتفاقية التعاون في مجال تنظيم وسلامة نقل الدم"، لافتا إلى "أهمية وجود نظام مهني وفعال في نقل الدم، لأنه ينعكس إيجابا على تحسين نوعية حياة المواطنين".

وقال: "إن استراتيجية المؤسسة الفرنسية للدم تقوم على العطاء المجاني في مجال نقل الدم، وهو أمر ضروري، لأنه يسمح بالمحافظة على أمان المتبرعين والمرضى. إن هذه الاستراتيجية مهمة، لأنها تحترم حق الإنسان دون المتاجرة بجسده، مع ما يعنيه ذلك من تضامن بين أفراد المجتمع الواحد". وحرص على "التنويه بالديناميكية اللبنانية لتحسين نظام نقل الدم وتطويره لخدمة المجتمع اللبناني، وذلك بالتعاون مع خبراء فرنسيين والمعهد العالي للأعمال". وأكد "الإستمرار إلى جانب لبنان ودعم وزارة الصحة".

أولانيون
بدورها، لفتت أولانيون إلى أن "التعاون في المجال الصحي بين لبنان وفرنسا يتناول مجالات عدة، سواء من خلال توقيع اتفاقات مشتركة أو تبادل الزيارات بين المسؤولين في هذا المجال".

واشارت الى أن "التعاون الذي يعود لسنوات عدة، يتركز على تدريب عدد من العاملين في المجال الصحي وتبادل الخبرات"، معتبرت أن "الروابط التي تجمع لبنان وفرنسا كثيرة، ولا تقتصر فقط على تبادل الخبرات، بل ثمة رؤيا مشتركة للقيم الإنسانية في مجال المحافظة على الصحة وجعلها متاحة للجميع"، مشددة على "ضرورة العمل الدائم على تطوير البنى التحتية الصحية"، مؤكدة أن فرنسا "مستعدة لدعم لبنان في هذا المجال".

وقالت: "التعاون مع المؤسسة الفرنسية للدم يشكل وجها من وجوه التعاون الذي يتطور بشكل تدريجي". ونوهت ب"دور المعهد العالي للأعمال الذي يلعب دورا بارزا في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا".

حاصباني
وتحدث الوزير حاصباني، فقال: "اتفاقية التعاون مع المؤسسة الفرنسية للدم التي تكتسي بعدا استراتيجيا مهما ومستمرا في مجال تنظيم وسلامة نقل الدم على المستوى الوطني. فقد خطى لبنان خطوات نوعية في المجال الصحي منذ بداية التعاون مع المؤسسات الفرنسية في العام 2006، بدءا بتوقيع الإتفاق بين وزارة الصحة العامة والهيئة العليا للصحة (HAS) التي دعمت توجهات الوزارة في تحسين نوعية الخدمات الطبية في المستشفيات، عبر تقديم الدعم التقني لتطوير نظام الاعتماد وتقييم المنتجات الطبية. وقد أدى تنفيذ هذا الإتفاق الى تطوير نظام اعتماد المستشفيات وتطبيقه على المستشفيات الحكومية أيضا. ثم تطورت أوجه هذا التعاون لاحقا بتوقيع إتفاقيات تشمل مواضيع أخرى، كتنظيم وضبط استعمال الأجهزة الطبية وتحسين عملية تسجيل الأدوية الجنيسية وإدارة عملية نقل الدم مع الجهات المعنية في الجانب الفرنسي، كالوكالة الوطنية لسلامة الدواء ومنتجات الصحة (Ansm) والمؤسسة الفرنسية للدم (EFS) وهي الجهة المسؤولة الوحيدة عن عملية التبرع وتخزين ونقل الدم وضمان سلامته".

اضاف: "إن أسس هذا التعاون تم ترسيخها بتوقيع اتفاقية بين وزارتي الصحة في لبنان وفرنسا، ويتم تنفيذ هذه الإتفاقيات بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال (ESA) بعد أن أظهر خبرة في التنسيق بين وزارة الصحة والمؤسسات الفرنسية المعنية في إطار عقود تم توقيعها مع وزارة الصحة منذ العام 2010".

ولفت إلى أن "الاتفاقية هدفت الى اعادة تنظيم نقل الدم في لبنان من أجل ضمان سلامة الدم ومشتقاته، وتأمين توفره وتسهيل عملية حصول المريض عليه. ولقد وضع برنامج لرفع مستوى هذه الخدمات لتتطابق مع المعايير العالمية، بما يتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية. كما تمت صياغة دليل الممارسات الجيدة، ووضعت خطط العمل لتطبيق النظام الجديد. كذلك تم تقييم الوضع التقني في بنك الدم التابع لمستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي ودراسة مدى ملاءمته للتحول الى بنك وطني مركزي للدم، إضافة الى وضع دفتر الشروط الفني المتضمن الحد الادنى من المعايير الواجب توفرها في انظمة المعلوماتية المستعملة في مراكز نقل الدم. كما تمت صياغة الاجراءات التنفيذية ضمن نظام التيقظ في عملية نقل الدم (Hémovigilance). وأخيرا اعتمدت إستراتيجية وطنية لنشر ثقافة التبرع بالدم، وأقيمت حملات توعية وطنية عن اهمية التبرع الطوعي بالدم".

وأكد أن "تجديد اتفاقية التعاون بين المؤسسة الفرنسية للدم ووزارة الصحة العامة، يؤكد الحرص على مواصلة تنفيذ خطط العمل في مجال نقل الدم في لبنان الهادفة الى نشر وتطبيق الممارسات الجيدة عبر نظام اعتماد ورقابة تخضع له كل مرافق نقل الدم، وصياغة القوانين والمراسيم التطبيقية التي تؤمن جودة ومأمونية الدم ومشتقاته، ووضع اجراءات مراقبة منظمة لجمع وتتبع وتقييم المعلومات عن العوارض او ردود الفعل السلبية أو غير المتوقعة الناتجة عن اخذ الدم او فحوصات الدم لتحسين امان عملية نقل الدم، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتشجيع عمليات التبرع الطوعية والمجانية، وإنشاء شهادة دبلوم للمرة الاولى في لبنان في مجال نقل الدم هدفها رفع المستوى وتحسين الاداء".

وتابع: "نسعى دائما إلى تطوير جودة القطاع الصحي في لبنان، وتأمين الدم أساس في استمرارية هذا القطاع في تأمين الخدمات الأفضل نوعية لكافة المرضى والمحتاجين لهذه الخدمات، خصوصا أن لبنان يعاني من فترة إلى أخرى من المشاكل ولا سمح الله الحروب ويشكل نقل الدم والتبرع به، وسلامة الدم أمر أساسي في هذه الحالات، أما في الحالات العادية فنقل الدم وسلامته أمر أساسي في العمليات التي يتم إجراؤها في المستشفيات وتحسين نوعية الإستشفاء والصحة العامة في شكل عام".

وختم الوزير حاصباني مرحبا برئيس المؤسسة الفرنسية للدم وبمدير المعهد للعالي للأعمال وبممثلة السفير الفرنسي، شاكرا لهم "الدعم المتواصل للنظام الصحي في لبنان، خصوصا لجهة ضمان سلامة نقل الدم"، ونوه ب"جهود المدير العام الدكتور وليد عمار وأعضاء اللجنة الوطنية للدم، مع التأكيد على التزام الوزارة التام بالمعاهدة الموقعة مع وزارة الصحة في فرنسا لما فيه المصلحة العامة في البلدين".